بدأ شباب "حلب" بالتدرب على الدورات التي يقيمها مكتب التشغيل والعمل وبالتعاون مع مؤسسة "بداية" حول كيفية الإعداد لخطة مشروع عمل يقوم فيها المتدربون بتطبيق أفكارهم العملية وبرامجهم التدريبية على أرض الواقع.

eAleppo رافق المتدربين أثناء افتتاح ورشة العمل يوم 9/5/2011 وسلّط الأضواء على المميزين وخصوصاً أنها قد استقطبت إلى جانب الشباب ربات البيوت أيضاً ممن رغبن في تطوير أنفسهن وزيادة دخلهن والبداية كانت مع السيدة "جنان أحمد أبو خشبة" ربة منزل أوضحت سبب دخولها للدورة فتقول: «حينما تمتلك الأسس العملية والأساسية لأي مشروع تستطيع أن تفكر بجدية في إقامة أي مشروع يناسبك».

حينما تمتلك الأسس العملية والأساسية لأي مشروع تستطيع أن تفكر بجدية في إقامة أي مشروع يناسبك

وأضافت: «وهذه الدورة تعتبر هامة لأصحاب الثقافة المتوسطة أو الضعيفة لكي يستطيعوا أن يتداركوا بعض الأشياء العلمية التي حرموا منها أثناء مغادرة تعليمهم وهي فرصة في الوقت ذاته لمنح القدرة على التفكير بمشروع صغير يعمل على زيادة الدخل ويكوّن في المستقبل مشروعاً يضم إليه العديد من العاطلين من العمل».

المتدربة "جنان أحمد أبو خشبة"

وإن قربنا الصورة أكثر لرأينا أن السيدة "أبو خشبة" استطاعت أن تتعرف على الأخطاء التي وقعت بها أثناء عملها في المشغولات الصوفية اليدوية وحول هذا قالت: «سابقاً حينما عملت في المشغولات الصوفية كنت دائماً أعطي المورّد وزن الصوف المشغول أقل من الذي استلمته والمدون في الورقة ولم استطع إيجاد الخطأ لكوني لم أكن ادقق في وزن الصوف، لكنني ومن خلال هذه الدورة العملية التي نقوم بها اليوم عرفت بأنني كنت مقصّرة بالتدقيق في استلام الصوف وليس بسبب الخطأ في العمل».

وإن ابتعدنا قليلاً عن الحياة العملية فإن للمستقبل جيلاً يمكن أن نساهم أيضاً في توعيته وعن هذا تقول: «فالأم حينما تتلقى العديد من التجارب العلمية والنظرية تستطيع أن تكون مساعداً للمدرّس في تلقين العلوم لأولادها وبالتالي تصبح جزءاً مكملاً للعملية التربوية والتعليمية مشكلة إحدى روافدها إلى جانب زرع الثقة لدى الابن حينما يرى أن دور والدته امتد ليكون جزءاً من حلقته التعليمية».

المتدرب "محمد وسيم سواس"

وفي نفس السياق كان "محمد وسيم سواس" وهو صاحب ورشة عمل للتهوية الصناعية اكتشف بأنه كان يستلم بضاعة الحديد انقص بـ ديزم أو أكثر وهذا ما يؤثر على جودة عمله وحول هذا يضيف بالقول: «حينما تدربنا اليوم على مشروع عملي تعلمت فيه أن ادقق في استلام كل صغيرة أو كبيرة وان ابتعد عن التعاطف في العمل فالدقة وحدها يمكن أن تحسم الأمر وهي كفيلة أن تبعدك عن أية أخطاء محتملة».

وأضاف: «ومنها يمكن التفكير بوضع أسس عملية حول تطوير العمل وتوسيعه وبذلك تكون الدورة قد أعطتني دفعاً وتحفيزاً على تطوير العمل وبعيداً عن العشوائية، فالجدوى الاقتصادية تعطيك شرحاً واسعاً حول كيفية احتساب النفقات وزيادة الواردات وحساب الربح والخسارة والعديد من الأمور العملية التي لا يمكن أن أتعلمها خارج هذه الدورة».

