انطلق مؤتمر التوثيق الالكتروني للتراث العربي الذي تحتضنه دمشق بوصفها عاصمة للثقافة العربية وذلك في مكتبة الأسد، حيث سيستمر المؤتمر ليومين يليهما اجتماع اللجنة التنفيذية لمشروع "ذاكرة العالم العربي".

حيث ألقي خلال الجلسة الافتتاحية كلمات المنظمين والجهات الراعية بدأتها أمين عام احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية الدكتورة (حنان قصاب حسن) التي رحبت بالمؤتمرين وقالت: "نحن بحاجة لتوثيق كل ماتعرفه الحضارة العربية في كل لحظة، لأن الأجيال القادمة لابد أن تشهد تراثها، واهتمت الأمانة العامة بالتوثيق منذ بداية الاحتفالية ووضعت هدف توثيق كل ما يمكنها توثيقه، ويمكننا من الآن بدء عملية التوثيق من الجلسة الأولى للمؤتمر.

بدورها المهندسة «ريم عبد الغني» رئيسة اللجنة التنظيمية–ورئيسة مركز (تريم) للعمارة والتراث المنسق العام للمؤتمر، تحدثت عن الجهود التي تبذلها النخب العربية لإعادة الاعتبار للمحتوى الثقافي والحضاري المستمر من التراث الأصيل بوصفه واحدة من بوابات تجاوز حالة الإخفاق التاريخي، وأضافت: "إن جدية المؤتمرين واستشعارهم المخاطر التي تحدق بذاكرتنا التراثية يمكن تلمسه بوضوح من خلال المستوى العلمي الرفيع للأبحاث والدراسات التي قدمت من قبل المشاركين من مصر، والسودان، وتونس، وليبيا، والمغرب، وفلسطين، ولبنان، والأردن، والسعودية، والكويت، وقطر، والإمارات، وموريتانيا، ومن العديد من الجامعات والمكتبات الوطنية والمنظمات الدولية كمنظمة المدن العربية والايسيسكو واليونسكو والاليسكو لتتضافر جهودهم وخبراتهم حول طاولة هذا المؤتمر بغية الخروج برؤية شاملة تكفل الحفاظ على التراث العربي عبر التأسيس لتراث رقمي الكتروني موثق يجعل تكنولوجيا المعلومات أداة إيجابية وفعالة لخدمة التراث، وهذا ما تعكسه المحاور القيمة التي ستكون موضوعات مناقشة جلسات المؤتمر بدءً بالتراث الرقمي ونماذج التوثيق الالكتروني للتراث، وتجارب الدول والمنظمات والأفراد مع التأكيد على أهمية دور المجتمع المدني ومنظماته في توثيق ورقمنة التراث الإنساني، وصولاً إلى دور المكتبات في التوثيق ودور تكنولوجيا المعلومات في خدمة التراث، وأكدت المهندسة عبد الغني على أن هذه مسؤولية تقع على عاتق الجميع حكومات ومؤسسات مجتمع مدني وأفراد ويجب أن نهتم بها بوصفنا متخصصين ومهتمين بالذاكرة التراثية العربية التي تواجه مخاطر لم تعد غافلة عنا، ومن هنا تأتي أهمية المشروع العلمي الهام "ذاكرة العالم العربي" هذا المشروع الإقليمي العربي الذي يخطط لإنشاء بوابة الكترونية عملاقة على شبكة المعلومات الالكترونية العالمية باللغتين العربية والانكليزية وهو أحد أهم مشاريع توثيق التراث العربي المادي واللامادي المطروحة على الساحة العربية.

المنسق العام للمؤتمر المهندسة ريم عبد الغني

وخصت المهندسة عبد الغني eSyria بالقول: "إننا في مركز (تريم) نعمل على كل مايعنى بالعمارة والتراث في الوطن العربي من ترجمات ودراسات وأعمال ترميم وعملنا له علاقة بالهوية والتراث والمؤتمر يأتي ضمن نفس السياق، وعن الإيجابية التي لمستها كمنسق عام في المؤتمر قالت: "الكل كان متحمساً للموضوع وواع بأهمية التوثيق فشريحة كبيرة واعية بأهمية الحفاظ على ملامح الهوية في وقت هناك مخاطر كثيرة كالعولمة والتكنولوجيا ولحسن الحظ أن شريحة كبيرة من المثقفين تعاونوا معنا

وعما إذا كان المحتوى التراثي الموثق متاحاً للجميع قالت: "الناس هم سيصنعون ذلك من خلال إدخال ما لديهم على هذه البوابة باسمه وعندنا أمل بأن نجمع كم ضخم من التراث الذي لايعرف أحد بوجوده".

