لا يخفى على أحد المعاناة التي نعيشها يومياً نحن أصحاب الدخل المحدود والمحدود جداً في التنقل عبر وسائط النقل العامة، بدءاً من الانتظار والمحاربة للحصول على مكان، أي مكان سواء للجلوس أو الوقوف أو حتى القرفصاء، وليس انتهاءً بمعاناة النزول من وسيلة النقل التي تحتوي أحياناً ضعف العدد المخصص من الركاب... عدا الوقت الذي نقضيه داخل تلك الوسائط في النقلة الواحدة، والذي تضاعف أيضاً بسبب الازدحام.

الحالة السلبية الناتجة عن تلك المعاناة يجب ألا تسيطر علينا وتأخذ الكثير من طاقتنا، وخاصة مع بداية يوم جديد من الأفضل أن نبدأه بإيجابية حتى نكون قادرين على الإنجاز والعطاء قدر الإمكان، ولتجنب ذلك أفضل ما يمكن فعله هو استغلال الوقت الذي نقضيه في وسائط النقل العامة بالقيام بأشياء تعود علينا بطاقة إيجابية، ونتفق مع ذاتنا على تخصيص هذا الوقت للقيام بأشياء لا نجد لها متسعاً من الوقت في يوم مملوء بالأعمال والضغوطات ومشاغل الحياة.

أولها أن تنسى أنك وسط هذه المعاناة، وتبعد تفكيرك عن الأشياء السلبية، وتبتسم. اختر القيام بأحد الأشياء التالية: السماع إلى الموسيقا، الاطلاع على آخر الأخبار عبر الهاتف المحمول، إرسال رسائل صباحية لمن تحب، تدوين ما عليك فعله في هذا اليوم، تأمل حركة الناس في الشارع عبر النافذة، تذكر الأمور اللطيفة التي مررت بها في الأمس. قد لا نتمكن في فعل بعض تلك الأمور بسبب ضيق المكان، إلا أننا على الأقل يمكننا فعل واحدة منها؛ وهذا يكفي.

ابتسم وحاول أن تعكس حالتك الإيجابية على من حولك، ستشعر بأن الوقت سيمر أسرع، والمعاناة تبدو أقل، فيصبح يومك أجمل، لأن كل منا قادر على التحكم بشعوره الداخلي إلى حدّ ما لينعكس عليه بالأفضل؛ وهذا ما نتمناه جميعنا.