«أنا نموذج لشخص يمكن أن يتكرر ولست استثناء، فأنا استثناء ضمن ظرف معين، فعندما تؤمن لي قدرة على الحركة فإن الإعاقة تصبح لي شأن شخص ليس بذي أهمية، ولكن عندما تضع لي حواجز ومعوقات عندها تصبح لدي إعاقة».

هذا ما قاله- بتواضع- "حازم إبراهيم" الأمين العام للمجلس المركزي لشؤون المعوقين في حديثه للموقع، مقدماً لنا نموذج الإنسان المجدّ والمثابر الذي لا يعرف المستحيل مع إرادة صلبة استطاعت تمثيل المعاقين في سورية،رغم إعاقته الجسدية التي أجلسته الكرسي المتحرك كما استطاع أن يكون مترجماً ناجحاً لكثير من المؤتمرات والندوات.

ما أعرفه عن "حازم إبراهيم" كزميل عمل أنه شخص نشيط ومثابر يحب عمله، فالإعاقة لم تشكل له أي عقبة في حياته بل على العكس جعلته يعمل أكثر فأكثر حتى استطاع أن يكون قدوة لكل معاق، فهو شاب طموح لا يدخر جهداً في مساعدة ومساندة كل شخص معاق يقصد الوزارة

موقع "eSyria" بتاريخ 7/11/2010 التقى "حازم إبراهيم" للوقوف على مسيرة حياته المهنية والشخصية حيث يقول: «في البدء كان طموحي يتمثل بتعلم اللغة الانكليزية لذلك تخصصت في هذا المجال حيث درستها في جامعة دمشق ودرست الماجستير في الولايات المتحدة الأمريكية ضمن برنامج التواصل الثقافي، ومن ثم عملت كمسؤول إعلام واتصالات في شبكة الآغا خان للتنمية لمدة سنين وعملت أيضاً ولفترة قصيرة في بعثة المفوضية الأوروبية وبعد ذلك عملت كمترجم بكافة أنواعها الكتابية والفورية لمصلحة منظمات حكومية ودولية وخاصة، مؤتمرات وترجمة كتاب لمصلحة مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت ومنظمات الأمم المتحدة والأمانة السورية للتنمية إلا أن منصب الأمين يحتاج لتفرغ لذلك تفرغت لهذا المنصب».

وعن ترؤسه للأمانة العامة للمجلس المركزي للمعوقين يقول "حازم": «تتمثل مسؤوليتي كأمين عام للمجلس عن كل ما يخص شؤون الإعاقة في الجمهورية العربية السورية، وقد تسلمت هذا المنصب في شهر حزيران الماضي من هذاالعام، حيث يعمل المجلس على دمج المعاقين بكل أبعاده في التعليم والصحة والعمل والتنقل والتعديلات الهندسية في الأبنية والكشف المبكر والوقاية، فالأمانة العامة للمجلس المركزي للمعوقين تضع السياسات والاستراتيجيات كخطوة وطنية تصدق عليها رئاسة مجلس الوزراء ومتابعة تنفيذها».

وأما ما يعنيه هذا المنصب لـ"حازم إبراهيم" فيقول: «هي مسؤولية كبيرة أن أكون أمين عام مجلس المعوقين في سورية، فأنا أمثل المعاقين في كثير من الجوانب وأتمنى بذل قصارى جهدي لتأمين أكبر قدر ممكن من المتطلبات للمعاقين ولكن لنعترف أن قضية الإعاقة في سورية، قضية قديمة وليست جديدة، فبعضها يحتاج لوقت حتى يصل لنتيجة خاصة فيما يتعلق بالتعليم والتأهيل ونظرة المجتمع للمعاق، والبعض الآخر أتى بنتيجة صبت في خدمة المعاق، كما إن محافظة دمشق بدأت تجربة رائدة في مجال جعل النقل والمواصلات أكثر مرونة وسهولة للمعاق، حيث أصبحت الأرض أكثر سلاسة للمعاق، كما اتجهت وزارة الإدارة المحلية نحو تأمين مداخل للأبنية خاصة للمعوقين وعربات الأطفال وكبار السن».

