التقط المصوّر الضوئي "أديب السيد" خمس صور تعبيرية كالمحارب الذي استلّ سيفه واغتنم فرصته، مظهراً مدى فظاعة الحرب التي خاضتها أقدم مدينة مأهولة بالعالم وآثارها في الأجيال القادمة والمستقبل الذي ينتظرهم، ليشارك بالمسابقة العالمية التي تطرحها شركة "نيكون" ويحصل على المرتبة الأولى.

الفنان الفوتوغرافي يتذوّق الفن البصري عن دراسة وتعلم ويدمن التفاصيل ويرى ما لا يراه غيره، ويحمل رسالة الفن على عاتقه ولا يتوانى عن قنص اللحظات التي سيخلدها التاريخ؛ هذا كان بداية الحديث "أديب السيد" الذي تواصلت معه مدونة وطن "eSyria" عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 3 آب 2017، وقال: «تعود بداياتي إلى أيام تحميض الأفلام، وتطورت بتطور تقنيات التصوير، وتتلمذت على يد أساتذة خبراء في "حلب"، وتدربت في عدد من الورشات التدريبية بفن التصوير الفوتوغرافي الاحترافي من معهد "السي بي سي"، ومنذ عام حصلت على شهادة دبلوم دولي معتمد من أكاديمية "شو" في التصوير الفوتوغرافي في "إيرلندا"، بمعدل 88%».

تعود بداياتي إلى أيام تحميض الأفلام، وتطورت بتطور تقنيات التصوير، وتتلمذت على يد أساتذة خبراء في "حلب"، وتدربت في عدد من الورشات التدريبية بفن التصوير الفوتوغرافي الاحترافي من معهد "السي بي سي"، ومنذ عام حصلت على شهادة دبلوم دولي معتمد من أكاديمية "شو" في التصوير الفوتوغرافي في "إيرلندا"، بمعدل 88%

وأضاف: «لتقديم صورة تعبيرية لا بد من وجود قواعد وأسس، ولا بد أن تحكمها البساطة، وقد تختلف تقنيات الصورة ودلالاتها بحسب الشعوب والحضارات من عمل إلى آخر، ولا نستطيع الجزم إلا برؤية العمل والتمعن بعناصره؛ فدلالات الألوان وحرارتها تعطي قيمة وإحساساً لأي صورة. الصور التي شاركت جعلت الحجارة تنطق وتقول كفى دماراً، والجو الشاحب ووجود الغيوم أضفى جواً من الأمل بمستقبل أفضل نستحقه».

من الصور الفائزة بالمسابقة

طرحت المسابقة من قبل شركة "نيكون" العالمية في "طوكيو"، التي يعود تاريخها إلى عام 1969، وقد صرحت الشركة أن أكبر عدد من المشاركات كان هذا العام؛ فقد بلغت 76356 عملاً لـ21511 مصوراً من 170 دولة، ويعد "السيد" أول سوري يفوز بالجائزة منذ مئة عام عن محور "الجيل القادم"، وتابع حديثه بالقول: «المحور الذي شاركت فيه عبارة عن سرد قصصي فوتوغرافي، وكان علينا العمل لإظهار وتجسيد فكرة المستقبل للعالم التي ترتبط بتطور الأجيال القادمة، وموضوعي إظهار أهمية مدينة "حلب" وقلعتها الشامخة لكونها أقدم مدينة مأهولة بالتاريخ، وعانت على مدى خمس سنوات من حرب ودمار وتهجير، الذي صنف ثانياً بعد "هيروشيما"، رابطاً بين فكرة الأجيال التي ولدت خلال الحرب وبين المستقبل الذي ينتظرها، وخمس صور لا تكفي لتجسيد حجم الدمار والحرمان والقهر، وأجيال بكاملها حرمت من أبسط مقومات الحياة من غذاء وأمان وتعليم، والحرب طحنت الحجر والبشر والشجر أمام أعين العالم المتفرجة».

"التصوير الفوتوغرافي هو اللغة البصرية التي يشعر بها العالم ويفهمها من دون كلام"، هذا ما قاله أستاذ مادة التصوير في جامعة "حلب" كلية الفنون، وعضو مؤسس لنادي فن التصوير "عاكف كموش"، وتابع: «الصورة لحظة صمت تحوي كثيراً من الكلمات، وانطلاقاً من رؤيته المعبرة عن حبه لمدينة "حلب" والفسيفساء التي تحوي كل الطوائف دليل التعايش السلمي على مر العصور، ومن الحس العالي الذي التقطته عينه البصرية قبل عينه الضوئية، تمكّن "السيد" ابن الجيل الواعي من رصد الأحداث بخمس صور، وأرسل رسالة إلى العالم الذي وقف متفرجاً على مدى حجم الدمار والخراب الذي حلّ بـ"حلب" وشعبها، وما هو المستقبل الذي ينتظر الأجيال القادمة التي ولدت في الحرب، وأتمنى له مزيداً من النجاح».

لقطة تعبيرية تظهر حجم الدمار ومن الصور الفائزة

يذكر أن "أديب ماهر السيد" أول سوري يفوز بالجائزة، وحاصل على عدة شهادات خبرة من عدة مواقع، وتقدير من جامعة "حلب" ومديرية السياحة، وشهادة تدريب بعنوان: أهمية التواصل والإعلام في "دمشق" من شركة "فينتشر" العالمية بدعم من UNDP، وشارك في عدد من المعارض المحلية والعالمية وآخرها في "نيويورك"، وعضو في نادي فن التصوير الضوئي في "سورية".

يشار إلى أنه من مواليد "حلب"، عام 1991.

الحياة تستمر بالرغم من الحرب ومن الصور الفائزة