تشتهر قرية "جقاللي جوم" بوجود حوالي خمسين مغارة فيها استخدمها سكان القرية الأوائل للسكن قبل بنائهم للدور السكنية الحجرية والإسمنتية.

للحديث حول تاريخ القرية التقى موقع eAleppo بتاريخ 25/12/2011 السيد "خليل يوسف" من مواليد 1935 وهو من كبار القرية فقال: «كان سكان القرية في الفترة التي تسبق العام 1900 تقريباً بحسب ما رواه لنا آباؤنا يسكنون الكهوف والمغاور المنتشرة في أرجاء القرية والتي يزيد عددها على 50 مغارة كباقي سكان منطقة جبل الأكراد وبعد العام 1900 تحولوا تدريجياً للسكن في البيوت الحجرية ولاحقاً الإسمنتية المعاصرة.

في هذه القرية عاش والدي "إبراهيم يوسف" الملقب بـ"إبرامي تركو" أشهر مطرب شعبي في عموم منطقة "عفرين" وقد كان يتوافد إلى بيتنا شهرياً العشرات من المطربين الشعبيين من المنطقة وخارجها لعقد مجالس الفن والغناء التراثي والفلكلوري كما كان مختاراً لخمسة قرى فيها ولذلك تحول بيتنا إلى مركز لحل الخلافات بين الريفيين والى مركز للنفوس وتحصيل الضرائب وتسجيل الولادات وغيرها

أبواب معظم تلك المغاور سدت بالأتربة والأوساخ مع مرور الزمن ولم يبق منها سوى القليل وكذلك فإنّ البيوت الحجرية التقليدية لم يبق منها سوى الأطلال والخرائب حيث احتلت مكانها البيوت الإسمنتية الحديثة والفلل.

خليل يوسف -من أهالي القرية

إنّ ميزة هذه المغاور والكهوف هي أنّ المتجاورة منها كانت متصلة ببعضها بعضاً حيث كان بإمكان الجيران التواصل فيما بينهم دون الخروج من المغارة وهذه الطريقة ابتكرها أجدادنا ليحموا أنفسهم من اللصوص والحيوانات المفترسة».

وأضاف: «في هذه القرية عاش والدي "إبراهيم يوسف" الملقب بـ"إبرامي تركو" أشهر مطرب شعبي في عموم منطقة "عفرين" وقد كان يتوافد إلى بيتنا شهرياً العشرات من المطربين الشعبيين من المنطقة وخارجها لعقد مجالس الفن والغناء التراثي والفلكلوري كما كان مختاراً لخمسة قرى فيها ولذلك تحول بيتنا إلى مركز لحل الخلافات بين الريفيين والى مركز للنفوس وتحصيل الضرائب وتسجيل الولادات وغيرها».

درج محفور في الصخر ويؤدي إلى أحد المغاور

السيد "إبراهيم إبراهيم" رئيس الجمعية الفلاحية في القرية قال: «للفلاحين في القرية جمعية زراعية يحصلون بواسطتها على القروض الزراعية والأسمدة وغيرها من الأدوات التي تساعدهم على تحسين واقع الزراعة في القرية ويبلغ عدد الأعضاء فيها حوالي 85 عضواً وتبلغ مساحة أراضي القرية المسجلة لدى الجمعية حوالي 250 هكتاراً.

تشتهر القرية بزراعة أشجار الزيتون بمختلف أنواعها "الزيتي" و"الجبلي" و"الخلخالي" حيث يبلغ عدد أشجار الزيتون فيها نحو 25000 ألف شجرة.

الفنان التراثي الشهير إبراهيم يوسف /إبرامي تركو/ من أبناء القرية

ومن الناحية العلمية فالقرية تفتخر بوجود العشرات من أبنائها ممن يحملون الشهادات الجامعية فيها من محامين ومهندسين وأطباء وغيرهم على الرغم من أنه لا توجد في القرية سوى مدرسة ابتدائية واحدة».

الأستاذ "عبد الرحمن إبراهيم" محامي من ابناء القرية قال: «تقع قرية "جقاللي جوم" إلى الشمال الشرقي من مدينة "جنديرس" بنحو 10كم وتتبعها من الناحية الإدارية، يبلغ عدد سكانها حوالي 1200 نسمة يعمل معظمهم في زراعة الزيتون، بلدياً قرية "جقاللي جوم" تتبع بلدية "مسكة فوقاني"، وتتوافر في القرية معظم الخدمات من كهرباء ومياه وشبكة صرف صحي وطريق معبد وحوالي 50 خطاً هاتفياً من نوع اللاسلكي ومدرسة ابتدائية.

من أشهر العائلات في القرية: عائلة "يوسف" التي ينتمي إليها الفنان التراثي المعروف "إبراهيم يوسف" /"إبرامي تركو"/ الذي توفي في بداية الستينيات من القرن العشرين وكانت له شهرة كبيرة على مستوى المنطقة وجوارها، وعائلة "إبراهيم" التي تعرف في المنطقة باسم عائلة بيت كرد، وعائلة "عبدو" و"مستو" و"أوسو" و"موسى" و"سيدو"، كما يوجد في القرية حوالي 20 بيتاً من الإخوة الإيزيديين وعائلاتهم هي "حسّو" و"موسى" والجميع في القرية يعيشون بمحبة وأخوة».

وحول اسم القرية قال: «الاسم بالكردي مؤلف من كلمتين هي: "جقل" ويعني "ابن آوى" و"جقلي" أيضاً هو اسم عشيرة كردية كما ورد في بعض الكتب التاريخية، أما كلمة "جوم" فهي تعني بالكردية المنخفض و"جوم" هو اسم سهل واسع في المنطقة يدعى "سهل جوم" وأعتقد أن القرية نسبت إلى "سهل جوم" ليتم تمييزها عن قرى أخرى في المنطقة تحمل نفس الاسم "جقلي".

كنا نسمع الكثير من القصص والروايات عن أجدادنا حول القرية ففي الفترة التي كان يسكن سكانها المغاور كانت القرية محاطة بالكامل بغابات من السنديان والبطم وغيرها من الأشجار البرية وفي تلك الظروف والأجواء كانت تعيش الآلاف من الحيوانات البرية وخصوصاً "ابن آوى" /"الجقل"/ وأعتقد أنّ سبب تسمية القرية بهذا الاسم عائد إلى وجود هذا الحيوان بكثرة في الموقع».