لم يقتصر تميّزه على إتقان أساليب الصحافة الصحيحة، بل أبدعت شخصيته في جوانب أخرى، فأثمرت في الفن نحتاً ورسماً، والكاراتيه كان لها حصة في هذا التميز أيضاً.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 5 أيار 2018، مع الصحفي والفنان "ناجي شامي"، ليحدثنا بالقول: «بدايتي في عالم الصحافة والإعلام مختلفة عن باقي الزملاء، فقد كنت بطل كاراتيه وأحمل الحزام الأسود، فأتى صحفي وهو الزميل "سامر حايك"، وكان رئيس لجنة الصحفيين الشباب في اتحاد شبيبة الثورة لإجراء حوار صحفي معي، فقلت له: أريد أن أصبح صحفياً، مع أنني كنت أدرس الرسم حينئذٍ، ومازلت في السنة الثانية، وكان عمري لم يتجاوز العشرين عاماً، وبعد نقاش مطول معه اقتنع بموهبتي، فالصحافة موهبة قبل الدراسة الأكاديمية، مثلها مثل الغناء والتمثيل والشعر، ومن هنا كانت بدايتي، حيث رافقته في زيارة إلى مؤسسة الوحدة للصحافة؛ وكان ذلك عام 1990، وتعرفت من خلاله إلى الأستاذ "عبد اللطيف البني" رئيس تحرير صحيفة "الموقف" الرياضي، ورئيس القسم الرياضي في صحيفة "الثورة"، وبعد جلسة طويلة وافق على تجربتي ببعض المواد الصحفية أختارها بنفسي، فكتبت أول مادة صحفية، وكانت بعنوان: "أضواء على رياضة الجودو الأنثوية في حلب"، ومواد أخرى، فأعجب الأستاذ "عبد اللطيف" بموادي، واعتمدني مستكتباً لدى الصحيفة، ثم تتالت المواد الصحفية، واتبعت منهجاً نقدياً بناءً؛ لذلك أصبحت لي مكانة بين كبار الصحفيين الرياضيين في مدة زمنية قصيرة جداً، وساعدتني على انتشاري السريع وموادي المتميزة، صداقاتي مع الرياضيين والأبطال السوريين ممن حصلوا على الميداليات الذهبية في بطولات عالمية. أما بالنسبة لدخولي مجال الصحافة الفنية، فكانت بدايتي في مجلة "فنون" عام 1993؛ من خلال لقائي بالصحفي الكبير "جان ألكسان" وكان رئيس تحرير المجلة، وشرحت له ظروفي، وكما أنا مختص رياضي، كذلك اختصاصي فني لكوني أدرس الرسم، وأيضاً متشعب في الأجواء الفنية، فوافق من دون تردد، وكلّفني كمندوب صحفي عن المجلة في "حلب"، وهنا كانت البداية الثانية، وتسلمت العديد من المهام الصحفية، منها عضو المكتب الصحفي في الاتحاد الرياضي بـ"حلب" ومدير مكتب صحيفة "الرياضة"، ورئيس اللجنة الإعلامية في مهرجان "الأغنية التراثية" الأول برعاية وزير الإعلام وعضو في اللجنة الإعلامية لنقل الدورة العربية الرياضية السابعة التي أقيمت في "سورية"، وكنت ضمن اللجنة الإعلامية لنقل مهرجان "الوفاء للباسل"، وحضر المباراة حينئذٍ إلى جانبنا السيد الرئيس "بشار الأسد"، وكانت مشاهدتي له شخصياً؛ والشعور لا أستطيع وصفه، وكذلك كنت ضمن اللجنة التي نقلت مهرجان الطفولة بحضور السيدة "أسماء الأسد"، كما نقلت كافة مهرجانات الأغنية السورية، وذهبت بمهمات صحفية إلى "بيروت" و"مصر"، وأجريت العديد من الحوارات مع نجوم الفن العربي.

