الأمطار الغزيرة التي تتعرض لها مختلف المناطق السورية، ومنها محافظة "حلب" أنعشت قلب المزارع "محمد أوسو" – "أبو عبدو"، كباقي مزارعي المحافظة خاصة أنها جاءت بعد انحباس دام أكثر من عام.

يتحدث العم "محمد أوسو" – "أبو عبدو" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 كانون الثاني 2015، بالقول: «من جديد عادت الحياة إلى مناطقنا من خلال هذه الهطولات المطرية الغزيرة التي بدأت منذ حوالي الأسبوع، وما زالت مستمرة ليومنا هذا.

بعد هذه الهطولات نعد أهل المدن بمحاصيل وفيرة ومتنوعة ستصل إلى أسواقهم تباعاً

تكمن أهمية هذه الهطولات في أنها جاءت بوقتها المناسب، أي مع بدء الدورة الزراعية الموسمية؛ حيث يتأهب المزارعون في المنطقة للبدء بتسوية أراضيهم وتسميدها لرش بذارهم وزراعة محاصيلهم، نحن في الحقيقة كنا ننتظر هطول الأمطار منذ حوالي الشهر لنبدأ زراعة حقولنا، وكنا خائفين من تكرار ظاهرة السنة الماضية؛ حيث تعرضت البلاد للجفاف.

محمد أوسو - مزارع

الأهمية الأخرى لهذه الهطولات؛ وأنا أعتبرها أهمية مضاعفة لكونها جاءت بعد انحباس المطر عن الهطول في مختلف المناطق السورية، ومنها محافظة "حلب" منذ أكثر من عام، وقد أثرت تلك الظاهرة سلباً في جودة المحاصيل الزراعية وكمياتها، حيث انخفضت كثيراً، فمثلاً شجرة الزيتون التي كانت تنتج 100كغ زيتون لم يجني الفلاح منها إلا بضعة كيلو غرامات، وكان تأثير ذلك بالمردود المادي المزارعين كبيراً للغاية، ولكن هذه الهطولات الغزيرة أعادت الروح للأشجار والحياة للمزارعين، وبدأت الحركة تدب في الحقول لأن الموسم خير ومبشر.

أما من ناحية الجودة فعدم تعرض حبات الزيتون للمطر قبل جنيها يؤدي إلى ازدياد نسبة السموم والحموضة في الزيت المنتج من عصرها؛ وهذا يؤثر في أسعارها وتسويقها بوجه عام».

أما العم "مصطفى عبدو" فقال: «نحن ننتظر هذه الهطولات بفارغ الصبر منذ أكثر من عام لأن حياتنا كمزارعين مرتبطة بالمطر، فتأخره أو انحباسه يؤثر في وضعنا المعاشي والاجتماعي كثيراً، ففي سنوات الجفاف التي نسميها شعبياً "المَحْل" يهاجر معظم شبابنا إلى المدن الكبرى أو إلى الخارج بحثاً عن عمل، ولكن بهطول الأمطار تدب الحركة في حقولنا من جديد؛ حيث يعود شبابنا لتبدأ بذلك دورة الحياة الزراعية من جديد، فتكثر المحاصيل وتقل البطالة في ريفنا؛ وهو ما يحقق دخلاً مادياً كبيراً لهم.

الهطولات الحالية جيدة جداً وهي تبشر بمواسم وفيرة خاصة أن هذه الهطولات مصحوبة بهطولات ثلجية لم نشهدها منذ فترات طويلة».

وختم ضاحكاً: «بعد هذه الهطولات نعد أهل المدن بمحاصيل وفيرة ومتنوعة ستصل إلى أسواقهم تباعاً».