حبهم لاقتناء الجديد والمميز دفعهم إلى شرائها، ويعدّها آخرون شجرة تبعث الأمل في الحياة وتجلب الحظ الجيد؛ فيما لفتت نظر بعضهم بجمال أزهارها ورائحتها العطرة فاقتنوها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 أيار 2016، ربة المنزل "أسماء الحسن" التي تجد متعة خاصة في جلوسها بين أشجارها وأزهارها زاهية الألوان، وعن شجيرة "فرشاة الزجاج" حدثتنا بالقول: «منذ طفولتي ربيت على عشق نباتات الزينة؛ لجمال منظرها وطيب رائحتها، وقد ورثت هذا الحب من جمال طبيعة البيوت الدمشقية القديمة التي لا تخلو من الأزهار، فمنذ القديم اعتادت والدتي اقتناء نباتات جديدة وفريدة يقيناً منها بأن كل نبتة جديدة تبعث أملاً جديداً في الحياة، لكن نبتة "فرشاة الزجاج" أو"الميموزا" كما هي معروفة قديماً؛ كانت من الشجيرات التي جلبت الحظ لنا عند اقتنائها؛ حيث تغيرت ظروف أهلي وأصبحت أفضل مما كانت عليه، وهذا ما جعلني أحرص على اقتنائها في حديقة منزلي، وخصوصاً أنها من النباتات الحساسة التي تنمو بصعوبة ويرتبط الحظ بنموها، وهو أمر شخصي اقتنعت به بعد تجربتي؛ وهذا برأيي أمر مرتبط بالطمأنينة والراحة النفسية لوجود هذه النبتة في المنزل، إضافة إلى أن جدتي استخدمت أوراقها كعلاج لتساقط الشعر وتعزيز نموه، كما أن منظرها جميل، ورائحتها العطرة أضفت على المنزل جمالاً لا يضاهى، وخصوصاً أنني اعتدت منذ طفولتي وجودها في منزل أهلي القديم».

أعمل بزراعة النباتات والعناية بها منذ أكثر من 20 عاماً. بالنسبة إلى نبتة "الميموزا" يقصد بعض الناس المشتل طالبين القزمية منها لعدم امتلاكهم حدائق في منازلهم؛ وهو ما يسهل وضعها على الشرفات والشبابيك أو لتقديمها هدايا في مناسباتهم المختلفة، وآخرون لفتت نظرهم وجذبتهم بأزهارها الرائعة التي تنكمش على نفسها وتنحني إلى الأسفل خجلاً، فاقتنوها على الرغم من أنهم لا يعرفونها من قبل، وبعض الزوار يقتنوها لاستخراج بعض الزيوت العطرية والطبية من الأوراق، كما أن أناس آخرين يبحثون عن النباتات الجديدة لقناعتهم بأن كل نبتة جديدة تعطي أملاً جديداً وحظاً سعيداً في الحياة

وخلال تجوالنا في منطقة "الربوة" التابعة لمدينة "دمشق" التقينا "معتز عتمة" صاحب مشتل لبيع الأشجار ونباتات الزينة، فحدثنا بالقول: «أعمل بزراعة النباتات والعناية بها منذ أكثر من 20 عاماً. بالنسبة إلى نبتة "الميموزا" يقصد بعض الناس المشتل طالبين القزمية منها لعدم امتلاكهم حدائق في منازلهم؛ وهو ما يسهل وضعها على الشرفات والشبابيك أو لتقديمها هدايا في مناسباتهم المختلفة، وآخرون لفتت نظرهم وجذبتهم بأزهارها الرائعة التي تنكمش على نفسها وتنحني إلى الأسفل خجلاً، فاقتنوها على الرغم من أنهم لا يعرفونها من قبل، وبعض الزوار يقتنوها لاستخراج بعض الزيوت العطرية والطبية من الأوراق، كما أن أناس آخرين يبحثون عن النباتات الجديدة لقناعتهم بأن كل نبتة جديدة تعطي أملاً جديداً وحظاً سعيداً في الحياة».

صاحب أحد المشاتل

وتابع حديثه بالقول: «تعرف هذه النبتة في مجتمعاتنا باسم "الميموزا"، وهي موجودة في بلدنا منذ القديم، وتعد من النباتات المستوردة من عدة دول غربية، ووجدت بعدة أنواع منها شجيرات سميت بعدة أسماء، منها "فرشاة الزجاج"؛ بسبب شكل أزهارها التي تشبه شكل الفرشاة التي ننظف بها "القنينة" (العبوة الزجاجية)، ومنها عشبية سميت "ميموزا بوديكا" وسميت بذلك نظراً إلى الطريقة التي تنطوي فيها أوراقها عند لمسها أو تعرضها للحرارة، وتتميز بحساسيتها تجاه جودة العناية، فهي تفضل الإضاءة المباشرة والري المعتدل والمنظم ويناسبها الجو الرطب، وتزهر من أواخر الربيع حتى نهاية الصيف، وتتكاثر بواسطة البذور والعقل».

عن موطنها الأصلي وطرائق زراعتها؛ حدثتنا المهندسة الزراعية "شيرين النقري" بالقول: «يعود موطنها الأصلي إلى أستراليا وأميركا الجنوبية، ويوجد منها نحو 400 نوع، وتعد هذه النبتة من أجمل نباتات الزينة التي توجد في حدائقنا باعتبارها من النباتات المعمرة ودائمة الخضرة، ففي الصيف تضفي بأزهارها الملونة منظراً خلاباً على المباني والحدائق الموجودة فيها، وفي الشتاء تضيف رونقاً خاصاً بأوراقها الخضراء الدائمة التي تدخل السرور والبهجة والراحة النفسية؛ وخصوصاً إذا زرعت بجوار "البحرات"، حيث تعطي منظراً مميزاً جذاباً ينعكس على المكان وتلبي حاجة الإنسان الترفيهية والترويحية، أضف إلى ذلك أن وجود تلك النبتة بحدائقنا يساعد في خلق نظام بيئي وصحي متكامل؛ لكونها من النباتات التي تبعث الراحة والطمأنينة في نفس من يراها».

الميموزا الخجولة
الميموزا القزمية