هو إنسان عاشق للحياة والناس، شبّهته مذ عرفته بالنهر الذي يرفد جوانبه بالعطاء، ولا يحمل وجهين؛ فالناحية الإنسانية في شخصيته مهمة جداً، وفي حياته المهنية من خلال معرفتي به ومعرفتي بطبيعة علاقاته مع زملائه، فهو كان حريصاً على معرفة جوهر كل إنسان، ومن كان يكتشف جوهره الطيب، كان يحرص على عدم خسارته، منفتح على الحياة بتجارب متعددة مهنياً، منظم في نمط حياته؛ وهذا ما نقله إلى مهنته، كما أن معرفتي القديمة به جعلت علاقته بأولاده تلفتني؛ فكان حريصاً على جعل نفسه الصديق الأول لأطفاله قبل أصدقاء الخارج. وما يميّزه، أنه يترك بصمة عميقة إيجابية لدى الجميع، يعلم ماذا يريد من كل الميادين التي يوجد فيها، كما أنه باحث مستمر عن العلاقات الغنية مع الأشخاص الذين يصادفهم، كما يبحث عن الجمال الذي نراه في أعماله الفنية التي تنطق بالحياة، فهو في حياته قوس قزح لا تختل ألوانه، والجميل فيه أنه ناقد لاذع لا يجامل في الخطأ، يشرحه ثم يقومه، حتى لو كان الخطأ في نفسه، أو في علاقاته مع الآخرين

للعلاقات الاجتماعية دور مهم في نجاح الصحفي؛ فهو يستمد مواضيعه من الناس، من همومهم وأفراحهم، ونجاحاتهم وعثراتهم، وصداقاتي مع العديد من الفنانين كان لها دور كبير في نجاحاتي، فكانت تصل إليّ المعلومات من فنانين متخاصمين، وكان عليّ أن أتحقق من المعلومات قبل إجراء الاستطلاع عن المعلومات التي وصلت إليّ».

ويكمل: «منذ كان عمري 12 سنة بدأت ممارسة الكاراتيه، وتدرجت في كافة أحزمته، إلى أن حصلت على الحزام الأسود من الدرجة (1 دان)، والتحقت بدورتي تدريب وتحكيم بإشراف الاتحاد الرياضي واتحاد اللعبة، ونجحت في الاختبارات، وحصلت بعدها على شهادتي مدرب وحكم، واعتمدت حكماً عاملاً لدى الاتحاد السوري للكاراتيه، وفزت في عدة بطولات على مستوى "حلب" و"سورية". وعن نشاطي في الرسم والنحت، فقد درست الرسم في أكاديمية "صاريان"، وتخرجت فيها بدبلوم رسم، وشاركت في العديد من المعارض في "حلب، ودمشق، واللاذقية، وبيروت"، ومنذ ست سنوات بدأت تجاربي النحتية، وقد عرضت منحوتاتي على أساتذة كلية الفنون الجميلة في "حلب"، قسم النحت، وأعجبوا جداً بها، وشرحوا أعمالي لطلاب سنة التخرج، كنموذج فني مبدع، وأعمالي النحتية هي من الصلصال والرخام والعاج الطبيعي، فأغلب الأحيان توحي لي قطعة الرخام فكرة مادتي النحتية. وبالنسبة لمنحوتاتي من الصلصال، فأستمد أفكاري في نحتها من المجتمع، مثلها مثل الصحافة، فهي مادة تحاكي الواقع أطرحها وأعالجها بأسلوب فني جميل، ومن أسماء منحوتاتي: "تمرد"، و"خضوع"، و"صلاة"».

وعن الصحفي "ناجي شامي" تقول الإعلامية "سلوى شحادة": «هو إنسان عاشق للحياة والناس، شبّهته مذ عرفته بالنهر الذي يرفد جوانبه بالعطاء، ولا يحمل وجهين؛ فالناحية الإنسانية في شخصيته مهمة جداً، وفي حياته المهنية من خلال معرفتي به ومعرفتي بطبيعة علاقاته مع زملائه، فهو كان حريصاً على معرفة جوهر كل إنسان، ومن كان يكتشف جوهره الطيب، كان يحرص على عدم خسارته، منفتح على الحياة بتجارب متعددة مهنياً، منظم في نمط حياته؛ وهذا ما نقله إلى مهنته، كما أن معرفتي القديمة به جعلت علاقته بأولاده تلفتني؛ فكان حريصاً على جعل نفسه الصديق الأول لأطفاله قبل أصدقاء الخارج. وما يميّزه، أنه يترك بصمة عميقة إيجابية لدى الجميع، يعلم ماذا يريد من كل الميادين التي يوجد فيها، كما أنه باحث مستمر عن العلاقات الغنية مع الأشخاص الذين يصادفهم، كما يبحث عن الجمال الذي نراه في أعماله الفنية التي تنطق بالحياة، فهو في حياته قوس قزح لا تختل ألوانه، والجميل فيه أنه ناقد لاذع لا يجامل في الخطأ، يشرحه ثم يقومه، حتى لو كان الخطأ في نفسه، أو في علاقاته مع الآخرين».

يذكر أن الصحفي "ناجي شامي" من مواليد محافظة "حلب"، عام 1969.