على خشبة المسرح الشبيبي بمدينة "عفرين" قدمت فرقة رابطة "صلاح الدين الأيوبي" المسرحية التابعة لاتحاد شبيبة الثورة في المدينة عرضها المسرحي المميّز "لكنه شرعي!" بتاريخ 17/4/2011 وذلك ضمن فعاليات المهرجان المسرحي التاسع والعشرين وبمناسبة يوم الجلاء.

موقع eAleppo حضر العرض وأجرى عدداً من اللقاءات مع الحضور، والبداية كانت مع السيد "حسين بوظو" الذي تحدث بالقول: «المسرح بشكل عام هو أبو الفنون كلها وله دور كبير في حياة الناس من خلال تسليط الضوء على مشاكلهم وتقاليدهم البالية بهدف توعيتهم ومن ثم العمل على تغييرها لصالح الأفضل، وبما أنّ مجتمعنا في "عفرين" ما زال يعاني من بعض العادات والتقاليد القديمة والبالية التي لا تلائم العصر فإنّ عرض هذه المسرحية اليوم في مدينة "عفرين" له أهمية خاصة، فكما ترى فإنّ المئات من النساء والرجال والفتيات والشباب يحضرون العرض وذلك للاستفادة منها تربوياً.

نعم ذلك صحيح فعملنا في المسرحية اقتصر على عرض المشكلة دون معالجتها من خلال تقديم الحلول لأننا تركنا ذلك للإخوة الحضور، فهدفنا من العرض هو التوعية وعلى الحضور اكتشاف الحلول بأنفسهم وأعتقد أننا نجحنا في إيصال رسالتنا لهم

مسرحية "لكنه شرعي!" عرض جيد ومميز باعتباره يسلط الضوء على عادة شائعة في مجتمعنا وهي عادة التزويج المبكر للفتيات وما ينجم عنا من نتائج سلبية وهي بالتالي تساهم في توعية الحضور بها ليساهموا معاً في القضاء على هذه العادة البالية والقديمة».

لافا مصطفى

السيدة "نازلية يوسف" قالت: «أنا حريصة على حضور كل المسرحيات التي يتم تقديمها في مدينة "عفرين" مع أولادي لأنني أؤمن بدور المسرح المهم في حياة الناس فهو عبارة عن مدرسة تربوية وتوعوية لمختلف فئات الشعب من خلال التصدي للسلبيات في المجتمع وإيجاد الحلول المناسبة لها، وهذا الأمر ينطبق على العرض المسرحي الذي قُدّم اليوم حيث قام بتسليط الضوء على مشكلة اجتماعية شائعة في مجتمعاتنا وهي تزويج الفتيات في سن مبكرة بالغصب والإكراه.

ملاحظتي على العرض هو أنه سلط الضوء على هذه المشكلة ولكن دون أن يطرح الحلول المناسبة لها فجاء كنوع من توصيف الحالة وعرضها كما هو».

ليلان محمد وجيهان شيخ عبدو

ومن الممثلين الذين شاركوا في تقديم العرض التقينا بالطفلة الممثلة "لافا مصطفى" التي قالت: «أنا أدرس في الصف الخامس الابتدائي وقد انتسبت للفرقة المسرحية قبل حوالي 3 سنوات عندما كنت في الصف الثاني لأنني أحب التمثيل كثيراً، دوري في المسرحية هو الطفلة "حياة" التي فقدت أمها وتسعى خلال العرض إلى منع والدها من الزواج ثانية من فتاة صغيرة».

"جيهان شيخ عبدي" قالت: «أنا في الصف الثامن، دوري في المسرحية هو البطولة من خلال تجسيد شخصية "حورية" التي تعمل والدتها على تزويجها بالقوة وهي ما زالت صغيرة تلعب مع صديقاتها من الأطفال، المسرحية بشكل عام تهدف إلى توعية المشاهدين والحضور لكي لا يزوجوا بناتهم وهن صغيرات».

محي الدين أرسلان -مخرج العمل

أما "ليلان محمد" فقد قالت: «أنا في الصف الثامن، اسمي في المسرحية "زينب" التي تعاني من مشكلة العنوسة مع عدد من الفتيات، ولذلك فهي تغار من "حورية" تلك الفتاة الصغيرة التي يأتيها العديد من العرسان.

