"جامع زكي باشا المدرس" هو أحد الجوامع الحديثة نسبياً بحلب إذ بني خارج أسوار المدينة القديمة مع بدايات نشوء الأحياء الحديثة فيها.

حول هذا الجامع تحدث لموقع eAleppo السيد "محمود النصيري" في حي "الجميلية" وذلك بتاريخ 19/1/2012 قائلاً: «يعد "جامع زكي باشا" أحد أهم جوامع مدينة "حلب" ويعود بحسب التاريخ المدون عليه إلى أكثر من قرن ويتميز بمئذنته المؤلفة من ستة عشر ضلعاً بنهاية مخروطية.

"جامع زكي باشا" أو "زكي باشا المدرس" أو "الجامع الحميدي" تم بناؤه من قبل "عبد الرحمن زكي باشا آل المدرس" في حي "الجميلية" بحلب أواخر القرن التاسع عشر

تكمن أهمية هذا الجامع في أنه يشكل جزء من تاريخ هذه المدينة العريقة وحاضرها حيث يؤمها العشرات يومياً للعبادة وتقديم الطاعة لله سبحانه وتعالى، كما يزورها الكثير من السياح والباحثين وطلاب الجامعات للتعرّف على تاريخها وطرازها العمراني ودورها الاجتماعي في حياة الناس».

الجامع من الداخل

"عبد الرحمن أحمد" من حي "الهلك" قال: «يقع "جامع زكي باشا" في حي "الجميلية" وتحديداً في الجهة الجنوبية من "مشفى فريشو" القديم وهو أحد أبرز معالم هذا الحي ومن أوائل الأبنية الدينية فيه حيث تم بناؤه في حي "الجميلية" مع بداية القرن العشرين فبعد نشوء الحي وتوسعه يوماً بعد آخر دعت الحاجة لبنائه بسبب بعد الحي نسبياً عن "حلب" القديمة داخل الأسوار.

إنّ مكان عملي قريب من الجامع ولذلك فأنا آتي إليه يومياً للصلاة، هو جامع جميل المظهر وخاصة مئذنته المخروطية الطويلة التي تعود حسبما أعتقد إلى حوالي 100 سنة خلت».

الجامع من الخارج

وحول تاريخ الجامع سألنا الدكتور "محمود حريتاني" مدير آثار ومتاحف سورية الشمالية سابقاً فقال: «"جامع زكي باشا" أو "زكي باشا المدرس" أو "الجامع الحميدي" تم بناؤه من قبل "عبد الرحمن زكي باشا آل المدرس" في حي "الجميلية" بحلب أواخر القرن التاسع عشر».

وأضاف: «لقد تشكل حي "الإسماعيلية" الحديث في أواخر القرن التاسع عشر ومن ثم تم إلحاقه بمحلة "السليمية" المعروف لدى العامة بحي الجميلية.

المئذنة المخروطية

لقد سكن هذه الأحياء الواقعة في الجهة الغربية من "حلب" حين بدايات نشوئها سراة القوم الحلبيين الذين قاموا بمغادرة المدينة القديمة، وعلى الرغم من سكن هذا الحي الحديث النشأة لم يكن يوجد فيه جامع يصلي فيه الناس ولذلك فقد تبرع أحد الأغنياء واسمه "عبد الرحمن زكي باشا آل المدرس" بتعمير هذا الجامع وذلك بدءاً من العام 1898 م وبني إلى جانبه سبيل وتم الانتهاء منه في العام 1899 م».

وقال متابعاً: «لقد تم بناء "جامع زكي باشا المدرس" على طراز جامع "المدرسة الرضائية" بحلب ولكن بشكل مصغر، في صحنه بعض الحجرات لأرباب الشعائر وبمساعي "محمد بهاء الدين الأميري" تمت موافقة السلطان "عبد الحميد" على تعيين "بشير الغزي" أخ المؤرخ الحلبي الشهير الشيخ "كامل الغزي" خطيباً للجمعة أولاً وأناب الشيخ "كامل الغزي" من بعده».

وحول الكتابات التاريخية الموجودة في الجامع تقول الدكتورة المهندسة "نجوى عثمان" في كتابها الشهير "دراسة نقائش العهد العثماني في محافظة حلب" ما يلي: «فوق مدخل القبلية نقش كتابي بأبعاد 156 ×59 سم نصه: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر، نمّقه صادق- 1316.*

وفوق المحراب نقش بأبعاد 133 ×61 سم نصه: فلنوليّنّك قبلة ترضيها، رقّمه صادق- 1316، وعلى الجدار الجنوبي للجامع من الخارج /السبيل/ نقش بأبعاد 112 ×50 سم نصه: وسقاهم ربهم شراباً طهوراً، كتبه صادق- 1316، وأخيراً نقش فوق مدخل الجامع بأبعاد 154 ×50 سم نصه: بسم الله الرحمن الرحيم فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون- 1317».

  • التواريخ الواردة ضمن النقوش هي تواريخ هجرية.