في حين ألقت السيدة «هدى بركة» كلمة وزارة الاتصالات المصرية قالت فيها:"يأتي المحتوى الرقمي العربي في الإستراتيجية العربية العامة للاتصالات والمعلومات ضمن محور تنمية خدمات المحتوى الرقمي العربي في إطار الهدف الاستراتيجي الخاص بخلق سوق تنافسي لمجتمع المعلومات العربي من خلال: استخدام الميزة التنافسية الكامنة في وحدة اللغة في العالم العربي وذلك في بناء صناعة محتوى معلوماتي عربي قوية قادرة على المنافسة عالمياً وإتاحة مزيد من المحتوى العربي في صورة الكترونية للمواطن العربي على المستوى العالمي للتعريف بالثقافة العربية والحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية للمنطقة العربية حيث لا يتعدى المحتوى العربي على الانترنت ما نسبته نصف بالمئة من المحتوى العام.

بدوره الدكتور «بسام جاموس» ممثل وزارة الثقافة السورية قال في لقاء خاص مع موقع eSyria: "مشاركة المديرية العامة للآثار والمتاحف هي عرض شامل لمنجزات المديرية العامة حول التوثيق الالكترونية للقطع الأثرية والأوابد والمواقع الأثرية وهذا مشروع بدأ في (2006) ونفذ في جميع المحافظات وهناك برامج مبرمجة لتوثيق اللقى الأثرية ضمن المتاحف والمستودعات وتوثيق المواقع الأثرية حسب الأولوية والأهمية خاصة المواقع المسجلة على لائحة التراث العالمي والمواقع المنقبة. أما المشروع الثالث فهو تسجيل وتوثيق الأوابد التاريخية على مر العصور من عصر البرونز إلى الحضارة الإسلامية تشمل قلاع وأوابد ومسارح ومدن قائمة بحد ذاتها وأنشأنا مديرية المعلوماتية وهو مشروع كلفته (25) مليون وأقمنا عدة دورات للتدريب على عملية التوثيق الالكتروني للقطع الأثرية ولدينا مشروع (نظام المعلوماتي الجغرافي واتخذنا من دمشق نموذج لأعمال التوثيق.

أما الدكتور «أحمد باسل الخشي» معاون وزير الاتصالات فقال: "يأتي المؤتمر كمحطة استثنائية للنظر في ذلك الثراء الكبير المتناثر والمتواري وراء الأزمان في عدد من البلدان العربية والإسلامية مما يقتضي تقديم خيارات وتوصيات تساعد على انتشال تلك الكنوز وإجلائها وتعميمها لما فيه فائدة البشرية.

ويجري تحقيق ذلك عبر السير بخطوات حثيثة نحو: توثيق محتوى التراث الحضاري والطبيعي في العالم العربي بتسجيله الكترونياً ودعم جهود حماية التراث من خلال مشروعات لبناء نظم معلومات متكاملة وتعريف العالم بالإسهامات العربية في تشكيل حضارة العالم بشكل تفاعلي والمساهمة في رفع كفاءة الأجهزة العاملة في مجال التراث الحضاري والطبيعي

وفي حديث خاص لموقع eSyria قال د.الخشي: "تأتي أهمية مشاركة وزارة الاتصالات في دعم المؤتمر والخطوات التي سينتج عنها فنحن نملك تراث غني يجب أن نأرشفه لأحفادنا ويجب أن تبقى هذه الحضارة موجودة وقائمة فلدينا الكثير من التراث الديني والمعماري المهم.

وتابع الدكتور الخشي: "إن عملية أرشفة التراث ليست سهلة ولاتحدث خلال شهر ولاحتى أعوام قليلة ولكن هذه العملية مستمرة.

طبعاً eSyria لها دور كبير في هذا المجال فأحد أهدافها هو تزويد المحتوى المعلوماتي على شبكة الانترنت وبالتالي هي تعمل في نفس المجال.

جدير بالذكر أن المؤتمر بتنظيم كل من الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة، ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي في مصر، بالتعاون مع وزارتي الثقافة والاتصالات السورية والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.