بموهبة خاصة، وقدرة على التنقل بين الأجناس الأدبية بسلاسة مبدعة، استطاعت القاصة "منال رشيد أبو حلقة" أن تكون أسلوبها الخاص في مجال الكتابة، متناولةً القضايا الاجتماعية بطريقة ساخرة أحياناً، وقريبة من الواقع أحياناً أخرى.

مدونة وطن "eSyria" التقتها بتاريخ 27 تشرين الأول 2017، وعن موهبتها تقول: «لم يحالفني الحظ للدراسة في الصغر، لكنني لم أفقد الحماسة والإصرار، فنلت الشهادة الإعدادية، ثم الثانوية في عام 2005، بدأت كتابة الخواطر في سن مبكرة، وكنت أكتب من دون تحضير مسبق مشاهداتي اليومية كمواضيع إنشاء بأسلوب السجع أو المونولوج، وكانت محط أنظار معلمتي "نجاح اللحام" في الصف السادس الابتدائي، التي شجعتني على القراءة باستمرار لكثيرين من الأدباء، ومنهم: "إحسان عبد القدوس"، "نجيب محفوظ"، "حسن سامي يوسف"، "باولو كويلو"، "دان براون"، "غابرييل ماركيز"، وغيرهم ممكن كتبوا في الكون واللغز والجريمة، وأكثر من تأثرت بهم من الكتّاب "محمود درويش" وكلماته التي تشبه الرصاص وتصيب الهدف بكل أمانة، وجرأة "سميح القاسم"، ومحاكاة "نجيب محفوظ" للواقع بتجرد مطلق، ثلاثتهم أثاروا حماستي لاختيار الطريق ذاتها، إضافة إلى مساندة أخي "نبيل أبو حلقة"، وهو أول من أهداني قلماً، وحثني على المتابعة، إضافة إلى تشجيع المعلمة "هنادي العاقل" لي».

تتميز الكاتبة "منال رشيد أبو حلقة" بأسلوبها المتميز والمبدع، والقريب من الحداثة، والبعيد عن النمطية في سرد القصة، حيث تستطيع طرح قضايا اجتماعية بطريقة ساخرة أحياناً، وقريبة من الواقع، لتأخذ القارىء نحو خيالها القصصي بقصص موجزة وقصيرة، حيث تربط الواقع بالخيال؛ وهو ما يجعل كتاباتها ترسخ في الذاكرة. قرأت لها أكثر من مجموعة قصصية، منها: "قطرة"، و"خفايا"، وأطمح إلى التعاون معها في عمل مسرحي من كتابتها

وعن المواضيع التي تتناولها في كتاباتها، تقول: «الأدب بوجه عام يحتاج إلى المصداقية ليصبح مقبولاً لدى القارىء ويلقى انتشاراً؛ لذا عملت في الثلاثية القصصية "ضوء في العتمة"، "خفايا"، "قطرة" الصادرة عام 2017 على رصد الواقع والتجارب البشرية العلنية منها والسرية، وحاولت رصد بعض أمراض المجتمع في مجالات الحب والحرب والعادات والتقاليد، وتحدثت عن المرأة في قوتها وضعفها وسلبياتها وإيجابياتها، من خلال بعض القصص عن تجارب بعض النساء وأخطاء بعضهن في محاولة لتصويب الواقع، والحؤول دون انجراف الإنسان نحو الهاوية، وتحدثت عن الرجل والطفولة في كل مكان ومكانة، وحاولت إظهار الوجه الآخر للأمور من خلال إسقاط الضوء على الأحداث في البيت والشارع، والحديث عن نماذج إنسانية، مثل الجندي في المعركة، الطبيب في المستشفى، وغير ذلك. ومن إصداراتي النثرية عام 2016 "أحلق معك في السماء"، و"من أريج الياسمين" عام 2017، وصدرت لي مؤخراً رواية بعنوان: "ألسنة اللهب"، وجميعها صادرة عن مؤسسة "سوريانا" للإعلام، وأظن أن إصداراتي حققت رواجاً لا بأس به، ونفدت الطبعة الأولى من بعضها، وآمل أن تكتب لي الديمومة، وأترك بصمتي في مجال الأدب، كما حصلت على عدة جوائز من منتديات ورابطات أدبية، منها رابطة القصة القصيرة في "سورية" و"اليمن" و"الكويت"، وغيرها».

نثر

وعن قدرتها على التنقل بين الأجناس الأدبية، تكمل قائلةً: «لا يمكن تأطير الموهبة بنوع أدبي محدد، والإلهام لا يقتصر على جنس أدبي واحد، ولا أجد صعوبة في التنقل بين الأجناس الأدبية بأنواعها؛ إذ لا يمكن للكاتب أن يجبر على كتابة قصة أو خاطرة، بل يتعلق الأمر بمكان سقوط الفكرة داخل روحه أو عقله الباطني، فيكون النتاج ولادة من دون حمل مسبق لأي جنس أدبي سواء أكان قصة، أم نثراً، أم خاطرة، فيتحدد تبعاً لضوابط وقواعد خاصة بكل منها، من حيث العنوان والثيمة والسرد المقتضب والتنقلات السريعة للحدث من خلال الأفعال الحركية والنهاية الصادمة أو المدهشة التي تفتح باب التأويل أمام الجميع، بعكس الرواية التي تحتاج إلى سرد مطول، والخوض في التفاصيل. وأميل إلى الكتابة القصصية والروائية أكثر من الشعر، وأجد في القصص متعة حقيقية وجمالية عالية، والشخصيات في الرواية نتعرف إليها ونصادقها، ونتفاعل مع أحداثها، ترافقنا ونرافقها في كل مكان، ويكون الكاتب مترجماً لمشاعرها ومؤرخاً لأحداث أسعدتها أو أحزنتها. ومن الصعوبات التي أواجهها اليوم ككاتبة، قلة القراء للكتب الورقية، مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والكتب الإلكترونية، وما فرضته من تفاعل كبير على صفحاتها، إضافةً إلى النقد الذي يجب أن يكون منصفاً في بعض الأحيان.

حالياً أعمل على الجزء الثاني من رواية "ألسنة اللهب"، ومجموعة قصصية رابعة تحاكي لغة الجسد وانعكاسها على الواقع من خلال تجارب بشرية تساءلت في موقف ما: "لم حدث ذلك؟"».

قصص ساخرة

من جهته المخرج المسرحي، ومدير نادي إبداعات الثقافي الشبابي "باسل هاشم"، يقول عنها: «تتميز الكاتبة "منال رشيد أبو حلقة" بأسلوبها المتميز والمبدع، والقريب من الحداثة، والبعيد عن النمطية في سرد القصة، حيث تستطيع طرح قضايا اجتماعية بطريقة ساخرة أحياناً، وقريبة من الواقع، لتأخذ القارىء نحو خيالها القصصي بقصص موجزة وقصيرة، حيث تربط الواقع بالخيال؛ وهو ما يجعل كتاباتها ترسخ في الذاكرة. قرأت لها أكثر من مجموعة قصصية، منها: "قطرة"، و"خفايا"، وأطمح إلى التعاون معها في عمل مسرحي من كتابتها».

الجدير بالذكر، أن القاصة والكاتبة "منال رشيد أبو حلقة" من مواليد "دمشق" عام 1974.

شعر