يعتبر "متحف الآثار الكلاسيكية" أحد أهم وأغنى المتاحف في المتحف الوطني بحلب إذ يضم بين جنباته مجموعة كبيرة ومميزة من الآثار العائدة للفترة الكلاسيكية في سورية.

موقع eAleppo قام بتاريخ 7/1/2012 بجولةٍ في أرجاء المتحف وهناك التقى بالطالب الجامعي "أدهم صوراني" –كلية الحقوق فقال: «يعتبر "متحف حلب الوطني" بأقسامه الخمسة من أغنى المتاحف في العالم إذ يضم مئات القطع واللقى والتماثيل الأثرية العائد لمختلف العصور التاريخية بدء من الإنسان النياندرتالي الذي يعود تاريخه إلى حوالي 100 ألف عام وحتى الفترة الحديثة.

في صدر القاعة تمثال لمحارب فارسي الطراز والعهد بالإضافة إلى العديد من المنحوتات الحجرية البازلتية موزعة على استقامة واحدة أمام جدران الخزائن تمثل عدة آلهة أهمها الربة "اللات" و"جوبيتير" وإله الضوء و"أسكلبيوس" إله الطب من الحجر الرخامي وبعض التماثيل الجنائزية

أما بالنسبة للمتحف الكلاسيكي فهو من أغنى هذه الأقسام ويضم كل ما خلفته الإمبراطوريات اليونانية والرومانية والبيزنطية في الفترة الكلاسيكية التي تمتد من القرن الثالث ق.م وحتى الفتح الإسلامي لسورية، ولهذه الآثار أهميتها الكبيرة بالنسبة للباحثين في تاريخ تلك الفترة التي تمتاز بتوفر آثارها المتنوعة وخصوصاً الكتابات الأثرية، كما يساهم هذا القسم إلى جانب الأقسام الأخرى في المتحف بتنشيط الحركة السياحية في مدينة "حلب" عموماً وخاصة بالنسبة للأوربيين الذين يستمتعون كثيراً بمشاهدة ما تركه أجدادهم من آثار في العهود التي حكموا فيها هذه المنطقة».

تمثال جنائزي لأميرة منبجية -روماني

زميله الطالب "يوسف عبد الرحمن" قال: «المتحف الكلاسيكي غني بالآثار ولكي يسهل على الزوار فهم تاريخ ووظيفة كل قطعة معروضة فقد تم كتابة نبذة عنها وهذا أمر جيد ولكن أنا لدي اقتراح في هذا المجال ويتضمن اقتراحي أن تقوم مديرية آثار ومتاحف "حلب" بتشجيع الزائر المحلي تحديداً لزيارة المتحف من خلال القيام بحملات دعائية وإعلانية له عبر مختلف وسائل الإعلام لأن المواطن السوري والحلبي على وجه الخصوص لا يعرف الكثير عن المتحف ومحتوياته وأهمية زيارته وبالتالي تشجيع السياحة الداخلية في القطر».

كما التقينا بالأستاذ "عمار كناوي" أمين "متحف الآثار الكلاسيكية" بمتحف حلب الوطني والذي افتتح حديثه بسرد تاريخي مختصر عن الفترة الكلاسيكية في سورية فقال: «يضم العصر الكلاسيكي في سورية بشكل عام آثار الحضارة الإغريقية التي وصلت إلى سورية عن طريق التبادل التجاري سيما مع مدن الساحل الفينيقي وذلك قبل دخول "الاسكندر الكبير" إلى سورية بعد معركة "أيسوس" في العام 333 قبل الميلاد والذي تبعه تحول سورية إلى جزء من العالم الهلنستي الكبير.

لوحة موزاييك بعنوان أنهار الجنة -بيزنطي

ومن ثم أصبحت سورية مملكة هلنستية مستقلة عاصمتها "إنطاكية" دعيت بالمملكة السلوقية نسبة للقائد المقدوني "سلوقس نيكاتور" أحد قواد جيش "الاسكندر" وخلال هذه الفترة شهدت سورية حركة عمرانية نشطة تمثلت بتأسيس العديد من المدن الجديدة واستمر الحكم السلوقي لسورية حتى دخلها القائد الروماني "بومبيوس" في العام 64 قبل الميلاد وشكلت إحدى أهم ولايات الإمبراطورية الرومانية وخط دفاعي أول بوجه الفرس البارثيين –الساسانيين كما ازدهرت الحركة العمرانية والفنية في سورية خلال هذه الفترة واستمرت حتى تحول الإمبراطورية الرومانية إلى الدولة البيزنطية مع اعتناق الإمبراطور "قسطنطين الكبير" للدين المسيحي وتغيرت بذلك سمات الفن والعمارة الدينية وانتشرت الكنائس بشكل كبير واستمرت حتى الفتح الإسلامي لسورية في العام 637 ميلادية لينتهي بذلك العصر الكلاسيكي في سورية ويبدأ عصر جديد من تاريخها».

وأضاف السيد "كناوي": «كانت آثار الفترة الكلاسيكية محفوظة في المتحف ضمن متحف عام وذلك قبل أن يتم تقسيم متحف "حلب" إلى عدة متاحف بحسب العصور فتأسس بذلك المتحف الكلاسيكي بحلب في العام 1972م.

ملاكين مجنحين من الرخام -روماني

يختص المتحف الكلاسيكي بعرض آثار الحضارات اليونانية والرومانية والبيزنطية إضافة إلى البعض من آثار الفرس الاخمينيين والبارثيين والساسانيين واتبعت فيه طريقة عرض التسلسل التاريخي مع مراعاة العرض بحسب مادة القطع المعروضة.

يتضمن المتحف الكلاسيكي آثار التنقيبات والقطع الأثرية المصادرة أو التي تم شرائها ومن أهم معروضاته: القطع الفخارية الإغريقية من حفريات "ليوناردو وولي" بموقع "المينا البيضا" على الساحل وبعض قطع الفخار المزجج من "دورا أوروبوس" وقدور نحاسية من الجنوب السوري والعديد من السرج والأواني البرونزية إلى جانب مجموعة من القطع النقدية الذهبية والفضية والبرونزية ومنحوتات منبجية وتدمرية معظمها شواهد قبور من الحجر الكلسي وبعض النصب البازلتية أهمها منحوتة الربة عشتار /"أتارغاتيس"/.

كما عرض في وسط الجناح مدفن طيني مزجج من محافظة "الرقة" وشاهدة قبر من "منبج" على شكل محراب يضم تمثال فتاة شابة، وهناك أيضاً مجموعة هامة من الزجاج من العهود الرومانية والبيزنطية وكذلك عُرضت لوحتان من الموزاييك بيزنطيتان تمثل أنهار الجنة».

وختم: «في صدر القاعة تمثال لمحارب فارسي الطراز والعهد بالإضافة إلى العديد من المنحوتات الحجرية البازلتية موزعة على استقامة واحدة أمام جدران الخزائن تمثل عدة آلهة أهمها الربة "اللات" و"جوبيتير" وإله الضوء و"أسكلبيوس" إله الطب من الحجر الرخامي وبعض التماثيل الجنائزية».