ويضيف "إبراهيم": «من المفترض أن نركز أكثر على طاقات المعاق، فكلما كان المجتمع أكثر استيعاباً للمعوقين، أصبحوا قادرين على الإنتاج أكثر، فعدم تشغيل المعاقين- حسب منظمة العمل الدولية- يكلف خسارة بين 3- 7% من إجمالي الناتج المحلي باعتبار أنها قوة عاملة كامنة لا تستثمر فضلاً عن أنهم قد يصبحون عالة على مجتمعاتهم، فالأمر يتطلب القليل من القناعة والإعلام له دور كبير في تغيير نظرة المجتمع تجاه المعاقين، كما أن وجود شخص لديه إعاقة في أماكن العمل هو جزء من الفلسفة السائدة في العالم وهي "لا شيء من حولنا من دوننا" بمعنى انخراط المعاقين أنفسهم في قضاياهم دون المس بالجدارة والكفاءة التي هي الأساس، فالمعاق يمثل هؤلاء الناس باعتباره يشعر باحتياجاتهم».

بدوره يقول "معمر القويدر" مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة دمشق: «عرفت "حازم إبراهيم" منذ أكثر من سنة كمترجم للمنظمات الدولية وفي ورش العمل التي تقيمها منظمة العمل في سورية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، فهو شخصية عصامية وفذة تستحق منا كل الاحترام والتقدير، حيث إنه يقدم أفضل ما لديه من خلال الترجمة الفورية الناجحة التي أشاد بها كل من عمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل خلال الفعاليات المقامة، ولن أقول هو من ذوي الاحتياجات الخاصة لأنه يعمل بجد وكلل واستطاع أن يتغلب على المصاعب التي مرت على حياته، ونحن على يقين وثقة بأنه إن لم يكن ذا عقل نير وشخصية بارزة ما استطاع أن يصل إلى المستوى الذي وصله حالياً حيث تضاهي ترجمته جودة ترجمة المترجمين الدوليين».

ويضيف "القويدر" قائلاً: «باعتبار أنه استطاع أن يتغلب على هذه الصعاب من خلال التفكير والدراسة والصبر فإنه أثبت للجميع أن الإعاقة ليست عائقا أمام أي شخص يريد العمل والنجاح، فأنا اعتبره أفضل من الأناس الأصحاء الذين لا يسعون لتطوير أنفسهم، فهو شخص يحتذى به وقدوة حسنة لكل من أن أراد التميز في حياته، وهذا ما نركز عليه في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل من خلال تركيزنا على شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة لإدماجها في المجتمع».

من جهتها تقول الآنسة "رنا الدهني" موظفة في دائرة المعوقين في الوزارة: «لا اعتبر الأستاذ "حازم إبراهيم" معاقاً، لأن الشخص المعاق هو من بحاجة إلى المساعدة، فـ"حازم" تخطى إعاقته بعلمه وثقافته الواسعة إضافة إلى دبلوماسيته في التعامل مع الآخرين، فعندما يريد شيئاً من شخص ما فإنه يتعامل معه بدبلوماسية ولباقة تمكنه من أن ينال ما يريده».

وتضيف "رنا" قائلةً: «عند حديثي عن الزميل "حازم" فإني لا أتحدث عنه كمعاق بل كشخص استطاع أن يتفوق على نظرائه من المعاقين بل إنه استطاع أيضاً أن يتفوق على الأشخاص الأسوياء نظراً لذاكرته وبراعته في الترجمة الفورية، إضافة إلى الدور الذي يقوم به كأمين عام لمجلس المعوقين وذلك بمساندته ومساعدته للمعاقين».

وأما "عائشة عيسى" موظفة في المكتب الهندسي لدى وزارة الشؤون أيضاً فترى أن لدى "حازم" إمكانية رائعة في الترجمة الفورية عن اللغة الإنجليزية في المحاضرات وورش العمل التي تقيمها وزارة الشؤون إضافة إلى امتلاكه لذاكرة قوية تساعده على الترجمة لجمل مهما كان طولها إلى اللغة العربية ودون أي تلكؤ، إضافة إلى دوره في تقديم النصيحة والمشورة لكل شخص معاق يلتقي به.

فيما تقول "لما مسوح" موظفة في دائرة الجمعيات في وزارة الشؤون الاجتماعية عن "حازم": «ما أعرفه عن "حازم إبراهيم" كزميل عمل أنه شخص نشيط ومثابر يحب عمله، فالإعاقة لم تشكل له أي عقبة في حياته بل على العكس جعلته يعمل أكثر فأكثر حتى استطاع أن يكون قدوة لكل معاق، فهو شاب طموح لا يدخر جهداً في مساعدة ومساندة كل شخص معاق يقصد الوزارة».