توازت الدراسة مع فنه الذي جعله يصل إلى مراتب عالية في الدراسة بسبب إيمانه بروحانية الرقص ومفعوله، فبات "حكمت صانجيان" الموهبة المكتملة بالتعلم والتعليم.

مدونة وطن "eSyria" التقت مدرب الرقص المهندس "حكمت صانجيان" بتاريخ 23 حزيران 2018، وتحدث عن بداياته في الرقص قائلاً: «بدأ مشواري مع فن الرقص في السادسة عشرة من عمري، حين تم قبولي للانضمام إلى فرقة "جيرو" لفنون الرقص بكافة أنواعه. كنت أصغر عضو في الفرقة، لذا التحدي كان أكبر من مجرد الرقص والتدريب. انضمامي إلى الفرقة كان قبل العرض السنوي بشهرين، حيث لاحظ مدربي أنني أتلقى أسرار التمرينات بسرعة فائقة؛ لذا قرر إعطائي الفرصة، وعمل على تطوير موهبتي. إضافة إلى الخبرة تلقيت تدريبات خاصة أيضاً بالرقص في "دمشق"، وعملت على تطوير نفسي بمتابعة فيديوهات من شبكة الإنترنت».

تعرفت إليه حين حضرت محاضرة له عن الرقص، وتأثيره الإيجابي بالشباب واليافعين. تعلمت منه التوازن بين التعلم والرقص والموهبة بوجه عام. يمنحنا ما لديه من خبرات وتقنيات في الرقص اللاتيني والرقص بوجه عام. ومع أنه مدرب، إلا أنَّه لا يحب الانفراد، بل يعمل على تجهيز كل واحد منا كمتدربين لخلق مدرب ينشر ثقافة الرقص وقدسيته إلى أبعد الحدود بين الأطفال واليافعين والشباب

للرقص روحانية خاصة بالنسبة له، وهو ما جعله ناجحاً في الدراسة والتدريس، وعن هذا الخصوص أضاف: «الرقص كان منفذي الوحيد للهروب من ضغط الدراسة والرجوع إليها بشغف جديد وطاقة متجددة، والتفوق في الدراسة كان مسؤولية موازية لهدفي الذي أسعى إليه حتى الآن، وهو إثبات أن الرقص فن راقٍ، والراقص ليس إنساناً سطحياً، إنما صاحب علم وفن في آنٍ واحد. وقبل أن أثبت للعالم ذلك اختبرته شخصياً، وأنسب كل نجاح أحققه إلى الرقص بدءاً من المرحلة الثانوية والجامعية، وصولاً إلى التدريس في الجامعة».

من العرض "المهندس الراقص"

وعن نشاطه وانطلاقته في سنوات الحرب، يضيف: «الحرب كانت تمنعنا من الابتسامة والفرح، لكن تحدي الحرب أصبح خطاً موازياً ثالثاً إلى جانب دراستي والرقص. فمن الناحية التعليمية حاولت مقاومة الحرب باجتهادي في مجالي لأعلم في الجامعة لأنها كانت تعاني نقص الكوادر التدريسية، أما من ناحية الرقص وبعد تفكير ودراسة معمقة في كيفية تحدي الحرب، وخاصة الدموية منها في "حلب"، عمدت على إدخال نوع جديد من الرقص، وهو رقص الصالونات الذي لم نعتد تدريبه في "حلب"، وهذا الأمر ميزني عن التقليد؛ لكونه الأول من نوعه في الحرب، وكان المتدربون يأتون للتسلية، لكن مع مرور الوقت لامست الجدية لديهم. ويوماً بعد يوم بات عدد التلاميذ يزداد من فئات عمرية مختلفة. شاركت في مهرجانات داخل وخارج "حلب"، ومهرجان "صور وبعلبك" في عام 2016 في "لبنان".

مدرب الرقص "عيسى صالح" الذي رافق "حكمت" في مناسبات عديدة، بدوره أضاف: «قبل الحديث عن الفن الذي يقدمه "حكمت" من الجدير الإضاءة على شغفه طوال سنوات الحرب، على الرغم من توقف الفرقة التي يتبع إليها، حاول إعادة تنشيط فن الرقص من جديد. الرقص فن خلق لجميع الفئات المجتمعية، وهذا ما قدمه من خلال التدريبات التي يعطيها لفئات عمرية متفرقة. ومع الكم الهائل من النشاطات الثقافية التي تتمتع بها "حلب"، إلاَّ أنَّها كانت بعيدة قليلاً عن الرقص اللاتيني بكافة أنواعه، وهذا ما انفرد به "حكمت" في إدخال نوع جديد من الرقص، فتعلم وعلّم في آنٍ واحد».

"حكمت" وهو يدرب الأطفال

"بيرلا مرجانة" شابة كانت تهوى الرقص، وأتقنته بعد التدريب مع "حكمت"، قالت: «تعرفت إليه حين حضرت محاضرة له عن الرقص، وتأثيره الإيجابي بالشباب واليافعين. تعلمت منه التوازن بين التعلم والرقص والموهبة بوجه عام. يمنحنا ما لديه من خبرات وتقنيات في الرقص اللاتيني والرقص بوجه عام. ومع أنه مدرب، إلا أنَّه لا يحب الانفراد، بل يعمل على تجهيز كل واحد منا كمتدربين لخلق مدرب ينشر ثقافة الرقص وقدسيته إلى أبعد الحدود بين الأطفال واليافعين والشباب».

يُذكر أن "حكمت صانجيان" من مواليد محافظة "حلب" عام 1992، تخرّج في كلية الهندسة المدنية بجامعة "حلب"، ويعمل الآن على تقديم رسالة الماجستير دراسات عليا في مجال الهندسة البيئية، وبدأ في التدريس بالجامعة بداية عام 2018، ويدرب الرقص في عدد من النوادي الرياضية بـ"حلب".

المدرب "عيسى صالح"