شكلت عبر العصور ممراً للفاتحين وسداً منيعاً في وجه الغزوات، ساعدها في ذلك موقعها المشرف على مدخل "دمشق" الجنوبي، وعلى سهل حوران وجبل الشيخ.

إنها "زاكية" التي باركت للسلطان المملوكي "قلاوون" انتصاره على خصومه التتار- حسب ما يتناقله الأهالي- وهي التي تعود بتاريخها إلى العصر الفخاري الأول، حيث يستدل رئيس مجلس مدينة "زاكية" السيد "عامر خلف" على ذلك بالقول:

يوجد في المدينة الكثير من العائلات أبرزها: "الطعمة، نور الدين، الفهاد، شودب، الخطيب، الوغا، حمدان، الغزاوي، العكارتة، جهيم، صائمة، حوا، شعبان، خريبة، رمضان، خلف، القادري، نبهان، شامية، الهبود، غدير، مصري، مهاوش، كوكش"

«يدل على ذلك الخرب المتواجدة على أطرافها وعند السهول ومنابع المياه، كخرب "الشرق ريقة، الشرمانية، التبانة، عين التينة، بداح، المصامدية، العباسة".

رئيس مجلس مدينة زاكية

كما تكثر فيها "الصير" التي كانت تقطنها القبائل الرعوية "كصير العب- أبي ريشة- أبي نصر وغيرها" وما زالت منذ تلك العهود مأهولة بالسكان والتي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة "دمشق" وعلى بعد/ 30/كم منها.

وعلى الأطراف الشمالية الشرقية لوعرة "زاكية البركانية"، التي تظهر على شكل صبة بازلتية، توجد مجموعة من الوعرات الأخرى التابعة لوعرة "زاكية" إدارياً مثل "وعرة السهلة، الوعرة الشرقية، الوعرة الوسطى، وعرة الكلتة، وعرة المصامدية، وعرة العباسة".

مدينة زاكية

وتتصف طبيعة "زاكية" بالسهلية المتموجة، ويبلغ متوسط ارتفاعها /750/ م عن سطح البحر، مع وجود بعض التلال في القسم الجنوبي منها "كتل الشيح وتل الحرادين"».

وأضاف "خلف": «سميت "زاكية" نسبة إلى موقعها المرتفع وهوائها العليل ومياهها العذبة، وهي تتبع إدارياً لمدينة "الكسوة"- التي تبعد عنها نحو/13/كم- ويحيط بها مجموعة من القرى والبلدات الصغيرة، يحدها من الغرب مزرعة "النفور" وقرية "الحسينية"، ومن الشرق قريتي "الطيبة والمقيلبية"، ومن الشمال قرية "ديرخبية" ومن الجنوب محافظة "درعا".

كما يحيط بها "بلدات كناكر، خان الشيح، اركيس"، ويتبع لها عدداً من البلدات والمزارع منها "شقحب، عين التينة، أشرفيه العباسة، المازنية، المسطاح".

يبلغ عدد سكانها حوالي /22/ نسمة، وتبلغ مساحتها حوالي /250/ كم2، فيما تصل مساحتها مضافاً إليها المزارع التابعة لها حوالي/7500/ هكتاراً تتوزع بين أراضٍ زراعية ومكاشف صخرية واسعة ومبان سكنية ومناطق متعددة الأغراض، وتبلغ مساحة مخططها التنظيمي /425/ هكتاراً».

وفيما يخص الجانب الخدمي فيها ذكر "خلف": «يقوم مجلس المدينة بتنفيذ العديد من المشاريع الخدمية كالصرف الصحي وشق وتعبيد الطرق، وترحيل القمامة بشكل يومي، وحالياً يتم تنفيذ مشروع للصرف الصحي في المدينة بقيمة /5/ ملايين ليرة سورية وبنسبة تنفيذ /60%/، في الوقت الذي تم الانتهاء من مشروع صرف صحي آخر بقيمة /3/ ملايين ليرة سورية.

