باجتهاد معرفي وأكاديمي، وقدرة كبيرة على تطوير مهاراتها التربوية والتدريبية، استطاعت المدربة "شذى الميداني" أن تسخّر التدريب لخدمة العمل التربوي، ساعيةً إلى تحقيق رسالة هادفة في بناء جيل متوازن عبر تنمية مهارات كلّ من المربي والطفل على حد سواء.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 7 أيار 2018، وعن دوافعها للعمل في المجال التربوي تقول: «من خلال عملي في الإرشاد النفسي والأسري منذ عام 2001، وجدت أن معظم المشكلات النفسية والسلوكية التي تحدث عند الأبناء تتزايد نتيجة بعض الأساليب غير الصحيحة في التعامل معها من قبل الأهل والمربين، وشعرت بحاجة ملحة إلى ضرورة وجود تدريب متخصص يستهدف المربين والأبناء على حد سواء، بهدف نشر الوعي، وتكوين مهارات بناء علاقات متوازنة بين الطرفين بما يحقق تأكيد وبناء الذات، وإنشاء جيل متوازن قادر على إدارة ذاته، وتحقيق أهدافه، وبناء المجتمع من حوله، وللوصول إلى هذا الهدف؛ عملت على تعميق مهاراتي العلمية والتربوية بالدرجة الأولى، من خلال متابعة دراسة الماجستير والدكتوراه في كلية التربية بجامعة "دمشق"، قسم القياس والتقويم التربوي، الذي ساعدني كثيراً في مجال الإرشاد النفسي، وتحديد الخصائص الشخصية والنفسية والعقلية، وتصنيفها بهدف التعرف إلى نقاط القوة، وتبين جوانب الضعف، والحصول على معلومات محددة تفيد في توجيه الطلاب وفقاً لقدراتهم، إضافةً إلى اتباعي العديد من الدورات في مجال التنمية البشرية، والتخطيط الشخصي، والدعم النفسي، وتطبيق ما تعلمته على نفسي وأسرتي أولاً، ثم نقله إلى المتدربين، من خلال أمثلة واقعية، ونتائج ملموسة سعياً للوصول إلى الأفضل، ومتابعة كل ما هو جديد على الصعيدين العربي والعالمي في هذا المجال، والاطلاع على أهم الدراسات والأبحاث بما يتناسب مع مبادئنا وثقافتنا، لنقلها والاستفادة منها في تطوير مهاراتنا التربوية، وأطلقت مجموعة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "أكاديمية صناع الأمومة الماهرة"؛ بهدف مساعدة الأمهات على مواجهة الصعوبات التربوية، وتقديم النصائح في هذا المجال».

المدربة "شذى" صديقة العائلة، وكثيراً ما سمعت عن مهاراتها وقوتها في التوجيه التربوي والإرشادي، ولا سيما عندما كانت مرشدة تربوية ضمن ثانوية "نبيل يونس" واشتهر عنها إبداعها ومحبة الطالبات لها، حضرت لديها دورتين في تقنيات التعليم الحديثة، وتعديل سلوك الطفل، واستفدت من نصائحها وخبرتها العملية الطويلة، ومن تشجيعها لمشروعي الزراعي التعليمي "كنزنا"، والمشاريع الريادية الشبابية التربوية الأخرى. جذبني في دوراتها أسلوبها العملي، والأساليب الحديثة التفاعلية في إيصال المادة، إضافةً إلى جعل المربين يعيشون سلوكيات ومشاعر الأطفال، وكانت تستمر الجلسة لمدة ساعتين أو ثلاث من دون أن نشعر بالملل لتناسق معلوماتها وانسجامها، وتحضيرها المتقن، وتطبيقها العديد من التمارين التربوية الهادفة بكل حرفية وإخلاص، وقد زرعت فينا أن التعليم تربية وعلم وعطاء، وفي الوقت نفسه حب وشغف؛ ليكون أساساً في ترسيخ فطرة الخير عند الإنسان، ولي الشرف أنني تعلمت منها كل الخير الذي انعكس إيجاباً في أدائي مع طلابي، وتدريبي للكادر التعليمي المشارك في مشروعي

وعن عملها التدريبي، تقول: «تتلخص رسالتي في الوصول إلى ترسيخ ثلاثة مبادىء أساسية في تربية الأبناء، وهي: الحب غير المشروط الذي يحقق التوازن العاطفي، والاحترام غير المشروط الذي يبني الثقة بالنفس، والتقبل غير المشروط الذي يحقق تقدير الذات. ومن خلال تطبيق هذه المبادىء نستطيع خلق جيل متوازن مؤمن بذاته، قادر على تحقيق النجاح، وفي إطار العمل على تحقيق هذه الأهداف، كان لا بد من العمل في التدريب على ثلاثة محاور متوازية، وهي: الآباء، المربون، والطفل نفسه. وبدأت العمل في التدريب منذ عام 2010، ضمن الجمعيات والمراكز الخاصة التي تعنى بشؤون الأسرة، ورؤيتي تتلخص بأن التدريب يساهم في تطوير قدرات المربين عبر تزويدهم بالمعلومات الضرورية والمعارف اللازمة؛ لتحسين مهاراتهم وتنمية قدراتهم، وتعديل اتجاهاتهم، وتغيير قناعاتهم نحو الأفضل. ومن الدورات التدريبية التي أعددتها: دورة "الأمومة الماهرة"، و"رتّب حياتك"، وركزت من خلالها على اكتشاف وبناء الذات لدى المربي، ثم قدمت مجموعة دورات تتعلق بالمهارات التربوية، مثل: التربية بالحب، وفنيات تعديل السلوك، وعلاج المشكلات السلوكية، ومعالجة صعوبات التعلم، إلى جانب تدريب اليافعين على مهارات الحياة، وأساليب التعلم الصحيح، والمدرب التربوي الناجح برأيي يجب أن يتمتع بالحضور والملاحظة والقدرة على الاستماع، وطرح الأسئلة، إلى جانب الثقافة العالية، والقدرة على تحقيق الانسجام مع المتدربين على اختلاف أنماطهم، وتكييف البرنامج التدريبي ليكون قابلاً للتطبيق ضمن الإمكانات المتاحة، والتحلي بشخصية تتسم بروح الدعابة، والمرونة وإدارة الوقت، وغير ذلك، وأطمح إلى إنشاء مركز دعم أسري خاص يعنى بتأهيل الأمهات والمربين والأبناء، وإكسابهم المهارات اللازمة للنجاح على الصعيدين الشخصي والمجتمعي».

