في إطار احتفالية دمشق عاصمة الثقافة 2008 تنطلق في دمشق فعاليات الدورة الأولى من أيام سينما الواقع DOX BOX، في 15/2/2008 م، وهو أسبوع مكرّس للسينما التسجيلية،
يقدم أفلام تسجيلية إبداعية من مختلف أنحاء العالم، من الروائع ومن الإنتاجات الحديثة، العربية والعالمية. كما يقدم لقاءات مع بعض أفضل المبدعين التسجيليين العالميين.
ستستمر العروض في صالة الكندي بدمشق وفي صالتي المركز الثقافي الفرنسي ومعهد غوته خلال الفترة من 15 شباط إلى 20 شباط، ثم ستنتقل إلى كل من حمص (21-23 شباط) وطرطوس (23-25 شباط) بالتعاون مع الناديين السينمائيين فيهما.
حيث تسعى أيام سينما الواقع DOX BOX لتأسيس نفسها كتظاهرة فنية سنوية عالية المعايير، أي أن انتقاء الأفلام يقوم على أساس القيمة السينمائية للأفلام أولاً برغم ما للفيلم التسجيلي من ميول سياسية وإجتماعية أكيدة،وسيكون عدد الأفلام المعروضة لا يتجاوز 25 فيلماً، ثلثها عربي، حيث أن التظاهرة مجانية غير ربحية، تنظمها شركة بروآكشن السورية، ويساندها عدد كبير من المؤسسات والمهرجانات الدولية المعروفة.
يرافق التظاهرة أربع لقاءات موسعة، تهدف إلى تقديم السينما التسجيلية عبر تاريخها وحاضرها بعلاقتها مع الفن السينمائي ومسائل المجتمع، هي:
"مدخل إلى الفيلم التسجيلي" ويقدمها البروفيسور مارتان بارنييه من جامعة لوي لوميير الفرنسية، وفيها يستعرض تاريخ الفيلم التسجيلي بمدارسه وأساليبه، كما في علاقته مع موضوعات المجتمع والتاريخ المختلفة، ويرفقها بعرض مقتطفات متنوعة من أفلام تسجيلية مثلت علامات فارقة.
لقاء موسع مع السينمائية الفنلندية الشهيرة بيريو هونكاسالو، ونيلز باخ أندرسن المونتير الدنماركي المخضرم، حول فيلم "الغرف الثلاث للسوداوية" والعلاقة بين المخرج-المؤلف والمونتير أثناء صوغ الفيلم التسجيلي.
"سينما وراء الأبواب الموصدة" ندوة تقارب أخلاقيات صناعة الفيلم التسجيلي، أسئلة المسؤولية والجرأة مقابل أسئلة احترام الخصوصية الفردية والمجتمعية التي يواجهها السينمائي عندما يقترب من كل موضوع عمل جديد، ويشارك فيها عدد من السينمائيين التسجيليين العرب والدوليين الكبار، مجموعة من الاختصاصيين ضيوف أيام سينما الواقع 2008 بالاضافة إلى بعض السينمائيين السوريين البارزين.
"الفيلم التسجيلي: بين السينما والتوثيق" لقاء مع الناقد والمدرّب الدنماركي توه ستين موللر، يجول فيه عبر تاريخ الفيلم التسجيلي من زاوية كونه عملاً إبداعياً، ليبدأ من كونه تسجيلاً للواقع، إلى محاولته للبحث عن الموضوعية وصولاً إلى التمسك بالذاتية لغةً للتوثيق، بحيث افترق الفيلم التسجيلي الفني عن التقرير الإخباري وعن الوثيقة التاريخية المتجردة.
ومن الجدير بالذكرأن جميع عروض ونشاطات أسبوع أيام سينما الواقع DOX BOX مجانية ومترجمة إلى العربية.
كما أن الأفلام المشاركة بأيام سينما الواقع DOX BOX 2008 هي:
(دروس في العتمة) فيلم ألماني للمخرج: فيرنر هيرتسوغ وهو عبارة عن:
رؤية استشرافية لنهاية العالم، يصوغها فيرنر هيرتسوغ في حقول النفط الملتهبة في الكويت بعيد حرب الخليج، كأنها صورة لعالمنا يحترق برمته. فيلم مؤسلب تكاد لا تميز في صوره كوكب الأرض الذي تعرفه. وحشية الحرب وحريق الصحراء، ما كان يفترض أن يكون الجحيم بعينه، تراه جليلاً مهيباً بعيني واحد من أكبر المبدعين السينمائيين.