كما تم الانتهاء من شق وتعبيد مشروع المتحلق الشمالي، وتم البدء بمشروع المتحلق الشرقي، علماً أن هناك صعوبات عدة في تنفيذ هذه المشاريع أهمها طبيعة الأرض الصخرية واختلاف المناسيب ما يؤدي إلى البطء في انجازها وزيادة تكاليفها».

وفيما يتعلق بالقطاع الزراعي قال المهندس "عمر عيسى" رئيس الوحدة الإرشادية فيها: «كان معظم سكان "زاكية" يعتمدون على الزراعة كمصدر أساسي في معيشتهم حيث الأراضي الخصبة والمياه العذبة إضافة للهواء النقي، لكن تراجعت أهميتها في السنوات الأخيرة نتيجة لسنوات الجفاف وانحباس الأمطار، وقلة مياه نهر "الأعوج" الذي يمر بأراضيها في فصلي الشتاء والربيع، حيث يروي قسماً كبيراً من أراضيها الزراعية.

وهو كذلك المصدر الرئيسي لمياه الري للمناطق والقرى المحيطة بها؛ عبر مجموعة من الفروع أو قنوات الري مثل "الزوكاني والدير خباني والديراني والكناكري".

وحالياً يعتمد نحو /65%/ من سكانها على الزراعة، حيث تبلغ مساحة الأراضي القابلة للزراعة فيها /16600/ دونم، منها /900/ دونم غير مستثمرة بشكل فعلي.

وتشتهر بزراعة القمح وتقدر المساحات المزروعة فيه سنوياً نحو /4700/ دونم، والشعير وبعض أنواع المحاصيل والخضار، كما يزرع فيها العديد من الأشجار المثمرة كالزيتون حيث تقدر المساحات المزروعة فيها بحوالي /550/ دونماً تضم نحو/14/ ألف شجرة، والعنب بمساحة /50/ دونماً تضم /3/ آلاف شجرة.

كما يهتم الأهالي بتربية الثروة الحيوانية كالأبقار والماعز والأغنام، لتوافر البيئة المناسبة والمراعي ومساحات من الأعلاف الخضراء. ويبلغ عدد رؤوس الأغنام فيها /2852/ رأساً، وعدد رؤوس الماعز/1545/ رأساً، وعدد رؤوس الأبقار /1376/ رأساً، إضافة لوجود /7/ مداجن مرخصة».

وعن سمات سكانها ذكر المهندس "اسماعيل القادري" من أهالي مدينة "زاكية": «اتسم سكان "زاكية" بعادات وتقاليد فرضتها عليهم طبيعة الأرض ومعيشتهم الزراعية، ويتميز سكانها بلهجة خاصة، حيث إن لهجتهم وزيهم قريبان جداً من زيّ ولهجة أهل "نابلس" في "فلسطين"، كما يتصف السكان بالكرم والطيبة، ويشارك بعضهم بعضاً في السراء والضراء بالمناسبات الاجتماعية كافة».

وفيما يتعلق بالعائلات الموجودة فيها أضاف "القادري": «يوجد في المدينة الكثير من العائلات أبرزها: "الطعمة، نور الدين، الفهاد، شودب، الخطيب، الوغا، حمدان، الغزاوي، العكارتة، جهيم، صائمة، حوا، شعبان، خريبة، رمضان، خلف، القادري، نبهان، شامية، الهبود، غدير، مصري، مهاوش، كوكش"».

وحول الوضع التعليمي والثقافي يقول السيد "فارس مهاوش" من أهالي المدينة: «أدرك الأهالي أهمية التعليم ودوره في مناحي الحياة المعاصرة، وازداد الوعي التعليمي والثقافي في المدينة بشكل كبير، وازدادت أعداد الطلاب وحملة الشهادة الثانوية والشهادات الجامعية والعليا بمختلف الاختصاصات والفروع، كما تضاعف عدد المدارس الابتدائية والإعدادية في السنوات الأخيرة، وأنشئت ثانوية عامة وتم افتتاح المعاهد التعليمية، ناهيك عن وجود مركز ثقافي يسهم بزيادة الوعي الثقافي من خلال النشاطات والمحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية التي يقيمها بشكل دائم وفق برامج شهرية منتظمة».