تميزت المذيعة "فريال أحمد" بصوت جميل وساحر قلما يتكرر، ومهنية عالية جعلتها في مقدمة المذيعين السوريين والعرب.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 آذار 2018، في دار "الأسد للثقافة والفنون، أوبرا دمشق"، "نورس برّو" المذيع والإعلامي والمخرج المسرحي، وتحدث عن "فريال أحمد" قائلاً: «بدأت "فريال أحمد" العمل في الإذاعة السورية "صوت الشعب" عام 1980، حيث قدمت الكثير من البرامج المنوعة (ثقافية، فنية، موسيقية)، خلال أربعة وثلاثين عاماً، منها: "آفاق مسرحية، صوت في الذاكرة، مرحباً ياصباح"».

غير ذلك، فقد تميزت بمخزونها الثقافي، ومن هنا جاءت تنوّع برامجها، وكانت تطرح أفكاراً جديدة بوجه دائم، ولي الشرف أن أشاركها في إعداد فيلم وثائقي عام 2007 بمناسبة تأسيس الإذاعة السورية

وأضاف: «لم تكن هذه الشخصية العريقة، مذيعة من الطراز الأول فحسب، بل كانت ناجحة أيضاً في المهام الإدارية التي تولتها في الإذاعة، حيث تسلمت رئاسة دائرة المذيعين، ومدير برامج العام، ورئيس دائرة الثقافة، ورئيس دائرة المنوعات، إضافة إلى أنها امتلكت أدواتها الإعلامية من الثقافة العميقة، واللغة السليمة، وصوت بإحساسه الدافئ، فضلاً عن المرونة بالتعامل واختيار ضيوفها بطريقة مدروسة، وفتحت هذه الأشياء أمامها أبواباً أخرى من الأعمال الفنية، ولأنها تملكت أدواتها جيداً، وتميز صوتها بإحساسه الدافئ والعذب، سجلت الكثير من شارات البرامج الإذاعية، إضافة إلى تعليق العديد من شارات الأفلام الوثائقية والتسجيلية».

نورس برو

"عادل نبي"، كاتب، ومدير تحرير مجلة "عشتروت"، قال: «ذات يوم في بداية الثمانينات، جاء صوت قادم عبر الأثير إلى وجداننا، يهمس بكل أحاسيسها المشتعلة بشغف الحالمين بحب الصباحات الجميلة مع إشراقة الشمس على الحقول وبساتين الأمل، (هنا "دمشق"، صباحكم سعيد أيها المستمعون)، إنه صوت المبدعة "فريال أحمد"، صديقة طفولتنا، وصديقة أحلامنا البريئة، تحرضنا على حب الحياة، وحب "دمشق" وعشق ترابها، تأخدنا بصوتها المملوء بالأحاسيس إلى عالم جميل، وتحلق بنا بين عصافير السماء، وتارة بين غابات الحب تجعلنا للحظات سعداء وحالمين بغد أفضل، بعدها نستيقظ من تلك الرؤية الجمالية لنعرف أننا مع صوت "فريال أحمد" في إذاعة "دمشق"، هكذا بدأ يتكون لدينا الوعي الثقافي، وحب الحياة على همسات صوتها، كبرنا وكبر الآلاف من الأجيال الشباب في بلدنا الحبيب».

وأضاف "نبي": «وعت هذه الإعلامية المرموقة جيداً، بأن كل من يعمل في إعداد البرامج الإذاعية، يجب عليه أن يعرف أن الإدراك السمعي لهذه البرامج هو القدرة الطبيعية لحد الاستيعاب السمعي، وأن الشيء المميز لعمل الصحفي الإذاعي يكمن في كل ما هو مكتوب كالتعليقات الإخبارية وغيرها التي تسمع من خلال المذياع».

فريال أحمد في أيامها الأخيرة

"أحمد بوبس" الكاتب والباحث الموسيقي، قال: «أفضل ما قدمته "فريال أحمد" برنامج "مرحباً ياصباح"، الذي شاركها في تقديمه الإعلامي "مخلص الورار" حيث كوّنا ثنائياً جميلاً، ونجح هذا البرنامج نجاحاً منقطع النظير، ليس محلياً فحسب، بل في أغلب البلدان العربية، ومن خلال البرنامج المذكور وغيره الكثير، أصبحت "أحمد" من أهم مذيعي الإذاعة السورية».

وأضاف: «غير ذلك، فقد تميزت بمخزونها الثقافي، ومن هنا جاءت تنوّع برامجها، وكانت تطرح أفكاراً جديدة بوجه دائم، ولي الشرف أن أشاركها في إعداد فيلم وثائقي عام 2007 بمناسبة تأسيس الإذاعة السورية».

عادل نبي

الجدير بالذكر، أن "فريال أحمد" من مواليد "دمشق" عام 1954، حملت إجازة في اللغة العربية من جامعة "دمشق"، وبقيت على رأس عملها حتى آخر يوم من عمرها، حيث توفيت عام 2014، بعد أن سجلت مئات الأفلام التلفزيونية الوثائقية والتسجيلية بصوتها المميز، وقدمت عشرات البرامج.