هواه الرّسم والألوان، فالتزم به منذ الطّفولة، ورسم بذلك طريق مستقبله، ليكون رصيده في حرفته التي أخذها عن والده، وتعلم أصولها مستعيناً بفطرته الغنية، وورشته التي علّمته الاحتراف.

بتاريخ 25 أيلول 2017، التقت مدونة وطن "eSyria" الحرفي "عبد الحميد صرصر" ليسرد لنا قصص قطعه التي نسج بخيطانها رسوماته المميزة، ويقول: «ولدت في مدينة "دمشق" عام 1966، وتعودت منذ الطفولة في أوقات المساء وأنا في الصّف الثالث ارتياد ورشة الوالد للتطريز والكروشيه مع إخوتي، وقد تنبه والدي لموهبة الرّسم لدي، وتنبأ لي بمستقبل يشبه الذي كان له؛ وهو ما عزّز لديه الثقة بي مع مرور الزمن وتهيأت لي السّبل التي مكّنتني من تسلم العمل معه، وكان للرسم لدي حضور دائم حققت معه الفوز بأغلب مسابقات الرّسم التي كانت تجري في المدرسة في مراحلها كافة، ولعب حضوري المستمر بالورشة الدور الكبير في إعطاء روحاً مختلفة للرسمات في خيالي وتجسدت بخيوط ملونة على الأقمشة المتنوعة، فكانت سجادات الصّلاة، ومفارش الأسرة ومخداتها، والعباءات، والشّالات، وفساتين العرائس.

كان لتميز قطعي فرصتها الكبيرة في فرض نفسها بقوة في السوق، لتتجاوز السّوق المحلية إلى سوق أوسع في دول الجوار وما بعدها في "لبنان" و"الإمارات" و"الأردن"، وذلك منذ زمن يعود إلى سبع سنوات مضت، كما كان هناك إقبال مميز لزبائن مميزين يقدرون قيمة العمل اليدوي للقطعة التي أنجزها، والجهد والوقت والوجدان الذي استحقته مني

تبدأ عمليّة تجسيد لوحاتي هذه من لحظة اختيار القماش المناسب من نوع ولون وحجم، ليأتي دور فن الرّسم، فأخط من خلاله لوحاتي التي أحسبها تناسب قطعتي، فأرسمها على ورق الزّبدة، وما أن تكتمل النسخة الأخيرة، تأتي مرحلة تثقيب هذه الرسمات، ثم أثبتها على قطعة القماش التي اعتمدتها، لـ(أبخها) بمادة مهمتها تعليم رسمة ورق الزّبدة على القماش من دون أن تشوهها، وتحافظ في الوقت نفسه على قوام القماش. بعد ذلك أعمل على اختيار ألوان خيوط التّطريز وأنواعها بما يتناسب مع الرّسم والقماش والغرض من هذه القطعة، لتبدأ عندها عمليّة التطريز أو الشك، فأتعامل مع القطعة حسب تصميمها. هناك قطع يجري العمل عليها من خلال "طارة"، وغيرها يحتاج العمل بها إلى نول خشبي، ولي مع النول الخشبي قصة، فقد صممته بيدي ليكون لي كما أحتاج وأرتاح، ويتناسب مع مجمل قطعي وأبعادها على اختلافها».

مطرزات مع الشك

يضيف عن تسويق مطرزاته وأعماله بالقول: «كان لتميز قطعي فرصتها الكبيرة في فرض نفسها بقوة في السوق، لتتجاوز السّوق المحلية إلى سوق أوسع في دول الجوار وما بعدها في "لبنان" و"الإمارات" و"الأردن"، وذلك منذ زمن يعود إلى سبع سنوات مضت، كما كان هناك إقبال مميز لزبائن مميزين يقدرون قيمة العمل اليدوي للقطعة التي أنجزها، والجهد والوقت والوجدان الذي استحقته مني».

الحرفي "لؤي رباط"، حدثنا عما خبره عن "عبيد الحميد"، وهما من أصحاب السّوق الحرفية الواحدة، حيث قال: «كان يتردد ووالده إلى ورشة والدي، حيث كانا صديقين حميمين له، وحضرت جلسات طويلة دارت خلالها نقاشات حول العمل وأحواله. وقد حاز "عبد الحميد" جلّ اهتمام والده، حيث سعى إلى تلقينه أصول الصّنعة؛ وذلك لما لديه من مقومات وأسباب تمكنه من ذلك، فموهبة الرّسم لديه لم تقف عند حد معين، فإضافة إلى قدرته على نقل أي رسم أو تصوير، فإنه يستطيع أن يتعامل معه، ويتصرف به بما يتلائم والقطع المطلوب إنجازها، سواء بالأبعاد أو التكوين، وما إلى ذلك، إضافة إلى الابتكار الخلاق الذي تميز به. وقد تمكن من الإلمام بكل أنواع التطريز والشك على اختلافه، حيث التّطريز بالرسوم النباتية والحيوانية والهندسية».

التطريز بالرسومات النباتية

تتوسع أعمال "عبد الحميد صرصر" وتنتشر لتتعدد أسواقها الخارجية أكثر، كما يعمل الآن للمشاركة في معارض متنوعة تحقق الحضور الواجب لحرف "الشّام" وأعمالها.

لؤي رباط