استخدمت الريشة والألوان القاتمة بدرجات معينة، وكانت الوجوه ضمن لوحاتها للتعبير عن مرض نفسي يدعى "رهاب السعادة" أو "شيروفوبيا"، والألم الذي يشعر به المريض، فكانت أول من يتناول هذا المرض من رؤية فنية تشكيلية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 آذار 2018، الفنانة "تسنيم شرف" التي قالت عن فكرتها: «"شيروفوبيا" أو "رهاب السعادة" هو مرض نفسي يعاني منه الكثيرون من الأشخاص، خاصة ضمن هذه الظروف، ويكون المريض دائم الشعور بالضيق والحزن والألم، ويخاف من شعور السرور والفرح، فطرحت هذه الفكرة للتعبير عن الشعور الذي يحس به من يعاني منه بعد دراسة معمقة لحيثياته».

"شيروفوبيا" أو "رهاب السعادة" هو مرض نفسي يعاني منه الكثيرون من الأشخاص، خاصة ضمن هذه الظروف، ويكون المريض دائم الشعور بالضيق والحزن والألم، ويخاف من شعور السرور والفرح، فطرحت هذه الفكرة للتعبير عن الشعور الذي يحس به من يعاني منه بعد دراسة معمقة لحيثياته

وأضافت: «مرض "رهاب السعادة" يسيطر على الإنسان شعور الحزن من الداخل، وتكون السعادة محيطة به، لكنه لا يشعر بها، فهناك حاجز داخلي يمنع المريض من السعادة فلا يقترب منها، ولا يلمسها بسبب الخوف منها، وأنا رسمت كل الوجوه حزينة بألوان قاتمة، مع أن المحيط سعيد، وبألوان زاهية ومشرقة، لكن المريض لا يراها ولا يشعر بها، وأنا أول من تناول هذا المرض النفسي من خلال لوحاتي».

لوحة للفنانة تسنيم شرف

وتابعت عن سبب وجود المرأة في أغلب الأعمال: «معظم اللوحات تتحدث عن المرأة لكونها عاطفية أكثر من الرجل، فهو عقلاني أكثر، مع أن المرض ليس له علاقة بالجنس، وحرصت على تجسيد أحاسيس المريض الكئيب والحزين، الذي تحيط به السعادة ولا يشعر بها، ولا تدخل قلبه، لأن لديه حاجزاً نفسياً يمنعه من الاقتراب منها. وقد اخترت هذا الموضوع الذي لم يتطرق إليه أحد من الفنانين من قبل، بل كان التعبير عنه عبر الكتب والمحاضرات، وأتعرض للانتقاد بأن لوحاتي يجب أن تعبر عن الفرح وليس الكآبة والحزن، ولكل رأيه المختلف عن الآخر، وهذه اللوحات ليست تجارية، وأنا أحببت أن أعبر عن شيء معين، ولوحاتي تخدم ذوق أكبر قدر من المشاهدين، فأنا أقدم فكرة من خلال الرؤية الفنية، وهي الأكثر تأثيراً، وأوصل رسالة أن نشعر بالسعادة».

"جلال جبري" فنان تشكيلي وخريج كلية الفنون الجميلة، قسم الاتصالات البصرية، قال عن مشاهداته لأعمال الفنانة "تسنيم": «أحببت التكنيك في رسم الفنانة "تسنيم شرف"، والأنثى قوية جداً، واللوحات جميلة، وخاصة انتقال الأنثى من مرحلة إلى أخرى وتقلبها في هذا المرض، وأحببت عملها وجمعها بين الفكرة والرسوم التوضيحية، وكيفية علاجها للموضوع الذي طرحته، ولفت نظري إيحاءات الوجوه المتعلقة بالمرأة، ودرجات الألوان التي استخدمتها لإيصال فكرتها، وسررت بالتواصل مع كل لوحة رأيتها».

من لوحات الفنانة شرف

يذكر أن الفنانة "تسنيم شرف" من مواليد "حلب" عام 1994. خريجة قسم رسم وتصوير في كلية الفنون الجميلة بجامعة "حلب"، وحالياً تدرس الماجستير في جامعة "دمشق"، وأقامت ثلاثة معارض فردية، وشاركت بالعديد من المعارض الجماعية.

الفنان جلال الدين جبري