(مصائب قوم) فيلم فرنسي للمخرج: عمر أميرالاي وتدورأحداثه:
في "عزّ" الحرب اللبنانية، يقترب أميرالاي من بيروت ومن أهلها، ليبحث عن المسافة الانسانية بين ألم الحرب وبين الاستفادة منه. صور كثيرة لمدينة غنية في زمن حرب تكاد تكون غير مفهومة، شاب أخرس يحاول في بداية الفيلم أن يقول شيئاً، ويحاول الفيلم عبر ما بقي منه أن يفهم ما أراد...
الحاج علي يراوح بين مهنتين، هو سائق تاكسي يجوب أطراف بيروت إذ الأجواء هادئة، وما إن تندلع التفجيرات يعمل بدفن الموتى. سخرية الحرب، سخرية الموت.
(سانتياغو) فيلم برازيلي للمخرج: جواو موريرا ساليس
وهو فيلم خاص وفردي يدعو لإعادة التأمل في عناصر السينما الأساسية، إذ ينسج من مقابلات قديمة، وذكريات متلوّة، من المُقال ومن المَقالة، فيلماً لا يعلوه الغبار، بل يبرز كواحد من روائع السينما التسجيلية المعاصرة بما فيه من مكاشفة للذات وبحثٍ في اللغة السينمائية.
في العام 1992 بدأ جواو ساليس بتصوير فيلم عن "سانتياغو" كبير خدم أهله في بيت طفولته، بعد 13 عاماً، إذ توفي سانتياغو، يعود ساليس إلى تلك المواد ،محاولاً بناء فيلم هو بورتريه خاص لرجل خاص كان حضوره وأثره عميقين في حياة من كانوا بقربه. باحثاً عن سحر سانتياغو الذي رحل، عن ثقافته العميقة ومواهبه المتعددة، يشتغل ساليس على فيلمه، فيفاجئه طيف سانتياغو في الشريط السينمائي بأنه مازال قادراً على إدارة الطاولة، ليصبح المخرج سؤال فيلمه.
(سلفادور أليندي) فيلم فرنسي - تشيلي للمخرج: باتريسيو غوسمان فيه يتذكرالمخرج ذكرى
"الحادي عشر من أيلول عام 1973 جيداً، حيث كان يوماً أليماً قامت فيه الولايات المتحدة بدفع حركة انقلابية عسكرية ضد الثورة السلمية الديموقراطية التي نشأت في بلده البعيد تشيلي، وتم ذلك أولاً بقتل رئيس الجمهورية سلفادور أليندي،حيث جسد بالفيلم وحشية الإستبداد التي أدت ل 17 عاماً بعدها، من العذاب، الموت، النفي، واضطهاد الذاكرة.
كما تقدم أيام سينما الواقع DOX BOX تحية لجهتين مرموقتين:
1ً- المعهد العربي للفيلم بعمان: وهو مبادرة مستقلة لتأسيس معهد أكاديمي مختص بالفيلم التسجيلي، قامت حتى اليوم بتخريج دفعتين من دورتها التدريبية العملية التي تمتد لخمسة أشهر، وهي اليوم تدخل المرحلة الثانية التي تهدف إلى جعلها مؤسسة أكاديمية تخصصية.
