المثقفين والمفكرين الذين نختارهم ونؤمن بهم الآن، هم الذين سوف يحددون مستقبلنا، وهم الذين سيشكلون خبراتنا غدا وفي الأسبوع القادم وفي السنة التالية، على حد قول الفيلسوف ميلتون.

ومن زوايا المخزون الفكري والثقافي الذي نؤمن فيه بالساحة السورية، وبمناسبة الذكرى 29 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران التي قادها الإمام الخميني، كرمت السفارة الإيرانية ومستشاريتها بدمشق، في ندوتها "الثورة الإسلامية والنخب الثقافية" التي تقيمها سنويا، كرمت النخب الثقافية التي لعبت دورا مؤثرا في تعميق العلاقات بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، في مكتبة الأسد الوطنية.

الشخصيات الثلاثة المكرمة تعد بنظرالعديدين محطات مهمة تدعوك للتوقف عندها والبحث فيما أسفرت به من عطاءات قيمة ضمن مسيرة علمية واجتماعية، سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية العربية السورية ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى أولى تلك الشخصيات التي تم تكريمها بناءاً على ما قدمته خلال مسيرتها في بيان العلاقة الشمولية للإسلام من خلال الدين الواحد.

سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون

وبهذه المناسبة قال سماحة المفتي لموقع eSyria ليس هناك فتنة بين الشيعة والسنة وإنما هناك فتنة بين الجهال من الشيعة والسنة، فمن كان شيعيا حقيقيا فهو سنيا بالإقتداء، وعن العلاقة السورية- الإيرانية قال: "هي علاقة دائما لنصرة الحق ونصرة الإنسان وليست علاقة شخصية أو فردية أو حزبية أو مذهبية أو طائفية، هي علاقة استراتيجية تقف مع الحق أينما كان".

أما الشخصية الثانية كانت الأستاذ الدكتور محمد سلمان عيسى نائب رئيس جامعة البعث لشؤون التعليم المفتوح، الذي لعب دورا في تعميق العلاقة السورية- الإيرانية من خلال بحثه "القضية الفلسطينية في منظور قائد الثورة الإمام الخميني".

الدكتور محمد سلمان عيسى

الدكتور أكد خلال حديث أجريناه معه ان هدفه الأساسي تعزيز الروابط الثقافية والعلمية والسياسية بين البلدين، مشيرا إلى أن سورية وإيران شقيقتان في حضارة واحدة وعليه يجب أن يتم دائما تعزيز هذه العلاقة وحمايتها.

ليكون الختام بتكريم الأستاذ عبد الفتاح رواس قلعه جي أديب وباحث ومسرحي متعدد المواهب يكتب الشعر والنقد وقصص الأطفال، له بحوث ودراسات عديدة في الفكر والأدب والتراث، تحتفل مسيرته بدعم العلاقة الثنائية السورية- الإيرانية من خلال مشاركته في مهرجان قم في إيران سنة 1983، ومن خلال بحوث وأعمال في كتب مشتركة صادرة عن المستشارية الثقافية الإيرانية، وعدة بحوث مختلفة من مجلة الثقافة الإسلامية الصادرة عن المستشارية الثقافية.

الأستاذ قلعة جي اعتبر هذا التكريم تعبيرا عن الإيمان بفكرة (الإنسان هو المنتج هو اللبنة الأساسية لبناء هذه الأمة).

الدكتور أحمد الموسوي السفير الأيراني في دمشق قال في كلمته خلال التكريم "إنه من دواعي سرورنا واعتزازنا أن نسن هذه السنة الحسنة في سورية الشقيقة لنرسخ معا قيما أخلاقية نفخر بها جميعا ونسعى جاهدين لتأصيلها في نفوس أجيالنا". وأضاف أي مجتمع لا يحترم العلماء والباحثين سوف يكون مصيره الحتمي هو الخضوع والتبعية للسلطة الأجنبية.

الجدير بالذكر أن دائرة الحوار الحضاري الإيراني هو اصل التواصل في العالم الإسلامي وخاصة بين سورية وإيران، حيث أضحى هذا التواصل نموذجا يجتذى به، وبناءا عليه ارتأت المستشارية الثقافية مواصلة الخطى لتكريم النخب الثقافية والفكرية بدلالات، تقدير الجهود المبذولة في سبيل الرقي والتواصل بين ثقافات البلدين، وتعزيز العلاقة بين المثقفين في البلدين وتاريخ الإنسانية ومناسبة للتلاقي بينهما، إضافة إلى التشجيع على العطاء والإبداع الأكثر بين الحضارتين.