تستهدف قصائدها تكوين عالم شعري خاص بها، تتطلع إلى تفجير اللغة القادرة على استيعاب حمم الشاعرة وحنينها الأبدي للعطاء وللروح، هي الشاعرة السورية "ذكرى حاج حسين".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 19 تشرين الثاني 2014، مع الشاعرة "ذكرى حاج حسين" التي تحدثت حول تجربتها الأدبية والبدايات بالقول: «أحببت الأدب منذ طفولتي المبكرة، فقد نشأت وترعرعت ضمن أسرة أدبية، فأنا حفيدة الشاعر "أمين حاج حسين"، وابنة المعلم الأول للغة العربية "سليم حاج حسين"، وزوجة الدكتور والناقد "محمد نديم خشفة"، ففي فترة الثمانينيات من القرن المنصرم كنا مجموعة من الشباب الجامعيين همنا هو الكتابة، وفي بداياتي كنت أكتب القصة وقد شاركت في مسابقة للقصة على مستوى "سورية"، وكان عنوانها "عمر" التي حازت الجائزة الأولى، بعد ذلك كان توجهي لكتابة الشعر، حيث كنا نلتقي في صالون أدبي عند السيدة "سميرة العايش" رحمها الله، وكان معنا شعراء من أصحاب التجارب المهمة من أمثال: "نظيم أبو حسان، وعصام ترشحاني، ويوسف طافش"، هؤلاء هم أساتذتي الذين حلقوا بي في مدارات الشعر وعالمه الواسع.

ميزة هذه القصائد عند "ذكرى" أنها تفجر المعجم بحثاً عن أقصى طاقة تعبيرية لها، وتقيم علاقات جديدة بين الكلمات ذاتها، في هذه القصائد تتوهج أسئلة الوجود بأسئلة الشعر، وهذه القصائد ممنوعة عن القارئ العجول الباحث عن رنين القوافي، أما الصور الموشومة على صفحات الروح فما أكثرها في قصائد "ذكرى"

بين عامي 1993 و2000 بدأت نشر مقالاتي في مجلة "الجيل" ذات العلاقة بتقديم الكتب النقدية والمقالات التي تتمحور حول معارض الفن التشكيلي، وفي تلك المدة أيضاً كنت أنشر قصائدي الشعرية في صحف: "الثورة الثقافية، والبيان الكويتية، والخبر الجزائرية، والجماهير الحلبية"، كما انتسبت إلى نادي "شباب العروبة" بمدينة "حلب"، وكنا أنا وزوجي المنشّطين الثقافيين في النادي للموسم الأدبي 1997، كما كنت وما زلت عضواً في "جمعية العاديات" في "حلب"».

من أعمالها الشعرية

وتضيف: «خلال مسيرتي الأدبية أقمت العديد من الأمسيات الشعرية في كل من: "الجزائر، وأبو ظبي، ونادي جدة الأدبي، وجمعية العاديات في "حلب"، وفرع اتحاد الكتاب العرب" في "حلب" وغيرها، كما شاركت في ورشة عمل بعنوان "خطاب السرد في الرواية النسائية السعودية" في العام 2007، وقد أصدر "نادي جدة الأدبي" بالمناسبة كتاباً حول الأوراق والمداخلات المقدمة في تلك الورشة».

وتابعت حديثها حول أهم إبداعاتها الأدبية: «لي 24 كتاباً مترجماً من الفرنسية إلى العربية، وهي عبارة عن قصص للناشئة قمت بترجمتها مع زوجي الدكتور "نديم خشفة" وطبعت عن "دار ربيع" للنشر، وفي مجال الشعر أصدرت مجموعتين شعريتين، الأولى بعنوان "قصائد" -عن "دار فصلت" بحلب، والثانية بعنوان "امرأة ترتجل السراب" عن "مركز الإنماء الحضاري" لصاحبه الأديب "نادر السباعي" رحمه الله، وأجرت معي مجلة "زهرة الخليج"، وجريدة الخبر الجزائرية، ومجلة بلقيس اليمنية لقاءات خاصة تضمنت الحديث حول تجربتي الأدبية».

صدى حضورها الأدبي في الصحافة

زوجها الدكتور الناقد "محمد نديم خشفة" حدثنا عن تجربتها الشعرية المعنونة بقصائد: «ميزة هذه القصائد عند "ذكرى" أنها تفجر المعجم بحثاً عن أقصى طاقة تعبيرية لها، وتقيم علاقات جديدة بين الكلمات ذاتها، في هذه القصائد تتوهج أسئلة الوجود بأسئلة الشعر، وهذه القصائد ممنوعة عن القارئ العجول الباحث عن رنين القوافي، أما الصور الموشومة على صفحات الروح فما أكثرها في قصائد "ذكرى"».

ويتابع: «نضجت تجربتها مع الزمان مستفيدة من معاناة إنسانية وجودية مستلهمة من أوقات السعادة والألم قصائد مختلفة في الرؤيا الكونية، معتمدة على أيقونات شعرية ومعتبرة أن الصورة هي الذاكرة الفنية للشاعر الذي يبتكر الرموز ويصنع منها ضفة أخرى للحياة، قصيدة النثر هي ضفة "ذكرى"، هي القصيدة التي أعادت بناء قاموس اللغة العربية وفجرت البنية التركيبة المعتمدة من النقاد القدماء؛ وهو ما جعل تذوق الشعر الذي تكتبه يحتاج إلى رؤية بصرية وذائقة تشكيلية جديدة.

الشاعرة ذكرى حاج حسين في السعودية

الجدير بالذكر، أن الشاعرة "ذكرى حاج حسين" هي من مواليد مدينة "جسر الشغور"، تحمل إجازة في الحقوق من "جامعة حلب"، وماجستير حول الدراسات المعمقة في التأهيل من جامعة "ستراسبورغ" الفرنسية، شاركت في العديد من الأمسيات والمهرجانات الأدبية في الوطن العربي، وهي مقيمة حالياً في "المملكة العربية السعودية" كمغتربة ضمن رحلة اغترابية بدأت منذ العام 1993، حيث أقامت خلالها في كل من: "الإمارات، والجزائر، والسعودية، وفرنسا"، وهي عضو في "نادي جدة الأدبي" منذ العام 2003، وتعمل مديرة لمركز التدخل المبكر واسمه "أفكار الصغار"».

  • الدكتور "محمد نديم خشفة" من مواليد "حلب"، يحمل شهادة ليسانس آداب من "جامعة دمشق"، والدكتوراه في النقد الحديث من "فرنسا"، له العديد من الدراسات والكتب النقدية.