تشرّب "موسى المعلم" المفهوم الصّحيح للرياضة منذ الطّفولة، فعبقت أنفاسه بالرّوح الرياضيّة لتكون له الهدف والوجهة والحافز ليتجاوز معها إصابته، ويحقق البطولات التي أرادها بالتوازي مع التّحصيل العلمي المميز.

مدونة وطن "eSyria" التقت يوم 20 آذار 2018، البطل "موسى المعلم"، واستمعت إلى قصته التي كتب عنوانها بعمله واجتهاده، حيث يقول: «عشقت الرّياضة، فكانت ممارستي لها بكل أنواعها، واستهوتني "الكاراتيه" التي تعني "اليد الفارغة"، فكانت رياضتي وأنا بسن الرّابعة، حيث بدأت بها التّمرين والتّدريب لعدة سنوات إلى أن كانت إصابة ذراعي أثناء التّمرين، وكانت جولتي الطّويلة مع العمليات الجراحية، حيث استلزم الأمر وضع أسياخ وصفائح، وأجمع الأطباء على استحالة عودة اليد كما كانت، واستحالة ممارسة الرّياضة بأبسط أنواعها فضلاً عن الكاراتيه، إلا أن هذا الحديث لم يأخذ مساحته عندي وعند أسرتي، وهي التي زينت زوايا منزلنا بميداليات وكؤوس بطولات رياضات مختلفة ومتنوعة، وهنا بدأ التّحدي عندي وبتحفيز من والدي، وهو دكتور الثّقافة البدنيّة، وبدأ التّدريب والجهد المضاعف بإشرافه لمدة عامين، حيث أصبح بإمكاني خوض غمار البطولات الرّياضيّة».

عشقت الرّياضة، فكانت ممارستي لها بكل أنواعها، واستهوتني "الكاراتيه" التي تعني "اليد الفارغة"، فكانت رياضتي وأنا بسن الرّابعة، حيث بدأت بها التّمرين والتّدريب لعدة سنوات إلى أن كانت إصابة ذراعي أثناء التّمرين، وكانت جولتي الطّويلة مع العمليات الجراحية، حيث استلزم الأمر وضع أسياخ وصفائح، وأجمع الأطباء على استحالة عودة اليد كما كانت، واستحالة ممارسة الرّياضة بأبسط أنواعها فضلاً عن الكاراتيه، إلا أن هذا الحديث لم يأخذ مساحته عندي وعند أسرتي، وهي التي زينت زوايا منزلنا بميداليات وكؤوس بطولات رياضات مختلفة ومتنوعة، وهنا بدأ التّحدي عندي وبتحفيز من والدي، وهو دكتور الثّقافة البدنيّة، وبدأ التّدريب والجهد المضاعف بإشرافه لمدة عامين، حيث أصبح بإمكاني خوض غمار البطولات الرّياضيّة

تحدث الدّكتور "جورج المعلم" عن مراحل عمله مع ابنه "موسى"، فقال: «الرّياضة حياة، وكانت كذلك مع "موسى"، خاصة بعد أن أخذ رياضة الكاراتيه، وهي رياضة فن الدّفاع عن النفس، رياضة الاحترام والقدسية، فجعلت منه الإنسان المهذب والملتزم والمجتهد والمثابر لتحقيق النجاح على الرغم من الإصابة، فكان معي كما كنت معه، ووفق جدول عمل تدريجي أوله العلاج الفيزيائي و"المساج"، وتابعنا إلى أن عاد "موسى" إلى استخدام يده. ثم بدأنا بالحركات الرّياضية من دون الوزن، وطورنا التدريب لعامين، ليتابعه فيما بعد مدربه ويجهزه لبطولته. فأخذ مكانه بين أبطال الكاراتيه السّوريين، وكان أصغر لاعب في المنتخب الوطني، كما كان أصغر لاعب يحصل على الحزام الأسود درجة "دان2". كل هذا من دون أن يتأخر عن مسيرة دراسته؛ فقد كان يحقق نجاحه في تعليمه بكل المراحل، لينال العلامات الجيدة التي جعلته واحداً من طلاب الصّيدلة في جامعة "دمشق"».

جهاد ميا رئيس اتحاد الكاراتيه

"صافي صياح" بطل الكاراتيه والمدرب في المنتخب الوطني تحدث عن جولات التّأهيل والتّدريب مع "موسى"، وقال: «إن إيمان الدكتور "جورج" بقدرات ولده الرّياضيّة كبير جداً، وثقتي بما لدى الدّكتور أكبر؛ فهو مدرب المنتخبات الوطنيّة باللياقة البدنيّة، وعليه جرى التّنسيق بيننا وتسلمت مهمة التدريب، لتكون البداية في المنزل بمساحة صغيرة. وتطور التدريب وتضاعف الجهد، فقد كان لدينا -نوعاً ما- زيادة في الوزن تطلب منا وحده عمل أربعة أو خمسة أشهر، وتابعنا العمل على تأهيل الذّارع المصابة، إضافة إلى طبيعة الخجل التي اتسمت بها شخصية "موسى"، فمعادلة الخجل والإصابة صعبة، فكان العمل النفسي والبدني، ليكون أول استحقاق نشارك فيه عام 2014. دخل "موسى" معسكراً مع فريق "الجيش" لمدة خمسة وعشرين يوماً بتدريب مكثف، وحقق المركز الأول لبطولة الجمهورية، وشارك مع منتخب "الجيش" بالقتال الجماعي ليكون المركز الأول من حصته، وليتبعه المركز نفسه في العام الذي يليه».

رئيس مجلس الاتحاد العربي السّوري للكاراتيه "جهاد ميّا" تحدث بما خبره عن اللاعب "موسى"، وقال: «من السّياسات الاستراتيجيّة التي يقوم عليها مجلس إدارة اتحاد الكاراتيه، الاهتمام بالفئات العمريّة الصّغيرة باعتبارها أملنا في الوصول إلى العالميّة من خلال أنديتنا التي تمثل حجر الزاوية للرياضة السّوريّة، وكان العمل لدينا يجري بأسلوب منظم وممنهج بمراحل متنوعة ومتعددة، منها تكليف بعض اللجان العليا للمدربين بانتقاء المواهب، فقمنا باكتشاف عدد من اللاعبين بينهم البطل "موسى المعلم"، حيث تمّ ضمّه إلى المنتخب الوطني ليكون أصغر اللاعبين فيه، وحقق المركز الأول لعدة سنوات. ولاحظنا اهتمامه الكبير بالرياضة، فأخذ فرصته لحضور عدة دورات تدريب بصفة مستمع، ليحصل فيما بعد على شهادة التدريب التي أرادها، وجاء اهتمامنا كاتحاد بهذا الجانب بالنسبة للاعبينا والحرص على تضمينه خططنا، بهدف تأهيل الكوادر البشريّة لدينا من النّواحي العلميّة والتّنظيمية والإداريّة».

الدكتور جورج المعلم

"موسى المعلم" من مواليد "دمشق" عام 1999، حاصل على بطولة الجمهورية بالكاراتيه لثلاث سنوات. يتابع دراسته الجامعيّة؛ فهو طالب سنة ثانية في كلية الصّيدلية، وهو "شيف" وعازف رئيس بالكشاف، ويعلم الأطفال نشاطات اجتماعيّة إنسانيّة.

المدرب صافي صياح