يكتب عن قضايا تمسّ واقع المجتمع، فكانت بيئته حافزاً ليتقرب من كتابة روايته الأولى التي عرض فيها قصصاً توثق الواقع الذي نعيش فيه.

الكاتب "محمد زكي يوسف" التقاه eDmascus في مكتبته بتاريخ 24/12/2011 في الحوار التالي:

إن كتابات الكاتب "محمد زكي" مثقلة بهواجس الوجع الذي يمس قلوب القراء، يصور تفاصيل الحياة ضمن مشاهد تترك أثرها في روح كل متلقي، ذاكرته لا تكل ولا تمل فيعيد إنتاج أفكاره ليقدم الرواية بالعمق العاطفي وبحبكة ذكية، قصصه التي يكتب عنها هي حزمة متكاملة ليس لها حدود لتتوقف عند زمان وتنتهي، بل تناسب كل جيل لأن القصص واقعية ومن ضمن الحياة اليومية

  • لكلّ كاتب بدايات، وحديث البدايات ممتع مؤلم في الوقت نفسه، فكيف تحدّثنا عن بداياتك مع الكتابة؟
  • الكاتب "يوسف" في مكتبته

    ** ليس من بداياتٍ تذكر، لكن كل ما أتذكره أن حبي للكتابة تصاعد مع اطلاعي على المواضيع الأدبية، وفي بيئتي المنزلية كان شقيقي "محمد خير" الأكبر مني حافزاً لأتقرب من القلم ولولاه لما كانت روايتي الأولى لترى النور، وحينها كم تمنيتُ أن أكتب بصياغة جميلة مثل التي كان يكتبها أخي، فقد كان هاجسي الوحيد هو أن أقدم كتاباً يعرض قصصاً عن المجتمع فكان لذكرياتي مع الأهل والأصحاب وابتعادي عنهم، أثراً بالغاً في ترك فراغ روحي يشدني إلى الكتابة أكثر، وعندما بدأت بتأليف أول رواية اكتشفت من خلال تجربتي أن الكتابة فنٌ لبعث الحياة في شيء جامد من جديد، لذلك في أغلب أوقاتي أتوق إلى الكتابة.

  • في روايتك "السفر الأخير" سفرٌ للقارئ مع الشخصيات، لدرجة أنّ الدمعة تنهمر من عين كل قارئ ويتأثر بالأحداث تأثراً شديداً، ما السر وراء ذلك؟
  • الكاتب "عبد المجيد خلف"

    ** أعتقد أن القارئ يتأثر بها ويتعلق بتفاصيل مجريات الأحداث، من خلال الوصف الدقيق ولأن القصة هي قصة واقعية لأسرة من المجتمع تميز أفرادها بقلوب رقيقة جداً، لا تعرف الاعتدال في عواطفها، فإذا أحبّت هاجت وماجت، وأخذ الحب منها كل مأخذ، حتى إذا ذاقت كأس الفراق لم تتحمل لواعجه لتقضي حزناً وكمداً، وكل قارئ يتأثر بها لأنها عزاءٌ للقلوب الرقيقة الصافية، ولأن القصة تسلط الضوء على نموذج بشري عُرف برقة متناهية وصفاء عجيب، إن حياة الناس عامة لا تخلو من أحداث، ولكنها لا تتشابه، وليس السر دائماً وراء الحدث وإنما المتلقي يميل إلى التفاعل والتعاطف مع المواقف النبيلة للشخصيات المعروضة.

  • ما تأثير عملك كمدير مكتبة على شخصيتك ككاتب؟
  • ** هذا التأثير واضح جداً حيث إن شخصيتي قبل المكتبة وبعد المكتبة، أشبه ما تكون بمن كان في حديقة منزله، ومن ثم انتقل إلى جنانٍ من الورود والأشجار الجميلة، حيثُ تعرفتُ على علوم وفنون ومعارف وآداب من قصص وروايات ومسرح وشعر منه ما هو محلي وآخر عالمي وهذا ساهم في تطوير الفكر لدي والتعرف على العلوم بنظرة داخلية عميقة، لم أكن أحلم يوماً ما أو أتوقع أن أكون في هذا المكان، وبين هذه المعارف والفنون، إن عمل المكتبة وغير المكتبة سطا على كل وقتي، وودتُ لو أني أتحول إلى جهاز فأهضم كل تلك الفنون والعلوم والمعارف والآداب لتُطبع بها نفسيتي وشخصيتي.

  • كيف ترى الواقع الثقافي في ظل وسائل الإعلام والاتصال الحديثة؟
  • ** بين التفاؤل حيناً والتشاؤم حيناً آخر، ليس من أحد يستطيع أن يرى الواقع الثقافي من المنظور المستقبلي، وإنما هي توقّعات، ولكن لتطوير الواقع الثقافي ولبناء مستقبل ثقافٍ رصين، يجب تزويد كل الأشخاص من كافة الفئات العمرية بكتب تناسب توجهاتهم إلى جانب وسائل التثقيف الحديثة، وبالنهاية يبقى الأمر مرهوناً بإرادة الإنسان، فإذا أراد يكون الكتاب صديقه بجانب تلك الوسائل أو بغيابها، ونحن بحاجة لحملات تثقيفية خاصة وعامة لحياة الإنسان التي يعيشها على مستوى الأسرة والمجتمع.

  • ما رأيك في تجارب الجيل الجديد؟
  • ** كل جيل له تجربته الخاصة، له همومه وأمراضه، كل جيل يحاول أن يتميز عن الآخر ولعل تجارب هذا الجيل تكون أفضل من تجاربنا، بل حتى أكثر جرأة، ولذلك أشدُّ على أياديهم، متمنياً لهم أياماً أجمل من أيامنا.

    التقينا الكاتب "عبد المجيد خلف" فقال عن رأيه بالكاتب "يوسف": «إن كتابات الكاتب "محمد زكي" مثقلة بهواجس الوجع الذي يمس قلوب القراء، يصور تفاصيل الحياة ضمن مشاهد تترك أثرها في روح كل متلقي، ذاكرته لا تكل ولا تمل فيعيد إنتاج أفكاره ليقدم الرواية بالعمق العاطفي وبحبكة ذكية، قصصه التي يكتب عنها هي حزمة متكاملة ليس لها حدود لتتوقف عند زمان وتنتهي، بل تناسب كل جيل لأن القصص واقعية ومن ضمن الحياة اليومية».