ضمن البرنامج الخاص للأمانة السورية للتنمية الهادف إلى دعم مغني الأوبرا في سورية ، نظم قسم الثقافة والتراث يوم الخميس 10 نيسان 2008 في تمام الساعة الثامنة مساءً على مسرح الدراما بدارالأسد للثقافة والفنون حفلاً غنائياً لمغنيين أوبراليين سوريين هم:

السيدة لبانة قنطار والسيدة رشا رزق ((سوبرانو))، والسيد بيير الخوري وسعيد الخوري ((باريتون)). حيث قدم المغنوون المشاركون في الحفل مجموعة من الآريات الأوبرالية الإيطالية ، التي أبرزت قدراتهم الصوتية(( التكنيكية)) و التعبيرية،التي تنوعت من مؤلفات «موتسارت ،فيردي ،بوتشيني ،دونيزيتي« ، وقد أتى تنظيم الحفل في ختام المرحلة الأولى للبرنامج الذي تضمن إقامة ورشة عمل مكثفة أدارها السيد « ستيفانو سفينياتي» مدير مهرجان توتشيا في إيطاليا والذي بدوره حرص فيها على التركيزوالإستخدام الصحيح للصوت وطريقة النطق السليم للغة الإيطالية للوصول إلى مستوى عالي للأداء الدرامي الغنائي.

موتسارت ،فيردي ،بوتشيني ،دونيزيتي« ، وقد أتى تنظيم الحفل في ختام المرحلة الأولى للبرنامج الذي تضمن إقامة ورشة عمل مكثفة أدارها السيد « ستيفانو سفينياتي

فبرنامج دعم مغني الأوبرا يهدف إلى تقديم الدعم المهني للمواهب السورية في مجال الأوبرا من خلال تبني أربعة مغني أوبرا و تزويدهم بالمهارات التي تمكنهم من شق طريقهم كمحترفين في مجال الغناء الأوبرالي و تسويق أنفسهم محليأً وعربياً و دولياً، ويسعى البرنامج الثقافي في الأمانة السورية من خلال هذا المشروع إلى تعريف الجمهور السوري بفن الأوبرا و بالمواهب الوطنية في هذا المجال.

وفي لقاء eSyria مع أحد المشاركين في هذا الحفل المغني (( بيير الخوري)) اختصاص غناء أوبرالي الذي تخرج من كونسرفتوار (( نيكولا باغانيني)) في مدينة جنوا، الحاصل على ماجستير في الغناء الأوبرالي وعلى إجازة في فن تصميم المشاهد وإجازة في الغناء الأوبرالي عام 2001 اطلعنا من خلاله عن بداية مشروع الأمانة السورية للتنمية ؟

في الحقيقة فكرة مشروع الأمانة السورية للتنمية هي فكرة انطرحت عندما كان لدينا مشاركة بورشة عمل وندوة حول الأوبرا الإيطالية في مالطا صيف 2007 فهناك تم لقاء قائد الأوركسترا الإيطالي ((ريكاردو موتي )) الذي بدوره تفاجىء بالفعل بالمستوى الأوبرالي والإمكانات العالية التي نحملها وتساءل في ذات الوقت عن سبب تباعد مشاركاتنا الغنائية العالمية فأطلعناه أن السبب هو حاجة الموسيقيين السوريين للدعم الموسيقي أكثر من سوريا فبعد العودة إلى دمشق وحصولنا على شهادات تقديرية عالية من (( ركاردو موتي )) بدأنا التفكير "سويةً" عن الأساليب والطرق التي تزويد الموسيقيين السوريين بالمهارات التي تمكنهم من شق طريقهم كمحترفين في مجال الغناء الأوبرالي وتسويق أنفسهم محلياً وعربياً ودولياً، والبقاء على تواصل مستمر مع الحركة الموسيقية العالمية ودفعهم للمشاركة فيها حيث أن الإمكانات العالية موجوده إلا أنه ينقصها الدعم المادي وتسهيلات المراسلة مع الخارج.

فأنا أحد المغنيين الذين درسوا في إيطاليا الغناء الأوبرالي إلا أنه بعد عودتي إلى دمشق لم أجد مثل أي موسيقي من يشرف على متابعتي الموسيقية في سوريا للتواصل مع الحركة الغنائية العالمية فعلى سبيل المثال المغني العالمي ( جوسيه كاريراس) رغم المستوى الموسيقي العالي الذي وصل له إلا أن هناك من يشرف على متابعته الموسيقي للإحتفاظ بمستواه العالي.لذا نحن بالفعل نحتاج كموسيقيين إلى استمرارية التواصل مع الموسيقيين العالميين .

من مجموعة هذه الأفكار انطرح مشروع الأمانة السورية للتنمية فتم الموافقة على هذا المشروع الذي دعُم من قبل السيدة الأولى فهو مشروع هام يهدف لمساندة الموسيقيين مادياً وثقافياً للبقاء على تواصل في مواكبة الحركة الموسيقية العالمية وعدم الإنعزال عنها ولإثبات وجود سوريا على الساحة العالمية من خلال تقديمنا للأمسيات الموسيقية بشكلٍ مستمر داخل وخارج سورية. أما بالنسبة لبرنامج دعم مغني الأوبرا في سورية يمثل إحدى التوجهات الأساسية للمشروع الثقافي في الأمانة السورية للتنمية و الذي يركز على تقديم الدعم للمبدعين السوريين في مجالات الثقافة المختلفة و الأخذ بأيديهم عن طريق مساندة مسارهم المهني من خلال التدريب و تطوير المهارات و خلق فرص للاحتكاك المهني عن طريق تنظيم الفعاليات الثقافية

كيف تم اختيار المشاركين في هذا الحفل؟

قامت لجنة مختصة مؤلفة من خبيرين في الغناء الأوبرالي وهما السيد سفينياتي والسيد فيلتالر من أوبرا برلين باختيار المشاركين في البرنامج خلال جلسة استماع نظمت يوم الرابع و العشرون من شباط 2008 تقدم إليها ثمانية متنافسين اختير منهم أربعة مغنيين المشاركين للوصول إلى مستوى تقني مرتفع يؤهله للدخول إلى العالم المهني الأوبرالي.

هل لك أن تطلعنا على نوعية المقطوعات التي قمت بأداها خلال هذا الحفل؟

عادةً أختار برنامجي الموسيقي لتقديمه في الحفلات بشكلٍ متقن، ومن مراحل موسيقية متنوعة فتم اختياري للمؤلفين موتسارت، دونيزيتي، لأنها قطع غنائية تتميز بإظهار التكنيك العالي للصوت وجماليته من خلال الجمل الطويلة الإنسيابية المفعمة بالإحساس والتقنية.

والجدير بالذكر أن الأمانة السورية للتنمية هي منظمة غير حكومية تسعى إلى المساهمة في صنع مستقبل يستطيع كل سوري أن يدرك فيه الفرص المتاحة أمامه لتحقيق إمكانياته الذاتية وذلك لفائدته وفائدة مجتمعه ووطنه وينضم تحت لواء الأمانة عدة مشاريع تعنى بالتعليم والتنمية الريفية والثقافة والتراث.