يستخرج الفنان التشكيلي "فايز الصدقة" كل جماليات الألوان وانبعاثاتها الحسية، وينثرها على القماش الأبيض، فيقدم من خلالها رؤيته التشكيلية المميزة، التي تعتمد البساطة المشغولة بعمق الفكرة، وتلون القراءات.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 16 نيسان 2018، التقت الفنان التشكيلي "فايز الصدقة"، ليتحدث عن بداياته، فقال: «أنا هاوٍ، وأحب الرسم منذ الصغر، وكنت أملك موهبة مميزة في رسم الوجوه في المرحلة الابتدائية. كان هدفي بعد الثانوية العامة دخول كلية الفنون الجميلة، لكن لظروف معينة لم أستطع تحقيق رغبتي، والخير في هذا الحدث أنني اكتسبت فناً جميلاً هو الخط العربي، حيث بدأت تعلم الرسم وتطويره مستفيداً من التقاء الفنانين الكبار في قلعة "دمشق" أثناء ورشات العمل، وبدأت اكتساب الفن من جميع أبوابه، كالتشكيلي، والخط العربي، والموسيقا، وأظن أن الفن مترابط ككل، وهناك خيط رفيع يوصل الفنون بعضها ببعض حتى لو تغيرت الأدوات».

أنا هاوٍ، وأحب الرسم منذ الصغر، وكنت أملك موهبة مميزة في رسم الوجوه في المرحلة الابتدائية. كان هدفي بعد الثانوية العامة دخول كلية الفنون الجميلة، لكن لظروف معينة لم أستطع تحقيق رغبتي، والخير في هذا الحدث أنني اكتسبت فناً جميلاً هو الخط العربي، حيث بدأت تعلم الرسم وتطويره مستفيداً من التقاء الفنانين الكبار في قلعة "دمشق" أثناء ورشات العمل، وبدأت اكتساب الفن من جميع أبوابه، كالتشكيلي، والخط العربي، والموسيقا، وأظن أن الفن مترابط ككل، وهناك خيط رفيع يوصل الفنون بعضها ببعض حتى لو تغيرت الأدوات

وعن مشاركاته الفنية، وأهم محطاته، يضيف: «شاركت في معارض كثيرة، ولكل مشاركة نكهة خاصة، ومعرفة مهمة نحو المتعة والذائقة التي يجب على أي فنان أن يمارسها ليرى عوالم غيره أيضاً، ولا يستند إلى ما يتذوقه بخياله ومطالعاته. ومن ضمن مشاركاتي المعرض السنوي للخط العربي والخزف في صالة "الرواق" في "دمشق"، وأيضاً معرض "سورية نفحات خالدة" في مدينة "النبك"، وأكثر ما أعتز به في مسيرتي الفنية البسيطة المشاركة في معرض بولاية "لوس أنجلوس" الأميركية، حيث قامت المخرجة الأميركية المعروفة "Carla Ortiz" باقتناء عمل من أعمالي المتواضعة، وما زالت التجربة مستمرة، وتحمل في طياتها روح المغامرة المبنية دائماً على المتعة».

بالأسود

وعن تأثير العائلة التي ارتبط بها، والمدارس التي يتبعها، يقول: «أعيش في عائلة فنية ملأى بالمواهب، والجميل أننا نمتلك موهبة الرسم والغناء والعزف، لكننا لم نختص أكاديمياً بهذه الفنون، لقد اختص والدي وإخوتي بفن العمارة والديكور الداخلي، وهو فن كبير بحد ذاته، ومعالمه تعمر طويلاً.

تأثرت في البداية بالمدرسة الواقعية، وانتقلت إلى أكثر من مدرسة، كالانطباعية، والتعبيرية، وعند دخلت في فن الخط العربي تأثرت بالحروفية، وبدأت أضيف الحرف العربي الحر و"القواعدي" إلى لوحاتي بطريقة لا تؤثر في عين المشاهد، لأن الحرف العربي وحده ثقيل في جماله، ولا يفقد اتزان اللوحة عند دخوله مع الواقعية أو التعبيرية؛ لأنهما فنان مختلفان، ويحتاج الفنان إلى دراسة أكبر لإدخالهما من دون أن يؤثر أحدهما بالآخر».

من أعماله

أما عن الفن وعلاقته بالألوان، فيضيف: «الفن هو كل جمال في الأرض، فإذا دققنا في هذا الكون، نجده مصوغاً بطريقة فنية فريدة، والجميل في الأمر أن هذا الكون الواسع ليس حكراً على أحد، والموهوبين كثر، لكنه يتسع للجميع، وعلى هؤلاء أن يجدوا الجمال في دواخلهم أولاً، وسوف يحلقون. نحن لا نكتسب الراحة إلا بالفن، وهدفنا إيصال رسالة بطريقة قريبة إلى القلب والعين، وهو طريقة ما لخلودنا على هذه الأرض، فالحضارات التي سبقتنا خلدها الفن. والطبيعة شيء غير محدود، وكلما تعمقت بها أبدعت، فليس لجمالها نهاية. أما الألوان، فهي جزء مهم في الطبيعة، وأظن أنها أهم شيء استخرجناه منها، وعلاقتي بالألوان علاقة عجيبة، وأعدّها من أصدقائي المقربين، ومع الزمن أصبحت كحواسي، وهناك تناغم فريد بين يدي والريشة واللون».

يقول الفنان التشكيلي "عبد اللطيف حلاق" عن تجربة زميله "الصدقة": «الفن ينمو وينفذ معتمداً على القوة المنظمة لعقل الفنان وكفاءة أدواته، ومن هنا أستطيع القول إن الفنان "فايز الصدقة" استطاع أن يُظهر جماليات التنوع من خلال المساحة والفراغ، وله طابع تجريدي أحياناً، حيث لا ينقل من الطبيعة نقلاً مباشراً، بل يعمد في هدوء إلى عملية التذكر والاسترجاع لعناصر ورموز طبيعته ومجتمعه. لقد قدّم "فايز" في هذا المضمار عملاً فنياً تشكيلياً، وأستطيع القول، وبرؤيتي إنه فن محكم يحمل همّ الإنسان وطبعه وأسلوب حياته. لقد استطاع أن يقدم لجمهوره ومتذوقيه من خلال معارضه الشخصية، ومشاركاته الجماعية، وحماية خلقه ودعمه لطلابه في دعماً واضحاً وحباً جامحاً».

طبيعة تعبيرية

يذكر أن الفنان "فايز الصدقة" من مواليد مدينة "النبك" عام 1993، حاصل على دبلوم في "الخط العربي والإعلان".