أغلب الأحيان تكون الحلول المؤقتة غير مكتملة؛ كتلك التي تتخذ في ظل الأزمات؛ التي تحدث جدلاً حول إيجابياتها وسلبياتها، لكن الطالب "عزيز علي" يرى بالكراجات المؤقتة الحل الأنجع في ظل غياب الكراجات النظامية.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 15 حزيران 2015، موقف الكراجات المؤقت للنقل الخارجي خلف مستشفى المواساة؛ حيث التقينا الطالب "عزيز علي" ليحدثنا عن تجربته قائلاً: «أنا من محافظة "طرطوس" أدرس هنا في كلية الحقوق، وأكون مضطراً للسفر كل أسبوعين، فقبل وجود الكراج هنا كنت مضطراً للذهاب إلى كراج "العباسيين" أو البولمان في "حرستا"؛ وهو ما يعرضنا للكثير من المشكلات بسبب الظروف التي يمر بها البلد، هذا إضافة إلى الازدحام الشديد؛ فأحياناً يستغرق الوقت للوصول إلى الكراج ما يعادل وصولنا إلى منازلنا، ونحن كطلاب محكومون بالوقت، إلى أن جاءت فكرة الكراج هنا لتكون الحل الأمثل بالنسبة إليّ للوصول إلى أهلي».

أنا من محافظة "طرطوس" أدرس هنا في كلية الحقوق، وأكون مضطراً للسفر كل أسبوعين، فقبل وجود الكراج هنا كنت مضطراً للذهاب إلى كراج "العباسيين" أو البولمان في "حرستا"؛ وهو ما يعرضنا للكثير من المشكلات بسبب الظروف التي يمر بها البلد، هذا إضافة إلى الازدحام الشديد؛ فأحياناً يستغرق الوقت للوصول إلى الكراج ما يعادل وصولنا إلى منازلنا، ونحن كطلاب محكومون بالوقت، إلى أن جاءت فكرة الكراج هنا لتكون الحل الأمثل بالنسبة إليّ للوصول إلى أهلي

ويضيف: «معظم أصحاب "الفانات" العاملين هنا هم من أهل الريف وبما أنني أسكن في الريف فقد قدمت لي خدمة لم أحلم بها ولم تقدمها شركات النقل الأخرى؛ حيث توصلني وتأخذني من أمام منزلي من دون أي زيادة في التسعيرة، فسابقاً كنت مضطراً للذهاب إلى "طرطوس"؛ حيث تبعد قريتي عنها 50كم، وفي فترة بعد الظهر لا توجد سيارات توصلني إلى هناك، لذلك أضطر لأخذ سيارة أجرة بـ1000 ليرة سورية؛ وهذا مبلغ كبير بالنسبة لي لكوني مازلت طالباً لكن "الفان" يأخذني من أمام جامعتي إلى بيت أهلي بـ300ليرة سورية فقط، وهذا ما وفر في الوقت والمال».

الطالب عزيز علي

كما التقينا "عمار علي" موظف في الجامعة السورية الخاصة ليقول: «أنا موظف أضطر كل أسبوع للسفر لممارسة عملي، فقد كنت سابقاً أذهب إلى كراج العباسيين، ولكن بسبب سوء الأوضاع أتيت إلى هنا وكأي مكان آخر الكراج هنا لديه حسنات لكونه يلبي شريحة واسعة أغلبهم من طلاب الجامعات والموظفين، فهو يتوسط مركز المدينة ووجوده في منطقة آمنة سهّل على الجميع الوصول إليه، فهو الحل المناسب في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، ولكن هناك بعض السلبيات التي نعاني منها والتي ترتبط بمزاجية السائقين من خلال تحكمه بالتسعيرة متذرعين بغلاء الوقود، وكذلك عدم تقيد بعضهم بمواعيد الانطلاق؛ وهو ما يضطرك للانتظار لساعة كاملة أحياناً في الكراج، كما أن وجوده جانب مستشفى الأطفال، والمواساة أمر غير صحي وغير لائق؛ لذلك يجب المبادرة لإيجاد مكان مخصص لهم».

"واصل البيشاني" سائق يعمل على خط (دمشق – شطحة جورين)، يقول: «كنت أعمل في كراج "العباسيين" لكن الأوضاع أرغمتني على المجيء إلى هنا؛ فهذه مهنتي التي أعيش منها، نحن هنا حوالي مئة سيارة تعمل على نفس الخط نأتي يومياً إلى "دمشق"؛ حيث نقدم خدمة لشريحة واسعة من طلاب، وموظفين لا يملكون الوقت والمال للذهاب إلى مكان آخر وأسعارنا مقبولة مقارنةً بما نقدمه؛ فنحن نتكفل بأخذ الراكب من أمام منزله وإيصاله في بعض الأحيان إلى جامعته أو مكان عمله؛ وبنفس التكلفة المادية، والعمل هنا جيد لكننا نعاني من المضايقات المستمرة من قبل بعض رجال الشرطة لكون المكان هنا غير نظامي، مع أننا طالبنا منذ البداية بإيجاد البديل بكراج ولو كان خارج المدينة، ونحن ملتزمون به، لكن الرد يكون دائماً إن الظروف الحالية لا تسمح بذلك».

السائق واصل البستاني

كيف تنظر الجهات المعنية إلى وجود هكذا كراجات؟ وما هي الإجراءات المتخذة لتنظيمها؟ يحدثنا الأستاذ "عبد الله عبود" مدير هندسة المرور قائلاً: «لا شك أن الأزمة التي يمر بها البلد كان لها تأثير بمعظم القطاعات وكان لقطاع المرور الجانب الأكبر الذي تمثل بإلغاء بعض الكراجات لضرورات أمنية ومشكلة الازدحام والمخالفات؛ لذلك انتشرت في بعض الأماكن مواقف مؤقتة لسيارات النقل الخارجي غير المرخصة وغير النظامية، التي على الرغم من سلبياتها التي تتمثل بعدم الأمان؛ خصوصاً أن معظم الآليات التي تعمل هناك هي من "الفانات" وهي غير مُؤَمنة؛ حيث إن وقع أي حادث فالركاب غير مؤمّنين والسائق ليس مسؤولاً عنهم، إضافة إلى أن "الفان" لا يسمح له بالسفر إلا لمسافة 90كم، إلا أننا لا ننظر إليها كمشكلة في الظروف الراهنة؛ هي مشكلة إيجابية لكونها تقدم خدمة كبيرة للكثيرين من المواطنين، وبالاتفاق مع شرطة المرور سمحنا لهم بالوقوف حتى نهاية 2015 ريثما نجد الحل الأمثل، ونحن بصدد ذلك؛ حيث انتهينا اليوم من إيجاد البديل لهم بكراج، كذلك هو مؤقت لكنه نظامي سوف يتم نقلهم إليه في نهاية العام؛ وهذا بالتوازي مع دراسة استراتيجية كاملة لكراج يضم حركة كل "البولمانات"، و"الهوب هوب" من وصول وانطلاق وقطع تذاكر على الأوتستراد جانب "سيرونيكس"، والدراسة جاهزة».