حي "السادات" من الأحياء الدمشقية القديمة الذي يعد أولها من حيث النشأة خارج السور، حيث يتميز بجوامعه وخاناته ومحاله التجارية المتنوعة، إضافة لوجود العديد من الشوارع المهمة والمميزة المتفرعة منه.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 14 تشرين الأول 2014، السيد "محمد الحموي" من سكان حي "السادات" الذي حدثنا في البداية عن موقع الحي قائلاً: ‹‹حي "السادات" من الأحياء الدمشقية القديمة حيث يعد أول حي تم إنشاؤه خارج السور، ويحد الحي من الشمال منطقة "الخطيب، وشارع بغداد، وساحة التحرير"، ومن الشرق منطقة "باب السلام" وصولاً إلى "العمارة"، وجنوباً أسوار دمشق القديمة وشارع "الملك فيصل" و"المناخلية" إلى "المرجة"، وغرباً منطقة "العقيبة والسمانة"، وتتفرع منه جادتا "عاصم، والنحلاوي"، وتمتدا باتجاه شارع بغداد، ومن جادة "عاصم" تتفرع جادة "بدري العكام" وتتواجد عدة حارات فيها، مثل "حكر النعنع" التي كانت تتم فيها زراعة النعنع، و"حكر السرايا" التي كان مبلغ إيجاره يذهب للسرايا، وكلمة "حكر" تعني وقفاً للدولة، وكانتا تابعتان لمنطقة "العقيبة" وبعد خروج الاستعمار الفرنسي أصبحتا تتبعان لمنطقة "باب السلام"، وكانت هذه المنطقة عبارة عن بساتين كـ: "الباشا، شيخ الآرض، والآغا" وكان فيها طريق واحد ذهاباً وإياباً هو شارع "الملك فيصل"، وكان يوجد خط لـ"الترين؛ الترماي"، وأول من وضع حجراً في المنطقة آل "الزبيبي، والدواليبي" عام 1950».

كان حي "السادات" يشتهر سابقاً ببيع القصب لوضعه على جدران البيوت قديماً عند البرد، ولا تزال متداولة لفظياً حتى الآن منطقة "الأقصاب"، وكان يوجد في المنطقة حمام "السلطان" وهو على الطراز المملوكي الذي تحول حالياً إلى منشرة لصناعة الخشب، ويوجد في أعلى البناء حتى الآن الشعار المملوكي "الرنغ المملوكي"، كما تتواجد عدة مساجد كمسجد "عاصم" الذي بني في العهد المملوكي ويمتاز بواجهته الحجرية التي تتشابك فيها الزخارف ما بين الحجر البازلتي والأحمر، وتعطي رونقاً من الجمال المعماري، وفيه مساجد صغيرة كمسجد "باب السلام، المنشر، والطواشي الجديد"

ويضيف: «كان حي "السادات" يشتهر سابقاً ببيع القصب لوضعه على جدران البيوت قديماً عند البرد، ولا تزال متداولة لفظياً حتى الآن منطقة "الأقصاب"، وكان يوجد في المنطقة حمام "السلطان" وهو على الطراز المملوكي الذي تحول حالياً إلى منشرة لصناعة الخشب، ويوجد في أعلى البناء حتى الآن الشعار المملوكي "الرنغ المملوكي"، كما تتواجد عدة مساجد كمسجد "عاصم" الذي بني في العهد المملوكي ويمتاز بواجهته الحجرية التي تتشابك فيها الزخارف ما بين الحجر البازلتي والأحمر، وتعطي رونقاً من الجمال المعماري، وفيه مساجد صغيرة كمسجد "باب السلام، المنشر، والطواشي الجديد"».

حي السادات

وقد حدثنا أيضاً السيد "ياسر الجوهرجي" وهو من أهالي الحي بالقول: ‹‹يوجد في الحي مسجد "السادات" أو كما يسميه أهل المنطقة "الأقصاب"، ويعود تاريخه إلى العهد البيزنطي، وفيه مرقد الصحابي "حجر بن عدي" والتابعين له، وهم: "صيفي بن فسيل الشيباني، قبيصة بن ضبيعة العبسي، كدام بن حيان العنزي، محرز بن شهاب السعدي، عبد الرحمن بن حسان العنزي، وشريك بن شداد الحضرمي"، وقد اكتسب الحي اسمه من وجود هذا الصحابي والتابعين له، وللمسجد ثلاثة أبواب: الباب الرئيس على شارع "الملك فيصل"، والباب الثاني يطل على زقاق يدعى "زقاق العين"، وجاءت تسمية هذا الزقاق نسبة لعين كانت موجودة فيه عام 1850، وبقيت لعام 1960 ثم غارت مياهها، ومئذنة هذا الجامع الشقيقة لمئذنة حمام "التيروزي" في منطقة "السويقة" بعمارها وبكل زخارفها المتشابكة، وتوجد بئر ماء داخل الجامع، وكان فيه عدة خانات كخان "الصعب" باتجاه حي "العمارة"، وخان "السادات" الذي تحول حالياً إلى معمل بلاط، وكانت هذه الخانات مقصداً لأهالي القرى من عام 1900 حتى 1960 بغرض بيع المنتجات الزراعية».

ويتابع "الجوهرجي": ‹‹كانت جميع المهن متواجدة في هذه المنطقة؛ كالنجارة، فكانت تشتهر بصناعة السلالم الخشبية والعصي الطويلة سابقاً التي تستخدم لفرط الجوز، وأيضاً تتواجد محال الحدادة وتجارة الحبوب، وما زالت موجودة حتى الآن، إضافة لوجود محال الألمنيوم بكثرة حالياً، وكان يوجد فرن السادات لآل "الحموي"؛ وقد تحول حالياً إلى محال تجارية ليصبح فرن "العمارة" "الكريشاتي" هو الأقرب، كما أن هناك عدة محال لصنع "البوظة" أشهرها "بوظة أبو النور"، وتوجد أيضاً مؤسسة "الريجة" للتبغ، ومؤسسة استهلاكية، ومركز صحي، ومجمع مدارس كمدرسة "لبابة الهلالية، وذات النطاقين، وأمية، وشكيب أرسلان"، وروضة "علي بن أبي طالب" التي كانت سابقاً مدرسة الشيخ "أمين"، وكانت توجد مدرسة "الفاروق" لكنها أزيلت وتم إنشاء شارع مكانها حالياً، وكذلك توجد جمعية خيرية لفقراء الحي أسست عام 1955، كما يوجد سبيل للمياه وهو أكبر سبيل في المنطقة في جادة "عاصم" كان يروي معظم أهالي "الغوطة"، وسبيل عند مسجد "الأقصاب" ومازال مستخدماً، وآخر في "حكر النعنع"، ويوجد مقهى حديث في المنطقة "أولاد القيمرية"، أما قديماً فكان المقهى الوحيد عند بداية منطقة العمارة "مقهى العمارة" الذي كان مقصداً لمعظم أهالي المنطقة لقضاء أوقات ممتعة، وتتوافر في الحي كافة الخدمات من كهرباء وهاتف ومياه، كما يتمتع أهالي الحي بحفاظهم على العادات والتقاليد الدمشقية القديمة في الأفراح والأتراح، ومن العائلات الدمشقية التي كانت ولا تزال تقطن الحي: "الحموي، الزبيبي، القوادري، الجوهرجي، العكام، البوش، والمسكي"».

صورة جوية لحي السادات
محمد الحموي