بدافع كبير لتحقيق الذات، وموهبة شعرية ممزوجة بإحساسٍ راقٍ، استطاعت الكاتبة "رنا العسلي" أن ترسم ملامح خاصة لكلماتها، تعبر بها عن نفسها كأنثى.

مدونة وطن "eSyria" التقت الكاتبة "رنا العسلي" بتاريخ 15 آذار 2017، فتحدثت عن رحلتها مع القلم ومؤلفاتها، فقالت: «بداياتي كانت في الثانية عشرة من العمر، طفلة صغيرة تكتب قصص أطفال قصيرة، وتنشر مشاركات في صحيفتي "المسيرة" و"تشرين"، ومع مرور الوقت انتقلت إلى النثر، وأول ديوان نثري صدر لي منذ ثلاث سنوات بعنوان: "رسائل لم يقرأها آدم"، جمعت فيه نصوصي القديمة، وامتاز بالشفافية والبساطة، وديوان آخر صدر في 2016 بعنوان: "على شفاه الوجد"، وهو عبارة عن مجموعة من النصوص النثرية التي تتناول موضوعات متنوعة، منها: الحب، الأمل، المحيط الاجتماعي، من خلال دعوة دائمة للتمسك بمشاعرنا الصادقة، وقيمنا الإنسانية. أركز على الأنثى لأنها طاقة متجددة، وحالة مستكينة من الحلم والأمل والحب، متخفية خلف إحساسها، ولا تملك الجرأة للظهور كما تحب، بسبب نظرة المجتمع الشرقية إليها، وبرأيي النثر هو حاجة تفريغ، وملامح تحدد صاحبها بطريقة معينة، ولاسيما عندما يكون الدافع الوحيد للكتابة نفسي، ومعنوي». تتابع: «أعتمد في أسلوبي الوضوح، والصور البسيطة المكثفة أحياناً، والمرتبطة بفكرة معينة. أما فيما يتعلق بكتابة السيناريو، لدي مسلسل اجتماعي درامي بعنوان: "سنين المخاض" لم يعرض بعد، وآخر باللهجة الحلبية المحكية لا يزال قيد الإنجاز، وأهدف من وراء كتاباتي في الدراما إلى إيصال فكرة توعوية معينة، من خلال عرض المشكلات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية المحيطة بنا أمام أكبر عدد من المشاهدين، لأنها من أكثر الفنون الأدبية متابعة، كما أحاول دوماً متابعة ما يكتب، وكل حرف أقرؤه يترك في نفسي وإحساسي أثراً يعدّ مثلاً لي في الكتابة، وأسافر مع إيقاعه إلى مكان آخر سواء شعرت بالحزن أو بالمتعة، بصرف النظر من يكون كاتبه».

على صعيد الكتابة واجهت صعوبات التلقي من المحيط؛ لأننا محاطون بشخصيات تنسى البدايات الأولى، وتشير بأصابع التهكم والغرور، والدليل أن مسلسلي لم يظهر بعد بسبب عبارة: (أول عمل لها)، وأطمح في كتاباتي إلى إثبات أنه لا حدود لإمكانات المرأة وطاقاتها، ولا أسعى إلى لقب شاعرة أو كاتبة، ويكفيني أن تلامس كلماتي القلوب، وأنتظر أن أتابع أعمالي أمام شاشة التلفاز مع عائلتي، وأسمع انتقاداتهم حولها

وعن الصعوبات التي تواجهها وطموحاتها المستقبلية، تقول: «أنا امرأة توقفت عن النشاط الأدبي لمدة أربعة عشر عاماً، تفرغت فيها لتربية أولادي بكل قناعة وحب، وبعد أن وضعتهم على الطريق الذي أحب اجتماعياً ونفسياً، أمسكت قلمي وورقتي من جديد، لكي أثبت لنفسي وللمحيط، أن الحياة لا تتوقف عند حدود أو فشل أو تراجع، وبعد أن تركت جامعتي من أجل العائلة في سن العشرين، وكنت أدرس كلية جغرافية، عدت إليها بإصرار ومتعة أكبر تعادل عمري آنذاك، وأدرس حالياً في كلية التربية سنة ثالثة "رياض أطفال"، واخترت هذا الفرع؛ لأن الاهتمام بالجيل الناشىء رسالة إنسانية نبيلة».

ديوان "رسائل لم يقرأها آدم"

وتضيف: «على صعيد الكتابة واجهت صعوبات التلقي من المحيط؛ لأننا محاطون بشخصيات تنسى البدايات الأولى، وتشير بأصابع التهكم والغرور، والدليل أن مسلسلي لم يظهر بعد بسبب عبارة: (أول عمل لها)، وأطمح في كتاباتي إلى إثبات أنه لا حدود لإمكانات المرأة وطاقاتها، ولا أسعى إلى لقب شاعرة أو كاتبة، ويكفيني أن تلامس كلماتي القلوب، وأنتظر أن أتابع أعمالي أمام شاشة التلفاز مع عائلتي، وأسمع انتقاداتهم حولها».

الشاعر والناقد الفني "خليفة عموري"، يقول عنها: «"رنا" صوت شعري يشق دربه بثقة، لأنها تؤمن بأن الصدق هو الحالة الإبداعية الأولى والأخيرة في مملكة الكتابة، ونراها تأخذ البساطة، والانسيابية العفوية، مطلقة أفكارها كأنثى على قصائدها التي امتازت بسهولة المعنى الآخذ في عمق التجربة الحياتية عبر المتخيل الهادىء للفكرة، ومن "رسائل لم تصل لآدم" وصولاً إلى "على شفاه الوجد"؛ توضحت معالم التجربة الإبداعية إلى حدّ الاحتراف في نسج الصورة الشعرية، وخلق لغة تتماشى مع إيقاع أفكارها الوجدانية والفكرية بقالب مستساغ بعيد عن التكلف والحذلقة المفتعلة، بل على عكس المألوف، ما زالت "رنا" تحافظ على بساطة اللغة كمفردة منسجمة مع الترصيعات البلاغية للغة بإطارها المفهوم والواضح».

"على شفاه الوجد" نصوص نثرية

الجدير بالذكر، أن الكاتبة "رنا العسلي" من مواليد "حلب"، عام 1978، شاركت بعدد من الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية في المراكز الثقافية في "دمشق" وريفها.

"رنا العسلي" على المسرح