حجزَ حيُّ "قهوة الشعار" في مدينة "حلب" مكانته الاستراتيجية بين أحياء المدنية بما احتواه من أسواق تجارية متنوّعة، وبما يشهده من توسع عمراني حديث امتد بالاتجاهات الأربعة، إضافة لوجود الكثير من مراكز الخدمات الأساسية التي تهمُّ حياة الناس فيه.

حيُّ "قهوة الشعار" من الأحياء الحديثة نوعاً ما، إذ إنّ نشأته تعود إلى فترة الخمسينيات من القرن الماضي، وقد أقيم على أراضٍ زراعية نصفها كان مزروعاً بالحبوب، والنصف الآخر كان مملوءاً بكروم الفستق الحلبي، وقد بدأت حركة البناء فيه ببناء المواطنين لبيوت فردية مستقلة وعلى الطراز العربي.

حيَّ الشعارِ ذا كثافةٍ سكنية وحركة تجارية واقتصادية كبيرة لا تهدأ، وهو بذلك يماثل في الأهمية مركز المدينة الأساسي حي "باب الفرج"، التسمية الصحيحة للحي "تربة لالا" أما تسميته الحالية "حي قهوة الشعار" فتعود لوجود قهوة سابقاً قريبة من الدوار لصاحبها من عائلة "الشعار"، وغلبت كلمة "الشعار" على التسمية الحقيقية لسهولة لفظها وتداولها، وهذا الحي ملاصق لحي أثري قديم وعريق يسمى حي "قارلق" ويقع جنوب الحي مركز انطلاق حافلات المنطقة الشرقية للمدن الأخرى، وأضاف: يقطن الحي الكثير من العائلات الحلبية العريقة، التي ما زالت تحافظ على تراثها ولباسها الشعبي وعاداتها وتقاليدها، والأهم وجود الروح الاجتماعية والأسرية الطيبة التي تجمعهم على المحبة والتعاضد في جميع المناسبات

يقبع الحي على مساحة كبيرة من الطرف الشرقي للمدينة ويقطنه أكثر من مئة ألف نسمة، ويعدُّ المحطة الرئيسية وشريان الحياة لعدة أحياء مجاورة له مثل: "طريق الباب"، "الصاخور"، "القاطرجي"، "الميسر"، "الحلوانية"، "كرم الجبل"، و"سليمان الحلبي".

سوق البسة سد اللوز

تتمركز في هذا الحي جميع الخدمات الطبية، حيث رصدت فترة ما قبل الحرب وجود أكثر من أربعمئة عيادة طبية في مختلف الاختصاصات و7 مشافٍ خاصة وعدة مراكز تصوير شعاعية وتحليلية، وهو ما سهّل على جميع الوافدين إلى المدينة من بوابتها الشرقية -سواء من المحافظات الأخرى "دير الزور"، "الرقة"، "الحسكة" أو من ريف المحافظة مثل "منبج" وغيرها- عناء الذهاب إلى وسط المدينة لقضاء حوائجهم الطبية والإنسانية، تخفيفاً لضغط النفقات وعناء المواصلات.

كما يضمُّ الحي العديد من المدارس المنتشرة على أطرافه وكذلك المعاهد التدريسية واللغوية، إضافة للمحلات المنتشرة بكثرة للأجهزة الخلوية والحواسيب، ومحلات مواد البناء والمعدات الزراعية والصناعية، ويشتهر الحي بسوق الألبسة الخاصة بالنساء والأطفال الواقع خلف حي "الشعار"، والذي يعرف "بسوق سد اللوز" وهو بطول مئتي متر ويضم عشرات المحلات ويشهد ازدحاماً كبيراً خلال فترة الأعياد، وما زاد في جمال وحيوية ونشاط هذا الحي إنشاء الجسر المروري المركب بطابقين، الذي تم إنجازه قبل أكثر من عشرين عاماً تخفيفاً للازدحام والاختناقات المرورية، ما سهل حركة التنقل للعربات والأفراد في الوصول إلى أماكن أعمالهم.

الجسر المزدوج نهاية حي الشعار

وحسب ما يؤكد الباحث الدكتور "نور الدين التنبي" في حديثه لمدوّنة وطن فإنّ: «حيَّ الشعارِ ذا كثافةٍ سكنية وحركة تجارية واقتصادية كبيرة لا تهدأ، وهو بذلك يماثل في الأهمية مركز المدينة الأساسي حي "باب الفرج"، التسمية الصحيحة للحي "تربة لالا" أما تسميته الحالية "حي قهوة الشعار" فتعود لوجود قهوة سابقاً قريبة من الدوار لصاحبها من عائلة "الشعار"، وغلبت كلمة "الشعار" على التسمية الحقيقية لسهولة لفظها وتداولها، وهذا الحي ملاصق لحي أثري قديم وعريق يسمى حي "قارلق" ويقع جنوب الحي مركز انطلاق حافلات المنطقة الشرقية للمدن الأخرى، وأضاف: يقطن الحي الكثير من العائلات الحلبية العريقة، التي ما زالت تحافظ على تراثها ولباسها الشعبي وعاداتها وتقاليدها، والأهم وجود الروح الاجتماعية والأسرية الطيبة التي تجمعهم على المحبة والتعاضد في جميع المناسبات».

صاحب أقدم صيدلية في الحي الدكتور الصيدلي "محمد فريد الحكيم" قال لمدوّنة وطن: إنّ افتتاح الصيدلية تمّ قبل حوالي ستين عاماً على يد عمي "فريد الحكيم"، لتكون بذلك مع صيدلية "الداخل" أقدم صيدليتين وجدتا في الحي وكانتا بمنزلة النقطة الطبية، التي تقدم خدماتها الصحية لجميع أبناء الحي وذلك بالتعاون مع الطبيبين الوحيدين الموجودين في تلك الفترة "جميل الغوري" و"عادل قره بللي" وممرض اسمه "فوزي"، لكن الوضع اختلف منذ أكثر من عقدين من الزمن مع ارتفاع كبير في عدد الأطباء والصيدليات في الحي الذي لا يهدأ ولا ينام على مدار الأربع والعشرين ساعة».

تمّ إعداد المادة وإجراء الحوارات بتاريخ 29 آذار عام 2021.