المدرب "حسين الحمو"

ويتابع "سواس": «برأيي يجب على كل إنسان أن يخضع لمثل هذه الدورات سواء أكان يزاول مهنة أم في طور دراسته النظرية لأنها في النهاية عبارة عن خبرات تدريبية واقعية يتلافي الشخص الكثير من الأمور في حياته العملية وهو في غنى عنها».

ورغم دخول "أيهم منقاري" للعمل في مجال الكهرباء إلا أنه فضل الالتحاق بهذه الدورة ليزيد من خبرته العملية وحول هذا يقول: «هذه الدورة شجعتني على توسيع عملي الكهربائي ونبهتني للكثير من الأمور التي كانت شبه غافلة عني مثل استلام البضاعة وفق ماهو منصوص في الفاتورة دون زيادة أو نقصان وفحص كل قطعة لأن السوق لا يتعامل مع العواطف أبدا».

وما أتمناه والكلام لـ "منقاري": «أن يتم إقامة مثل هذه الدورات وبشكل مستمر وان تتعدى إلى مستويات متقدمة لكي يستطيع المرء الإحاطة بالعديد من الخبرات العملية والتعليمة».

ولإلقاء النظرة بشكل أكبر على ذلك المشروع وما أهمية الهدف الذي يسعى إليه أوضح المهندس "حسين الحمو" مدرّب بالهيئة العامة للتشغيل بـ"حلب" فيقول: «أهميته تنبع من خلال تحقيق هدف الشراكة التي تمت بين الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات ومؤسسة "بداية"».

وأضاف: «وهذه الدورة من بين العديد من الدورات التي أقيمت سابقاً والتي ستستمر مستقبلاً، وتهدف إلى تفعيل دور المنظمات الأهلية في توجيه الشباب نحو استثمار طاقاته بالشكل الأمثل».

فما الهدف من التعاون الذي تم بين مؤسسة "بداية" والهيئة العامة للتشغيل؟ أجاب "الحمو": «هو التطبيق العملي لأفكار الشباب ومشاريعهم المستقبلية لمساعدتهم على البدء بمشروع عملي من خلال قرض مالي يقدم لهم دون أي فوائد، ومحاولة التعرف على تلك الأفكار ونقاط القوة والضعف ليتم تصحيحها وفق الأساليب العلمية والعملية من خلال العديد من العلوم التطبيقية إلى جانب العلوم النظرية، وما يميز هذه الدورات أنها بجانب كل درس نظري تطبيق عملي يتعلم فيها المتدرب على تطبيق هذه النقاط النظرية وتحليل ومناقشة الأخطاء التي وقع فيها المتدربون».

وحول الإجراءات التي قامت بها الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات أجاب عليها "عبد القادر حنورة" مدير الهيئة قائلاً: «حالياً تقام هذه الدورة في مكتب التشغيل سابقاً وخصص لها العديد من الأدوات والإمكانات التي تساهم في رفع كفاءة الشباب».

واختتم قائلاً: «إلى جانب الدورات التدريبية هناك مشروعات الهيئة الصغيرة والمتوسطة وحاضنات الأعمال والخدمات الاستشارية والفنية والتدريبية التي تقدمها للمتدربين التي تعمل على توفير فرص عمل اكبر للشباب وما أتمناه من كل متدرب أن يصبح رب عمل يعمل على تأمين فرص عمل أخرى للعديد من الشباب الآخرين».

"سليم قرقناوي" مدير مكتب مؤسسة بداية بـ "حلب" أوضح بالقول: «إن مهام وأهداف المؤسسة تكمن في توفير الدعم المالي للعديد من الشباب ممن يرغبون في إقامة مشروعهم العملي دون أية فوائد مالية، إلى جانب ذلك هناك العديد من المرشدين سوف يزورون أصحاب الأعمال الصغيرة ممن استفادوا من القروض للاطلاع على حسن سير العمل وتقويم الأخطاء من خلال تقديم المشورة والدعم لهم».

والجدير بالذكر أن عدد المتدربين 20 طالباً وتستمر الدورة لغاية الرابع عشر من الشهر الجاري.