له مئذنة ذات جذع مثمن خالية من المقرنصات، تم تجديدها لأكثر من مرة خلال العهود المتلاحقة، ويشكل مفخرة من مفاخر العمارة الإسلامية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الباحث التاريخي "محمد عماد الأرمشي" بتاريخ 26 أيلول 2014، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدث عن جامع "الباشورة" بالقول: «يقع ملاصقاً للباب الصغير أحد أبواب مدينة "دمشق" في طرف السور الجنوبي للمدينة، وهو مسجد صغير كان في الماضي يُعرف بمسجد "ابن شجاع"، له صحن مفروش بالحجارة السوداء والبيضاء، وفي الجهة الغربية من الصحن رواق يقوم على عمود ضخم، والجهة القبلية لها شباكان يطلان على الصحن وفيهما محراب حجري حديث ومنبر خشبي عادي تم تجديده مؤخراً».

يعود اسم الجامع للمكان الموجود فيه "الباشورة"، وهي عبارة عن سوق صغير داخل السور بجانب باب "الصغير"، يتمون منه الناس حاجاتهم خلال الأوقات الحرجة، وعبر الزمان بقي جامع "الباشورة" المكان الديني الذي يجمع المؤمنين في هذه المنطقة ويؤدون فيه شعائرهم الدينية

ويتابع: «مئذنته جميلة حجرية خالية من المقرنصات وبقية العناصر التكميلية، ذات جذع مثمن، بسيط ومتقشف في عمارته ضخم في محيطه، وهي قصيرة الارتفاع في جذعها السفلي، وفي نهاية الجذع شرفة خشبية وحيدة مثمنة الأضلاع بارزة عن الجذع بشكل واضح، تغطيها مظلة خشبية أخذت شكل الشرفة متوجة بجوسق مثمن أصغر حجماً من الجذع لينتهي برأس مخروطي كبقية المآذن الشامية بتأثيرات عثمانية التي تم تجديدها في "دمشق"، وجميع المآذن قد تم تجديدها أو ترميمها في "الشام"، وهذه المئذنة جُددت أكثر من مرة خلال العهود المتلاحقة حتى وصلتنا بالشكل الذي نراه اليوم».

الباب الصغير.

ويضيف: «له منارة خُربت، وله بئر وعلى بابه مطهرة، وقد قامت دائرة الأوقاف الإسلامية بتجديد البئر مع المئذنة سنة 1341 للهجرة الموافق 1922م، كما هو مكتوب على الباب القبلي من الداخل، وللمسجد وقف وإمام ومؤذن، وكان به درْس للفقه في الأيام النورية والصلاحية والعادلية، وعلى عتبة باب المسجد يوجد لوحة جدارية كتب عليها: (بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ صدق الله العظيم)».

أما الباحث "مروان مراد" فيقول عن جامع "الباشورة": «هو أحد المساجد التي بنيت في عهد السلطان "نور الدين الشهيد"، ويقع بجانب "الباب الصغير" ملاصقاً من الخارج لسور "دمشق"، وأنشئ حوالي 560 للهجرة، ويعد مفخرة من مفاخر العمارة الإسلامية، لأن حلقات الذكر ودروس الفقه كانت تقام فيه منذ القرن السادس الهجري، ويتميز هذا المسجد بمعالمه الأثرية ومنها باحته الفسيحة وجدرانه الحجرية وحرمه الواسع ومئذنته المبنية على الطراز المملوكي والعثماني».

الحائط الخارجي للجامع.

من سكان المنطقة "أحمد البيطار" عن الجامع يقول: «يعود اسم الجامع للمكان الموجود فيه "الباشورة"، وهي عبارة عن سوق صغير داخل السور بجانب باب "الصغير"، يتمون منه الناس حاجاتهم خلال الأوقات الحرجة، وعبر الزمان بقي جامع "الباشورة" المكان الديني الذي يجمع المؤمنين في هذه المنطقة ويؤدون فيه شعائرهم الدينية».

يذكر أن جامع "الباشورة" يقع في منطقة "الشاغور جواني"؛ داخل أسوار مدينة "دمشق القديمة".

الباحث عماد الأرمشي.