من منطلق حبها للعمل والإبداع واستثمارها لأوقات الفراغ استطاعت السيدة "رباح قازان" ضمن مطبخها الصغير، تحويل هوايتها البسيطة إلى مهنة تحمل في طياتها الإبداع والتميز، وأصبحت مصدراً مهماً لدخل أسرتها.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 7 أيلول 2015، الحرفية "رباح قازان" صاحبة مشروع تحويل مادة الشمع إلى قطعة تزيينية، حيث تحدثت لنا عن بداية مشروعها قائلةً: «بدأت عملي هذا كهواية منذ 15 سنة، حيث تولدت لدي الفكرة حين شاهدت برنامجاً تلفزيونياً يستضيف سيدة تصنع من الشمع أشكالاً جمالية، وحينها بدأت عملي ببعض العلب الصغيرة، أثقبها وأخرج منها الشمع، وبعد سنة سافرت إلى "لبنان" وزرت مركزاً للتسوق مختصاً بالشموع، ثم عدت إلى مدينة "حلب" حاملة العديد من الأفكار الفنية التي طورتها بنفسي من خلال أدواتي البسيطة».

أصعب مراحل العمل وأدقها تكمن في تغيير لون الشمع، فهو بحاجة إلى بودرة خاصة تمزج معه حين يكون سائلاً، ثم يترك ليبرد حتى يظهر اللون الجديد. تستغرق القطعة الواحدة نحو 3 ساعات حتى تكتسب لونها وشكلها الجديدين. وضيق المكان سبب آخر في استهلاك الوقت لكون مطبخي الضيق لا يتسع إلا لقالب واحد؛ فلو توافرت المساحة لأنجزت 5 قطع في نفس المدة الزمنية

وعن آلية العمل المتبعة، أضافت: «يبدأ العمل بتصميم القوالب المعدنية التي أقوم بتصميمها ثم لحمها كما هو المطلوب، ثم أحضر شمعاً أبيض خاماً أقوم بتكسيره ووضعه في أوعية خاصة لتذويبه في درجة حرارة معينة، ثم يصب في القوالب مع وضع خيط في منتصف القالب، وبعد أن يبرد الشمع ويأخذ شكل القالب أقوم بإخراجه من القالب، وبعدها تصبح الشمعة جاهزة للتزيين. وهنا يتميز الشمع اليدوي عن المصنوع آلياً بأنه لا يصقل بالكامل».

وتابعت حديثها عن مرحلة التزيين قائلة: «هناك العديد من المواد المستخدمة للتزيين منها الطبيعية والصناعية، أهمها "البنكز" وهو عبارة عن مناديل ذات أشكال ورسومات تستخدم أغلب الأحيان في تزيين الطاولات، إضافة إلى القطع القماشية بأنواعها. ومن المواد الطبيعية أوراق الشجر، حبات البن، الصدف...

وأحياناً أقوم باستخدام الأواني الزجاجية وأضيف إليها بعض الرسومات بـ"التيب" الذهبي ثم أغطيها بالشمع بأشكال ورسومات مختلفة».

وعن الوقت الذي تستغرقه القطعة الواحدة قالت: «أصعب مراحل العمل وأدقها تكمن في تغيير لون الشمع، فهو بحاجة إلى بودرة خاصة تمزج معه حين يكون سائلاً، ثم يترك ليبرد حتى يظهر اللون الجديد. تستغرق القطعة الواحدة نحو 3 ساعات حتى تكتسب لونها وشكلها الجديدين.

وضيق المكان سبب آخر في استهلاك الوقت لكون مطبخي الضيق لا يتسع إلا لقالب واحد؛ فلو توافرت المساحة لأنجزت 5 قطع في نفس المدة الزمنية».

وعن عملية تسويقها لمنتجاتها قالت: «بعد عملية التزيين تصبح القطعة جاهزة للعرض والبيع، فأقوم بنفسي بتسويق أعمالي من خلال بيعها في عدة مناطق في مدينة "حلب"، منها: "سيف الدولة"، "الموغامبو"، "شارع النيل". وعلى الرغم من تراجع الإقبال بسبب الظروف الراهنة إلا أن هذه المنتجات لا تزال تحظى بمكانة جيدة لدى المتسوقين.

وبفضل إحدى الصديقات استطعت بيع العديد من أعمالي في "السعودية" و"تركيا". ولم أبخل بخبرتي المكتسبة على أحد؛ فأنا أقدمها لجميع الراغبات بتعلمها إيماناً مني بأن الإبداع ملك للجميع واستمراريته بانتشاره. وما أطمح إليه حالياً هو أن تكون لدي ورشة خاصة للعمل أستطيع من خلالها تطوير عملي وتوسيعه».

تنظر العديد من صديقات السيدة "رباح قازان" إلى عملها من منظورين؛ الأول إبداعي والثاني مهني، تحدثنا المدرسة "نهلة قاسم عباس" عن رأيها بمشروع "رباح قازان" قائلةً: «هي تخلق من الشمع البسيط تحفة فنية مميزة، فالعمل ليس فقط صب قوالب من الشمع، بل يكمن سره في أنها تعطيه شيئاً من روحها وإحساسها، ناهيك عن الذوق في تناسق الألوان، حيث إن هذا المزج كفيل بجذب الناظر إلى التحفة الفنية.

وأنا شخصياً من مشجعي العمل اليدوي لأنه يترك مجالاً للإبداع الفردي الذي لا توفره المعامل، كما أنه يساهم في تفجير الطاقات والمواهب الكامنة لدينا وينميها ويطورها.

وعلى الرغم من قسوة الظروف إلا أن "رباح" لا تزال تقدم ألوانها المتفائلة لأنها وصلت إلى حد العشق لعملها؛ والدليل أنها رفضت العديد من الأعمال في سبيل بقائها مع عملها اليدوي الذي تقول فيه إن إرادة الإنسان لن تضعف مهما قست الظروف».