نشأ في عائلة فقيرة، فلم يلتحق بكتّاب أو بمدرسة، ولكن علمته الحياة حب الوطن، أسندت إليه مهام الرجال الأقوياء، فكان ناطور مزروعات لأراضي "الشاغور".

الصحفية والكاتبة الفرنسية "أليس بوللو" التي أقامت في "دمشق" بين عامي (1924- 1926م) تروي من خلال كتاباتها عن محبة الناس "للخراط" أنه يتمتع بشعبية كبيرة وتصفه بالقديس وتعده أسطورة.

كان إنساناً فقيراً، قوي الشخصية وجريئاً، من أوائل المجاهدين الذين التحقوا بالثورة السورية، ومعظم معارك الثورة في الغوطة الشرقية والمدينة، هو شخص لم يستفد في حياته الدنيا إلا بسمعته الحسنة

المجاهد "عمر الأرناؤوط" قال في وصف البطل "حسن الخراط": «كان إنساناً فقيراً، قوي الشخصية وجريئاً، من أوائل المجاهدين الذين التحقوا بالثورة السورية، ومعظم معارك الثورة في الغوطة الشرقية والمدينة، هو شخص لم يستفد في حياته الدنيا إلا بسمعته الحسنة».

الباحث حسن سمعون

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 25 آذار 2015، مع الباحث "حسن إبراهيم سمعون" الذي تحدث عن "حسن الخراط"، ويقول: «لم يكن من الأعيان أو المثقفين، ولم ينل أي شهادة علمية، كل ما كان يملك شهادة حب ووفاء للوطن، كان أحد العناصر البارزين في سلك الحرس في "دمشق" أو ما يعرف بـ"العسس"، كما كان من أوائل زعماء الثورة السورية في "دمشق"، خاض العديد من المعارك الضارية ضد المستعمر الفرنسي وألحق بهم الهزائم تلو الأخرى».

ويتابع: «التحق بالثورة السورية في "جبل العرب" سراً هو وبعض المجاهدين منهم: "نسيب البكري"، و"أبي صلاح العرجا"، ثم عاد إلى "الغوطة" وقاد ثورة ضد الاحتلال الفرنسي إثر وشاية للفرنسيين، وكون عصبة من المجاهدين اشتهروا بمهاجمة المخافر الفرنسية، وخاضوا معهم أشرس المعارك، منها معارك: "الزور الأولى"، "النبك"، "الشام". استطاع "الخراط" استقطاب أكثر من خمسين مقاتلاً من حي "الشاغور" جاؤوا حاملين أسلحتهم المتمثلة آنذاك بالبارودة، فعرفوا باسم "البواردية"، متبعين وسائل مبتكرة للتزود بالسلاح فكانوا يضعونه في توابيت الموتى لتضليل الفرنسيين، وكانت تحمل إلى زاوية الشيخ "سعد الدين" ثم تنقل ليلاً إلى مقبرة "باب الصغير"، حيث توزع الأسلحة على الثوار.

تمكن في إحدى المرات من أسر مفوض الشرطة، وهو ما جعل المفوض الفرنسي يقول عنه: ("الخراط" شخص مسلح بالغ الخطورة، يجب أن يتم قتله فور رؤيته)؛ لذا وضع الفرنسيون جائزة مالية قدرها مئة ليرة ذهبية لمن يأتي به حياً أو ميتاً».

ويتابع: «تضاربت الأقوال حول استشهاده حيث يقال أنه في 31 تشرين الثاني 1925 كانت معركة "بستان الحلاق" استشهد فيها ودفن بمقبرة الباب الصغير، وقام المفتي وأعيان البلد بكتم سر استشهاده، وأذاعوا أنه أصيب ونقل إلى "جبل العرب" للعلاج، وثمة رأي آخر يقول في صباح يوم الأربعاء الواقع في 16 كانون الأول من عام 1925 قاد "الخراط" مع 63 مجاهداً معركة ضارية مع قوات ومرتزقة الانتداب الفرنسي في "بستان الحلبي" الواقع جنوبي "دمشق" قرب مقبرة اليهود وحي "الشاغور"، ويقولون إنه نصب لهم كميناً محكماً في البستان، فاستشهد يومها».

يذكر أن "حسن الخراط" ولد في حي "الشاغور" الدمشقي عام 1861، لعائلة فقيرة، تزوج من "عدلة الذكي"، وطلقها بعد بضعة أشهر، وكانت حاملاً فوضعت عام 1885م طفلاً اسمه "فخري"، أعدمته شنقاً قوات الاحتلال يوم 28 كانون الثاني عام 1926م، وقيل إنه ربى ابن زوجته واعتنى به منذ طفولته، ثم تزوج من "خديجة سردار"، وأنجب منها ولداً سمّاه "بشير"، وتوفي وهو في الثامنة من عمره».