بهدف نشر الحب والجمال بين حارات "دمشق" القديمة؛ قام مجموعة من الفنانين الشباب برسم جدارية "واقع وخيال" على جدران مرسم "فيروز" في منطقة "الشاغور" بـ"دمشق".

مدونة وطن "eSyria" التقت "يامن عثمان" من فريق "إيقاع السلام" وأحد المشاركين في رسم الجدارية، وعن تجربته يقول: «أهم أسس المشروع هو الوصول إلى أعلى الخبرات من خلال تبادل الأفكار مع الأصدقاء والفنانين التشكيليين، وتطبيقها على أرض الواقع بالرسم على الجدران، وكان للعمل الجماعي وقعه الخاص وتأثيره بالجدارية، حيث جمع المشروع بين طلاب الخط والنحت، ومما زاد من جماليته دمج الخط والزخرفة الدمشقية بعالم الطفولة في رسوم منوعة على الجدار، وبدأنا العمل في 16 شباط 2018، لمدة ست ساعات يومياً عدا أيام السبت، وأطلقنا على الجدارية اسم: "واقع وخيال"، وما زلنا مستمرين بالعمل».

أعدّ الجدارية عملاً رائعاً ونشاطاً جريئاً في ظل الظروف التي نعيشها، ويملك الشباب المشاركون -الذين أعرف بعضهم- خامات جميلة، وأرواحاً فنية شفافة، كما أننا نحتاج إلى نشر الأمل، والنظر إلى المستقبل بتفاؤل وإيجابية، نحن بحاجة إلى النهوض بمساعدة أناس يحتضنون المواهب ويدعمونها ولو بالقليل، ولا شك أن مشروعاً كهذا سيترك أثراً إيجابياً لدى المارة، ويبعث الفرح في النفوس

الفنانة "فايزة الحلبي" صاحبة الفكرة، تقول: «أردت أن أتيح لولديّ "يامن" و"ساندي عثمان" الفرصة للقيام بنشاط مفيد لملء وقت فراغهما خلال مدة غيابهما لأسبوع وأكثر عن المدارس والجامعات بسبب القذائف التي تنهال على "دمشق القديمة" وغيرها من المناطق، ونسيان ما يدور حولهما من أوضاع فرضتها الحرب، وخطرت لي فكرة تلوين جدار مرسمي "فيروز" منذ أكثر من عام، لكنني ترددت لعدم معرفتي بردة فعل الجيران في الحي، وبعد تنفيذه حالياً اتضح لي العكس؛ فجميع الناس وحتى من مر بالمصادفة أبدى إعجابه الشديد، والتقط الصور إلى جانب الجدارية، وكان بعض المارة يتابعون يومياً مراحل رسم الجدراية، لذلك قررت رسم كامل الحائط على الجهتين. بدأنا منذ عشرة أيام تقريباً، والعمل لا يزال مستمراً بتمويل شخصي، لتربية شباب يملؤون أذهانهم وأوقاتهم بما هو جميل ومفيد، وبلغ عدد فريق العمل الأساسي خمسة أفراد، إلى جانب مشاركين آخرين يتجاوز عددهم العشرة، وخلقت هذه الجدارية جواً رائعاً في هذه المنطقة الشعبية، وزادت من حماسة السكان لتلوين جدران المنطقة والبيوت من الداخل أيضاً».

"يامن عثمان" أثناء العمل

من جهتها "ثناء عينية" من سكان الحي، تقول عن المشروع: «هذه المرة الأولى التي نرى فيها هذا النوع من الفن، في البداية كان غريباً بعض الشيء لكن لاحقاً أحببنا العمل، وتزينت الحارة بالألوان الزاهية والأشكال المتنوعة، وشعر الأطفال الذين يسكنون الحي بالسعادة عند عودتهم من المدارس كل يوم، وأخذوا يلتقطون الصور بجانب الجدارية، ويحضرون أصدقائهم من الحارات المجاورة لإطلاعهم على الجدران المزينة.

خلق لدينا هذا المشروع الإحساس بالتميز، وشعرنا بأن حارات الحي أصبحت نظيفة، كما أن الأطفال توقفوا عن رمي المهملات، وأصبحوا يحافظون على نظافتها لتبقى جميلة، وشخصياً طلبت من الفنانين الشباب رسم جدران الفسحة السماوية داخل منزلي "أرض الديار" عند انتهائهم من العمل على جدران الحي».

الفنانة "فايزة الحلبي" مع أطفال الحي

الفنانة التشكيلية "صفاء وبي" تقول عن المشروع: «أعدّ الجدارية عملاً رائعاً ونشاطاً جريئاً في ظل الظروف التي نعيشها، ويملك الشباب المشاركون -الذين أعرف بعضهم- خامات جميلة، وأرواحاً فنية شفافة، كما أننا نحتاج إلى نشر الأمل، والنظر إلى المستقبل بتفاؤل وإيجابية، نحن بحاجة إلى النهوض بمساعدة أناس يحتضنون المواهب ويدعمونها ولو بالقليل، ولا شك أن مشروعاً كهذا سيترك أثراً إيجابياً لدى المارة، ويبعث الفرح في النفوس».

الفنان التشكيلي "محي الدين الحمصي"، الذي زار المكان أثناء العمل، يقول: «على الرغم مما تشهده "سورية" من حروب، يبزغ من بعيد جيل شاب متألق مبدع، يدافع عن وجوده بريشته وعمله، ونشاطه الإيجابي، مفجراً طاقاته ليخط على الجدران قصة وطن؛ مؤكداً وجوده في الحياة عبر ألوانه المشرقة، وموضوعاته التي تمثل قوة إرادة تجمع بين رسامين شباب يبعثون على النفس البشرية بألوانهم الأمل بمستقبل رائع، اجتمعوا في هذا المشروع على الحب والفن، وأتمنى لفريق "إيقاع السلام" كل التوفيق والازدهار».

تفاصيل في الجدارية

الجدير بالذكر، أن الجدارية من تنفيذ مجموعة من الفنانين الشباب من فريق "إيقاع السلام"، بإشراف الفنانة "فايزة الحلبي".