يعرض من أفلام المعهد العربي للفيلم ثلاثة وهي:
قمر 14 – لساندرا ماضي من الأردن
زهر الليمون – لباميلا غنيمة من لبنان
عصفور من حجر – لحازم الحموي من سورية
ويتخلل أيام سينما الواقع مهرجان دوك لايبزغ للفيلم التسجيلي والأنيميشن
وهو واحد من أهم مهرجانات الأوروبة اليوم، وهو أحد أقدم المهرجانات المكرّسة للفيلم التسجيلي في العالم. تم تاسيسه في عام 1955."قصة حياة" مهرجان للفيلم التسجيلي بهذا العمر تكاد تكون قصة العالم والبشر عبره! فعبر تاريخ دوك لايبزغ مرت أكبر أسماء السينمائيين التسجيليين، من يوريس إيفنس، ماركر،غوسمان، ألفاريز، حامينا، ليتين، فاردا... إلى هونيغمان، كوساكوفسكي، دفورتسيفوي، لازنيتسا وكثيرين سواهم... ومرت فيه الحرب الباردة والسيطرة السوفييتية والسينما السوفييتية العظيمة كذلك، مرت فيه فييتنام وجين فوندا واليسار الأمريكي في النصف الأول من السبعينيات، مرت فيه الرقابة ثم التراخي، التسامح ثم الحصارات، مر فيه العرب في النصف الثاني من السبعينيات، أفلام من اليمن ومن سورية ومن فلسطين، كرمت فيه منظمة التحرير الفلسطينية في 1977 ثم منح جائزته الذهبية لـ "يوم الأرض" الفلسطيني في 1978 ثم جائزته الخاصة لـ "أطفال فلسطين" عام 1979. واليوم يقدّم مهرجان دوك لايبزغ على أنه مهرجان للدفاع عن السلم وعن الكرامة الإنسانية. مهرجان للاحتفاء بحرية الفكر والتعبير عبر السينما الفنية النقدية والضمنية الراقية.
اليوم، بعد الدورة الخمسين منه، يبدو دوك لايبزغ وكأنه سرد معاصر لتاريخ العالم، بل، لأهمية الإبداع التسجيلي فيه!
ستقدم أيام سينما الواقع DOX BOX الأفلام التسجيلية الثلاثة الفائزة بجوائز دوك لايبزغ الذهبية في دورته الأخيرة في تشرين الأول 2007. وتستضيف المخرج الألماني ماتياس هيدر، رئيس لجنة الانتقاء فيه.
ومن ضيوف أيام سينما الواقع DOX BOX 08
توه ستين موللر (TUE STEEN MULLER) من الدنمارك – ناقد ومستشار في الفيلم التسجيلي، له خبرة تنوف على ثلاثين عاماً عمل فيها في المعهد الوطني للسينما بالدنمارك، أسس "شبكة الفيلم التسجيلي الأوروبية" كما قام بالتدريس والتدريب في عدة جامعات أوروبية وفي العديد من الدورات وورشات العمل.
ماهر أبي سمرا (MAHER ABI SAMRA ) من لبنان – مخرج تسجيلي لامع حازت أفلامه على العديد من الجوائز الدولية، من أهمها "نساء حزب الله"، "دوار شاتيلا"، "مجرد رائحة".
بيريو هونكاسالو (PIRJO HONKASALO) من فنلندة – مخرجة كبيرة، في جعبتها ما ينوف على مئة جائزة دولية مرموقة لأفلام روائية وتسجيلية صنعتها. من أشهر أعمالها ثلاثية "المقدس والشيطاني" و"ثلاث غرف للسوداوية".
نيلز باخ أندرسن (NIELS PAGH ANDERSEN) من الدنمارك – مونتير مخضرم، يعد واحداً من أشهر اختصاصيي المونتاج اليوم، من آخر أعماله التي حازت اهتماماً دولياً واسعاً "اعترافات امرأة طائرة" و "ثلاث غرف للسوداوية".
إيزابيل أرّاته فرنانديز( ISABEL ARRATE FERNANDEZ ) من هولندة – ممثلة عن مهرجان أمستردام الدولي للفيلم التسجيلي، والمنسقة العامة لمنحة يان فريمان المختصة بالسينما التسجيلية.
تينه فيشر (TINE FISCHER) من الدنمارك – المديرة الفنية لمهرجان كوبنهاغن دوكس.
جان بيير ريم (Jean-Pierre Rehm) من فرنسا – المدير العام لمهرجان مارسيليا الدولي
ماتياس هيدر(MATTHIAS HEEDER) من ألمانيا – مخرج ومنتج مستقل، رئيس لجنة انتقاء الأفلام في مهرجان دوك لايبزغ.
ألكسندر مانيش (ALEKSANDER MANIC) من ألمانيا /صربيا – مخرج لامع يعيش في براغ، كان مساعداً للمخرج الكبير أمير كوستاريكا، وله 15 عاماً من الخبرة في صناعة الفيلم التسجيلي.
مارتان بارنييه (MARTIN BARNIER) من فرنسا – رئيس قسم فنون الخشبة والشاشة في جامعة ليون الثانية.
بالاضافةً إلى عدد من الاختصاصيين السوريين والأردنيين واللبنانيين والفلسطينيين .