اختارت البساطة في لوحاتها؛ فهي تقدّم أكثر الأفكار تعقيداً بأسلوب مفهوم للجميع، يضاف إلى ذلك تعليمها ذات الأسلوب لطلابها الذين تدرّبهم على الرسم؛ فهي تبسّط لهم علم الرسم، وتعلّمهم بساطة التعبير أيضاً، إنها "آني مسروبيان".

بتاريخ 30 أيلول 2017، أثناء تدريبها للأطفال على الرسم في المركز الثقافي بـ"أبو رمانة"، التقت مدونة وطن "eSyria" الفنانة "آني مسروبيان"، التي قالت: «تخرّجت في معهد "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية، ودرست فيه مدة ثماني سنوات، وحالياً أدرس الرسم في أكثر من معهد، وفي المركز الثقافي ومدارس ذوي الاحتياجات الخاصة. لدي العديد من المشاركات في معارض جماعية، كان آخرها معرض مجموعة "نون" المتنوع من إكسسوارات ولوحات تشكيلية، إضافة إلى النحت والقش».

الرسم شخصية، وكلّ يرسم حسب شخصيته، وأنا أحب السلاسة والانسياب في الرسم، وأستخدم الألوان الزيتية والمائية والأحبار، وليس لدي شيء ثابت، مع أن الرسم المائي يجذبني أكثر، وأستخدم كل من الزيتي والمائي بأسلوب يختلف عن الآخر، وأحب الرسم التعبيري أكثر من الواقعي

وتابعت: «عند تعلّم اللغة، تكون البداية بالحروف، ثم الكلمة، تليها الجملة، والطريقة نفسها في تعليم الرسم؛ فهو ليس بالعلم السهل، أبدأ تدريسهم المبادئ الأساسية في الرسم؛ من الأشكال الهندسية البسيطة والألوان الحارة والباردة والتمييز بينها، وأحاول إعطاءهم مساحة ليعبروا عن ذواتهم، وليس ضمن قواعد فنية صرفة؛ لأن الأطفال الصغار يجب عدم إعطائهم قواعد صارمة للرسم، بل بالتعبير عن خلجات أنفسهم أكثر، ومع الوقت تعطى المعلومات بالتدريج».

الفنانة آني مسروبيان عند تدريبها للأطفال

وأضافت: «اكتشاف المواهب شيء أساسي، وتشجيعها لتتطور أمر مهم، لكن المشكلة الأساسية عدم الاستمرار في الحضور، فالطفل يحضر حضوراً متقطعاً؛ وهذا يؤثر بتطور مستواه الفني؛ فإذا لم يتواصل الطفل مع المدرّب، تحدث فجوة، وبالتواصل يتطور الطفل ويتعلم ما يلزمه هو بالذات، وما يناسبه حسب توجيهات مدرّبه».

وعن تقنية الرسم التي تستخدمها والمدرسة التي تنتمي إليها، قالت: «الرسم شخصية، وكلّ يرسم حسب شخصيته، وأنا أحب السلاسة والانسياب في الرسم، وأستخدم الألوان الزيتية والمائية والأحبار، وليس لدي شيء ثابت، مع أن الرسم المائي يجذبني أكثر، وأستخدم كل من الزيتي والمائي بأسلوب يختلف عن الآخر، وأحب الرسم التعبيري أكثر من الواقعي».

لوحات الفنانة مسروبيان

وأضافت: «الحياة طبقات متجانسة، وليست متنافرة؛ وهذا ينعكس على المجتمع ككل بكل طوائفه وأطيافه، كل طبقة تكمل الثانية وتتجانس معها، وإذا تنافرت، تتحلل الطبقات كلها؛ وهذا جعلني أحب رسم البيت الشامي الذي تهدّم شيء منه، فهو يكشف ما بداخله من طبقات. أرسم أكبر الأفكار ببساطة؛ لأن التعقيد هو الذي يضيع الفكرة، بينما البسيط مفهوم ويصل إلى كل الناس».

الفنانة التشكيلية "وفاء الحافظ"، قالت عن "آني": «لديها أسلوب جميل جداً في الرسم يتميز بالسهل الممتنع، ولديها قابلية لتعليم الآخر الأسلوب نفسه، وإبداع من ناحية الأسلوب واللون، وتنقله إلى الآخر بعفوية؛ فعفويتها تتجلى بلوحاتها ورسوماتها على الرغم من بساطتها من ناحية الألوان، إلا أنها تنم عن يد فنانة؛ فلا يستطيع كل شخص فعل هذا الشيء؛ فهي فنانة بنفسها وبرسمها».

الفنانة وفاء الحافظ

وتابعت: «استطعت معرفة نفسيتها؛ فهي طيبة جداً، وتحب الآخر كثيراً، وفنها رائع؛ لأنه ينتمي الى الفنون التشكيلية التي تتسم بالتجريد قليلاً، لكن تجريدها يميل إلى الانطباع، ولا تنتمي إلى الواقع، لكنها تقرب الواقع إلى أسلوبها، وهذا جميل جداً بشخصيتها الفنية والإنسانية، وتتجلى إنسانيتها برسوماتها، وتحب الأطفال كثيراً، وتحب أن تفعل شيئاً يناسب الآخر، ولو كان لا يتناسب معها ومخالفاً لقناعتها؛ فالمهم لديها إسعاد الآخر؛ وهذا شيء قليل جداً».

الجدير بالذكر، أن "آني مسروبيان" من مواليد "دمشق"، عام 1975.