صنعت اسماً مهماً في الوطن العربي، وأثبتت أن الأنسان يستطيع تحقيق أحلامه على الرغم من جميع الضغوطات وأشغال الحياة، وأن الشغف وبذل الجهد يوصل إلى العالمية.

مدونة وطن "eSyria"، وعبر مواقع التواصل، التقت بتاريخ 14 شباط 2019، الكاتبة "فاطمة الخلف" المقيمة في "القاهرة"، لتتحدث عن بداياتها قائلة: «ولدت ونشأت ضمن عائلة كبيرة مؤلفة من 4 إخوة و3 أخوات، في ريف "حلب" حياتي كانت عبارة عن تنقلات نوعية، لم أكن مجتهدة في المدرسة، كنتُ أعشق مادة التعبير والقراءة، بطبيعتي المشاكسة لم أكن من الطلاب المتفوقين، كنتُ كثيرة الحركة ومعروفة بشقاوتي، أنهيت مراحل المدرسة بتقدير جيد، ودرست دبلوم تصميم داخلي، والآن أنا طالبة ترجمة فرنسي بجامعة "حلب"».

ليس لدي طقوس خاصة، يأتيني الإلهام فجأة، أكتب بشراهة في الشتاء، وأشعر بجفاف الحبر في محبرتي واختفاء الأفكار في فصل الصيف، ودائماً ما أصاب بداء الصفحة البيضاء الذي يجعلني لا أستطيع كتابة حرف واحد

وعن بدايتها في الكتابة قالت: «بدأت موهبتي تظهر في الصف الثاني الابتدائي برسائل كنت أكتبها لوالدي، ثم تطورت لدي الكتابة من خلال مذكراتي، فأنا أكتب يومياتي من مرحلة الابتدائية وتطورت قصة الكتابة بالقراءة والخيال، وفي عام 2012 بدأت نشر خواطري على صفحتي على موقع "الفيسبوك" ونالت إعجاب الكثيرين، وبعدها قررت نشر أول كتاب لي وكان من أدب الرسائل نسبة لبداية بزوغ موهبتي التي تكللت برسائل والدي».

خلال توقيع الرواية

وتابعت قائلة: «ليس لدي طقوس خاصة، يأتيني الإلهام فجأة، أكتب بشراهة في الشتاء، وأشعر بجفاف الحبر في محبرتي واختفاء الأفكار في فصل الصيف، ودائماً ما أصاب بداء الصفحة البيضاء الذي يجعلني لا أستطيع كتابة حرف واحد».

أما عن الصعوبات التي تواجه الكاتبة في مسيرتها، فقالت: «لا أحد يستطيع أن يصبح ما يريد بين ليلة وضحاها، واجهت صعوبة بالنشر، لكن أمي كانت داعمي الأساسي والقلب المعطاء، فلطالما شجعتني على أن أفعل ما أريد طالما أنه لا يزعج أحداً، ساعدتني كثيراً حتى استطعت نشر عملي الأول، والحمد لله لم أخيب ظنّها بي».

غلاف الروايتين

وعن إنتاجها الفكري والإبداعي قالت: «كتابي الأول بعنوان: "العابثُ في مخيلتي" عام 2016 تم نشره مع دار "فضاءات"، والطبعة الثانية عام 2017 مع دار "استنابولي"، يحكي قصة فتاة راسلت محبوبها الوهمي الذي أسميته "جبراني" أيضاً نسبةً إلى "جبران خليل جبران" لإعجابي بقصة العشق التي جمعته بالأديبة "مي زيادة"، وبعد أن لاقى كتابي الأول إعجاب الكثيرين من القراء في معظم بلدان الوطن العربي، تم نشر طبعتين منه والثالثة قريباً. أما كتابي الثاني "كما أشتهي"، فهو عبارة عن مذكرات عن الحب والحرب والأصدقاء، ويحتوي الكتاب قصصاً واجهتها في واقعي لتمتزج مع مخيلتي فتصبح رواية قصيرة عن أحداث "حلب" الأخيرة».

أمّا بخصوص الجوائز والتكريمات، فقالت: «جائزتي الأولى محبة الناس والقراء والمتابعين، وأقمت حفلي توقيع في معرض الكتاب في "حلب" ومعرض الكتاب في "القاهرة" لرواية "كما أشتهي"، وبيعت الرواية في مكتبات الوطن العربي و"السويد" والاتحاد الأوروبي».

مهند ذويب

في الختام قالت: «حالياً أكتب مجموعة قصصية عن النساء؛ عبارة عن قصص إنسانية عن العذاب والدمار النفسي الذي تعرضن له في مسيرتهن في الحياة، وخصوصاً قصص نساء الحرب والمعاناة التي واجهنها، حيث ما زلن حتى اليوم يدفعن ثمن عواطفهن ودموعهن السخية، أطمح دوماً أن أستطيع تغيير الأفكار الخاطئة عن كل شيء، وزرع المفاهيم الصحيحة في عقول الآخرين، حلمي أن أكتب كتاباً يُدرّس في المدارس عن مفهوم الأخلاق قبل أي شيء، ومشاريعي المستقبلية تحتوي الكثير الكثير من الكتب قراءة قبل التأليف».

الكاتب "مهند ذويب" تحدث عن الكاتبة "خلف" قائلاً: «باعتِقادي أنّ "فاطمة" امتلكت ميزة مهمّة تقاطعت مع مسيرة الأدب الفلسطيني، فهي على الرغم من كلّ محاولات التدمير التي شهدتها مدينتها "حلب"، استطاعت الإبقاء على خيطٍ رقيق ودقيق من الأمل، هذا الخيط الذي نما بين ركام المدينة، ترعرع وكبر في قلبها وكتاباتها، لتتجاوز "فاطمة" البكائيات بأسلوب أو بآخر إلى قيم الحب والمشاعر الإنسانيّة التي تبدو أعمق في الحرب، لهذا وبعد الخطوات التي تخطوها "حلب" و"سورية" نحو التّعافي ستجد "فاطمة" أنّها كانت عرّافة هذا المستقبل، وستجد أملها أصبح أشجاراً وميادين عامّة، ومحبّة ستغمر الوطن السّوري. مسيرة "فاطمة" مميّزة، وبمواصلة القراءة والاطّلاع والأمل ستكون من الأسماء الشابّة اللامعة حين يؤرّخ غداً لـ"حلب"، المدينة التي عبثت "فاطمة" بمخيّلتها، وأقنعتها أنّ ثمّة صباحاً قادماً».

الجدير بالذكر، أن "فاطمة الخلف" من مواليد مدينة "حلب"، عام 1993.