مع المتدرين

المتدرّب "براء الطباع" المستفيد من خبرتها، يقول: «المدربة "شذى" صديقة العائلة، وكثيراً ما سمعت عن مهاراتها وقوتها في التوجيه التربوي والإرشادي، ولا سيما عندما كانت مرشدة تربوية ضمن ثانوية "نبيل يونس" واشتهر عنها إبداعها ومحبة الطالبات لها، حضرت لديها دورتين في تقنيات التعليم الحديثة، وتعديل سلوك الطفل، واستفدت من نصائحها وخبرتها العملية الطويلة، ومن تشجيعها لمشروعي الزراعي التعليمي "كنزنا"، والمشاريع الريادية الشبابية التربوية الأخرى. جذبني في دوراتها أسلوبها العملي، والأساليب الحديثة التفاعلية في إيصال المادة، إضافةً إلى جعل المربين يعيشون سلوكيات ومشاعر الأطفال، وكانت تستمر الجلسة لمدة ساعتين أو ثلاث من دون أن نشعر بالملل لتناسق معلوماتها وانسجامها، وتحضيرها المتقن، وتطبيقها العديد من التمارين التربوية الهادفة بكل حرفية وإخلاص، وقد زرعت فينا أن التعليم تربية وعلم وعطاء، وفي الوقت نفسه حب وشغف؛ ليكون أساساً في ترسيخ فطرة الخير عند الإنسان، ولي الشرف أنني تعلمت منها كل الخير الذي انعكس إيجاباً في أدائي مع طلابي، وتدريبي للكادر التعليمي المشارك في مشروعي».

من جهتها "زمزم البيطار" منسقة المناهج في المركز الوطني لتطوير المناهج، ومدربة دولية معتمدة في عدة برامج، تقول عنها: «هي صديقة وزميلة ناجحة، وإيجابية في حياتها العلمية والعملية، وهي أم دمشقية مميزة، ومدربة فعالة، تتابع كل جديد من دراسات وأبحاث بما يخدم رسالتها السامية، وعاملة ناجحة في المركز الوطني للتقويم والقياس التربوي في "دمشق"، وهي صديقة صدوقة لطيفة ومحبوبة، لمست لديها دوافع حقيقية وصادقة في عملها التربوي، وتسعى إلى بناء تدريب متخصص يستهدف المربين والأبناء على حد سواء، وتشاركنا العمل في أكثر من ملف ضمن إطار التعاون بين مركزنا تطوير المناهج التربوية، ومركز عملها في القياس والتقويم التربوي، فكانت مثال الدقة والالتزام والمصداقية في عملها، ونفذنا دورات تدريبية تطوعية مشتركة، أذكر منها: تدريب معلمي صفوف محو الأمية الكبار برعاية مؤسسة "المرأة الأمة"، وتدريب مدربين فعالين لدمج التقانة بالتعليم برعاية وزارة "التربية"، وإعداد حقائب تدريبية تربوية، ولاحظت لديها التفاعل مع المتدربين باحترافية، وشاركت معها بعدة ورشات عمل ومؤتمرات خاصة برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت مشاركتها بناءة، وآراؤها أكاديمية، واقتراحاتها متجددة. فخورة بصداقتها كنموذج يحتذى لسيدات مبدعات من بلدي».

شهادة مدرب معتمد من أكاديمية "نابو"

الجدير بالذكر، أن "شذى الميداني" من مواليد "دمشق" عام 1973، حاصلة على ماجستير في القياس والتقويم التربوي والنفسي عام 2013، ودبلوم تأهيل تربوي عام 1999، وإجازة في التربية وعلم النفس عام 1996 من جامعة "دمشق"، وتشغل حالياً منصب رئيسة قسم القياس النفسي والتقويم التربوي في وزارة "التربية"، ومحاضرة في كلية التربية بجامعة "دمشق" منذ عام 2014، تحضّر حالياً للدكتوراه، وهي رئيسة قسم التنمية البشرية في جمعية "السنا"، ومدرب دولي معتمد من أكاديمية "نابو" الدولية منذ عام 2017، ومدربة دعم نفسي في منظمة "إسعاف أولي" الدولية، ورئيسة لجنة اليافعين في "الجمعية السورية للموهبة والإبداع"، ومدربة في مركز "إعفاف" للإرشاد الأسري، حاصلة على عدة شهادات تكريم من عدة جهات لمشاركتها في مشاريع مجتمعية.

شهادة تكريم