للمرآة حضور بارز في حياة العروس العفرينية فهي الأداة الأساسية ضمن جهازها وحولها توجد العديد من الطقوس الاجتماعية.

في ناحية "جنديرس" وبتاريخ 23/12/2011 التقى موقع eAleppo السيدة "نازلية إبراهيم" التي تحدثت عن حضور المرآة في حياة العروس العفرينية قائلةً: «على الرغم من التطور الكبير الذي حصل في المنطقة وفي مختلف المجالات إلا أنّ عادة شراء المرآة للعروس لم تتغير سوى في الشكليات فما زال لهذه الأداة حضور مميز في حياة العروس، وشراؤها واجب بموجب الأعراف والتقاليد.

الأعراس الحالية كما قلت تقام دون كل هذه الطقوس فقد تحولت الأعراس تدريجياً إلى عبارة عن حفلات تستمر بضعة ساعات في أحد مقاصف المنطقة وسط ضجة الآلات الموسيقية وصخبها ليعود الناس بعد انتهائها إلى بيوتهم ناسين تدريجياً كل تلك الطقوس والتقاليد

قديماً /أي قبل حوالي 30 سنة/ كانت العادة الشائعة في منطقة "عفرين" هي أن يقوم أهل العريس بشراء غرضين رئيسيين لا بد منهما للعروس وهما "الصندوق الخشبي" لتضع فيه أغراض زينتها ولباسها وكذلك "المرآة" التي كانت تستعملها للتزين.

نازلية إبراهيم

قبل موعد العرس بعدة أيام كان أهل العروسين يتفقون على يوم خاص لشراء هذه الأغراض ويسمونه محلياً "يوم رْحَلْ" وفيه يذهب عدد من الرجال والنساء من الطرفين إلى المدينة ترافقهم العروس- دون العريس- حيث يقومون بتجهيز العروس بشراء حاجياتها الضرورية وفي مقدمتها "المرآة" التي كانت عبارة عن قطعة مستطيلة الشكل ذات إطار خشبي متين تعلقها العروس على جدار بيتها الجديد، وما زالت أذكر أنّ أفصل أنواع المرايا كان يُسمى "المرآة الحجرية" الأصلية».

وأضافت: «أما في الوقت الحالي فقد تنوعت أنواع المرايا وأشكالها فلم تعد قطعة واحدة كالسابق بل تأتي جزءاً من "سكراتونه– محلياً" أو جزءاً من طاولة الماكياج المعاصرة وعلى الرغم من هذا الاختلاف فقد بقي الطقس القديم سارياً والذي يتضمن قيام أهل العريس بشراء المرآة للعروس في "يوم رْحَلْ" وإرسالها إلى بيت العروس حتى يحين موعد يوم "نقل الجهاز" إلى بيت العريس بعد عرضه أمام النسوة في القرية».

كمال عبدو

السيد "كمال عبدو" تحدث عن أهم الطقوس الاجتماعية المرتبطة بمرآة العروس في المنطقة بالقول: «بدايةً أود القول بأنّ الفرق الرئيسي بين الأعراس التقليدية القديمة والحالية هو اختفاء الطقوس الاجتماعية تدريجياً من أعراس هذه الأيام وبالتالي فقدت الكثير من رونقها وجمالها.

لقد كان أهل العريس ملزمون عرفاً بتقديم مجموعة من الأشياء العينية لعروسهم قبل موعد العرس ضمن جهازها مثل "الفرش" و"اللحف" و"المخدات" و"السجاد" من بيتهم وكذلك شراء "صندوق العروس الخشبي" و"المرآة" و"إبرة العروس" من السوق.

مرآة العروس العصرية -سكراتونه

في الوقت الحالي تقوم السيارات بنقل جهاز العروس إلى بيتها الجديد دون طقوس اجتماعية تذكر بينما قديماً كانت كل خطوة يخطوها أهل العروسين تتم وفق عادات وتقاليد اجتماعية محددة ومن هذه التقاليد الأساسية انتقال العروس إلى بيتها الجديد وهي راكبة على الفرس».

وتابع بالقول: «عند وصول موكب العروس إلى قريتها الجديدة يُركب أهل العريس خلفها طفلاً ذكراً أملاً أن ترزق بطفل مستقبلاً ويتقدم الموكب شخص يحمل "مرآة العروس" ويُسمى اجتماعياً بين الناس "حامل المرآة" وذلك الشخص كان يسير بسرعة ليصل قبل الجميع بهدف إبلاغ أهل القرية بوصول العروس، لقد كان "حامل المرآة" يحصل على هدية عينية رمزية من العروس بعد عدة أيام كما كان له أهمية خاصة وحتى اليوم يقال للشخص المسرع في مشيته: انتظر قليلاً، هل تحمل "مرآة العروس"؟ كما يقال للشخص الذي يعتبر نفسه مهماً: هل أنت من حملت "مرآة العروس"؟ وذلك لأنّ "حامل المرآة" هو شخص مهم اجتماعياً.

بعد نزول العروس عن الفرس ودخولها إلى بيتها الجديد يخرج شباب القرية من /حوش/ والد العريس وذلك لممارسة طقس اجتماعي آخر ويتضمن هذا الطقس وضع شيء ما في مكان بارز وتكون عادة "مرآة العروس" ولكن بحجمها الصغير ومن ثم يطلقون عليها النار ليحصل أول من يصيبها على هدية عينية من العروس ويكون في الغالب طربوشاً حريرياً».

وختم: «الأعراس الحالية كما قلت تقام دون كل هذه الطقوس فقد تحولت الأعراس تدريجياً إلى عبارة عن حفلات تستمر بضعة ساعات في أحد مقاصف المنطقة وسط ضجة الآلات الموسيقية وصخبها ليعود الناس بعد انتهائها إلى بيوتهم ناسين تدريجياً كل تلك الطقوس والتقاليد».