المسرحية بشكل عام تطرح موضوع إكراه الفتيات الصغيرات على الزواج وضرورة توعية الناس لمنع ذلك في المجتمع، أما عن دوري وشخصيتي التي تجسد الغيرة العمياء فإنني أقول من خلاله للحضور بأنّ الغيرة العمياء سلوك غير سوي وغير مبرر ويجب علينا أن نتحرر منه».

"إسماعيل جميل قاقو" قال: «أنا في الصف الثالث الثانوي وقد انتسبت لفرقة رابطة "صلاح الدين الأيوبي" المسرحية التابعة لاتحاد شبيبة الثورة في مدينة "عفرين" في العام 2008 وقد مثلت حتى اليوم في خمس مسرحيات قدمتها الفرقة، فأنا أعشق التمثيل منذ الصغر وأحلم في إتمام دراسة التمثيل مستقبلاً إن شاء الله.

دوري في المسرحية هو "إسماعيل" الشخص الذي تموت زوجته خلال ولادتها ليتزوج من فتاة صغيرة لم يتجاوز عمرها 15 سنة ولسوء حظه فالزوجة الثانية تموت أيضاً بالولادة.

نحن نسلط الضوء في مسرحيتنا على موضوع اجتماعي شائع هو تزويج البنات وهن ما زلن قاصرات وهذا خطأ كبير وبالتالي فإننا نوجه رسالة لكل الأهالي بعدم إكراه بناتهم بالزواج إلا بعد تجاوزهن سن 18 على الأقل».

وأخيراً التقينا المخرج الشاب "محي الدين أرسلان"- مخرج العمل المسرحي "لكنه شرعي!" ليحدثنا عن مسرحيته وأهميته قائلاً: «"لكنه شرعي!" مسرحية اجتماعية مقتبسة عن المجموعة القصصية "الضوء الأسود" للأستاذ "محمود جقماقي" والذي قام بإعدادها، ومن إخراجي وتقدمها فرقة رابطة "صلاح الدين الأيوبي" المسرحية التابعة لاتحاد شبيبة الثورة في "عفرين" التي يمثل فيها عدد من شباب وشابات وأطفال المدينة.

طبعاً المسرحية وكما تحدث عنها المتكلمون قبلي فهي تركز على موضوعين اجتماعيين مهمين هما: تزويج القاصرات بالغصب ومشكلة العنوسة لدى الفتيات وقد حاولنا خلال العرض أن نربط بين المشكلتين من خلال خوف الأمهات من مشكلة العنوسة الذي يدفعهن إلى تزويج بناتهن وهن لم يبلغن سن 18».

وسألناه حول رأيه بما قاله بعض من الحضور عن أنّ المسرحية لم تقدم حلولاً ملموسة للمشكلة المعروضة فأجاب: «نعم ذلك صحيح فعملنا في المسرحية اقتصر على عرض المشكلة دون معالجتها من خلال تقديم الحلول لأننا تركنا ذلك للإخوة الحضور، فهدفنا من العرض هو التوعية وعلى الحضور اكتشاف الحلول بأنفسهم وأعتقد أننا نجحنا في إيصال رسالتنا لهم».

وأخيراً قال الأستاذ "محي الدين أرسلان" مخرج العمل: «أوجه تحياتي ومحبتي للأستاذ "محمود جقماقي" معد العمل وهو الآن يؤدي واجبه في خدمة الوطن والعلم وأرجو من موقعكم الكريم نشر هذه القصيدة التي كتبها "جقماقي" وتم تلحينها لتُقدم كأغنية مرافقة للعمل، والقصيدة هي:

هذه وردةُ صبحٍ / أثقلتها.. أتعبتها/ حبات الندى في العناق/ وذابت بفم غزالٍ.. حين اشتياق/ فتمايلت.. وتراقصت.. بخجلٍ واستحياء/ قلتُ: إذاً.. مريم العذراء!

ورشفتُ من كأس العشق قطرةً / وروحي تنهدت الصعداء/ إلهي.. أو لنفسك تخلقُ مثيلاً؟!/ وتقول: أحبائي.. ذاك إبتلاء!».

يُذكر أنّ العرض المسرحي حضره الأستاذ "عبد الرحمن طويل" رئيس المركز الثقافي العربي بمدينة "عفرين" وحشد كبير من الإخوة المواطنين في المدينة.