بلمسة فنية، وقدرة خاصة على تطويع الكتلة الكرتونية، استطاعت الفنانة "رشا أبو رافع" تطوير موهبتها في العمل اليدوي، لتحوّل الورق وخامات أخرى إلى قطع فنية فريدة من نوعها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 6 كانون الثاني 2017، وعن هوايتها الفنية تقول: «بدأت العمل في هذا المجال منذ خمس سنوات، وأنا من هواة الرسم والنحت، وأمارس جميع الأعمال اليدوية باستمرار، وحاولت تنمية موهبتي بالمتابعة المستمرة لكل أنواع الفنون، وبالتجريب والابتكار، مع استشارة بعض الفنانين، واتباع نصائحهم، إلى جانب مشاهدة الفيديوهات التعليمية لفن لفّ الورق، وعند إتقان العمل اليدوي، شاركت بإحدى الدورات التدريبية، لأتأكد من قدراتي، وعندها أبدعت، وكان مستواي عالياً جداً، وتتميز مشغولاتي بأنها من مواد أولية بسيطة، كـ(الورق، والكرتون، والزجاج)؛ لتوافرها في الأسواق والمنزل؛ ولأنها تحمل طابعاً فريداً من حيث الشكل والوظيفة؛ وهو ما يتيح لمستخدميها الاستفادة منها في أكثر من مجال، وهي تحمل رسالة فنية وثقافية، وكل قطعة تمثل حالة فنية بحدّ ذاتها، ومن النظرة الأولى لا يمكن للمتلقي أن يعرف ما المواد التي تصنع منها؛ لأنني أقوم بمعالجات دقيقة عند تصنيعها، حيث أقوم بتقوية الهيكل الأساسي للقطعة بمواد خاصة تجعلها مقاومة لجميع الظروف، كالحرق والكسر».

اشتريت نحو سبع قطع فنية من صنع الفنانة "رشا أبو رافع"، أعمالها متفردة، وتختلف عن غيرها من الفنانات في هذا المجال، فهي مبدعة، وتتميز قطعها الفنية بأناقتها وترتيبها وألوانها المتناسقة، وعملها اليدوي المتقن، وأسعار القطع مقبولة جداً، تلفت انتباه من يراها، تعرّفت إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومازلت على تواصل معها

وعن مراحل العمل والمعارض الفنية، تقول: «أستخدم الورق كغلاف خارجي للهيكل الداخلي الذي يكون في معظم الأحيان من الخشب والمعدن والزجاج، وأقوم برسم الفكرة على الورق قبل البدء بالعمل، وأدرسها بطريقة حسابية حتى أتجاوز المعوقات التي يمكن أن تواجهني أثناء إنجاز القطعة، في البداية توجهت إلى صناعة العلب وفوانيس الزينة والشمعدانات، لكنني لاحظت انتشارها في الأسواق بأشكال غير احترافية؛ لذا طورت طريقتي ليصبح العمل أكثر تعقيداً بلف الورق، وأصنع قطعاً فنية مميزة الشكل من ورق الكانسون الملون وورق الصحف وغيرها، لأتميز عن غيري في هذا المجال.

من ورق الصحف

شاركت بعدة معارض في "سورية" و"لبنان" بعضها جماعية، وأخرى فردية، كان أبرزها معرضي في عام 2016 في "بيروت" بدعوة من الجالية السورية في "موسكو"، الذي يعود ريعه إلى الأطفال ضحايا الإرهاب، وتم تكريمي من قبلهم على هذه المشاركة».

"عزة الجوماني" إحدى الزبائن، تقول: «اشتريت نحو سبع قطع فنية من صنع الفنانة "رشا أبو رافع"، أعمالها متفردة، وتختلف عن غيرها من الفنانات في هذا المجال، فهي مبدعة، وتتميز قطعها الفنية بأناقتها وترتيبها وألوانها المتناسقة، وعملها اليدوي المتقن، وأسعار القطع مقبولة جداً، تلفت انتباه من يراها، تعرّفت إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومازلت على تواصل معها».

ورق كانسون "لف الورق"

بدوره الفنان التشكيلي والنحات "محمد عبد السلام"، يقول عنها: «هي فنانة متميزة من حيث الفكر والتطبيق، أكثر ما يشدني في أعمالها، طريقتها في تكوين الكتلة الكرتونية، للوهلة الأولى لا يشعر المرء بأنها مصنوعة من الورق؛ فقد استطاعت أن تضيف إليه قيمة فنية، بتحويله إلى تحفة فنية من حيث الكتلة والفراغ، ومع انتشار قطع إعادة التدوير في الأسواق، إلا أنها تتميز عن غيرها بإنشائها بطريقة فريدة، حيث خرجت من إطار العلب والشمعدانات، وحولت أعمالها إلى فنّ راقٍ جداً، وأصبحت تدمج الورق بخامات أخرى، وهي تستحق إلقاء الضوء عليها».

والفنان التشكيلي "بسام الدبس"، يقول: «أظن أن "رشا أبو رافع" من القلائل الذين بنوا مدرجاً خاصاً في حياتها، وبذلت جهوداً كبيرة لتكوين شخصيتها التي تحمل بداخلها روح الفنان بأحاسيسها وذوقها على كافة الصعد، في طريقها لتحقيق النجاح من دون المرور بمحطات الفشل والتعب، من خلال متابعتي لأعمالها وجدت بصمة منفردة من حيث اختيارها لمفردات عملها، استطاعت نقل الطبيعة إلى المنزل بقطعها الفنية، فملأته بروح التفاؤل والحياة».

علبة متعددة الاستخدامات من الورق

الجدير بالذكر، أن الفنانة "رشا أبو رافع" من مواليد "دمشق" عام 1985، إلى جانب عملها الفني، تعمل ممثلة لإحدى الجمعيات الخيرية الروسية في "سورية".