لعبت بيئتها دوراً بتكوين ذائقتها الفنية بمجالات الرسم والتصميم والأدب، وكان لمثابرتها واجتهادها الشخصي دور بحضورها القوي بهذا المجال.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 حزيران 2018، المصمّمة والكاتبة "ريم الشعار"، فتحدثت: «أحببت الرسم منذ طفولتي، وكان الفضل الأول للأهل، وتحديداً عمي الذي كان يحب الرسم، كانت تجذبني ألوانه وتدهشني آلية المزج وولادة لوحة مكتملة البهاء على صفحة بيضاء، الرسم موهبتي الخاصة وممارستي للتصميم على الألبسة اقتصرت على الرسم، كما اشتغلت بالرسم على الزجاج البلاستيكي "تابلويات"، وكانت لي مشاركة بعدد من المعارض منها معهد "أحمد وليد عزت"، وقد شاركت بلوحات خط ورسم حبر صيني، إلى جانب مشاركتي بـ"معرض دمشق الدولي" الأخير بمجموعة أعمال بين خط ورسم».

الحب ينتهي عندما نبدأ بالضحك من الأشياء التي كانت تبكينا، تذكَرَت هذا القول ثم استحضرت ضحكة صفراء، جرّتها بقوة إلى وجهها، كمن يجر محكوماً بالإعدام إلى حبل المشنقة، انفجرت بضحك هستيري، ضجت القبور من حولها صارخة: "أيتها الغريبة اصمتي.. فقد أقلقت سكينتنا

وعن علاقتها بالأدب تضيف: «بدأ اهتمامي بالقراءة من المرحلة الثانوية، وتجلى اهتمامي بشرح القصائد بطريقة أدبية، حتى إن معلمة اللغة العربية كانت تقول للصديقات في الصف استمعوا إلى شرح "ريم"، فإنها تشرح القصيدة بقصيدة، هذه العبارة ظل صداها يتردد بداخلي ولم يخفت، فكانت من أشد الحوافز للكتابة، البدايات مع الشعر كانت من شاعرنا السوري الدمشقي "نزار قباني" مروراً بالكتاب والشعراء السوريين والعرب كـ"الماغوط، وعدوان"، وختمت مع "درويش"، ومن المعاصرين "نزيه أبو عفش". لي عدة محاولات بين القصة القصيرة والقصيرة جداً والخاطرة وأنا فخورة بها، حيث لاقت استحساناً من عدد من الأساتذة الكبار، ولي مشاركاتي بالمركز الثقافي العربي "أبو رمانة"، إلى جانب المشاركات بعدة مواقع أهمها "رابطة القصة القصيرة بسورية"، وحصولي على عدة مراكز، منها الأول والثاني مرتين، ثم السابع والسادس حتى السابع عشر، وأنا فخورة جداً بهذه المشاركات».

من تصميماتها على القماش

وتضيف عن علاقتها بالقراءة: «أحب القراءة كثيراً، وتحديداً الروايات؛ لأنها تفتح الخيال على اللا محدود، وتمنحنا القدرة على تكوين عوالم وتصوير شخصياتها بأدواتنا العقلية وشغفنا الخاص، أنا أعيشها كما لو أنها واقع معاش أتأثر بها، يؤلمني ألمها، وقد تبكيني، القراءة أغنت مفرداتي بالواقع، وطورت قدرتي على الخوض بعوالم الكتابة، مع أنني لست كاتبة أو شاعرة، أنا فقط تستهويني العتبات والدهشة، تتمحور كتاباتي بالمواضيع التي تفرض نفسها على وجداننا الوطني خلال الحرب، الوطن وهمومه، الأنثى، أحاول أن لا أكون مكررة».

عن مشروع "مدى" الثقافي، نشأته واهتماماته، وأهم ما أنجزه، ومشاريعه المستقبلية، قالت: «إنه مشروع حياتي وجدت نفسي به، بداياته كانت من خلال العالم الافتراضي بمجموعة من الشباب المهتمين بالثقافة والأدب والقصة القصيرة، وتحول المشروع إلى أرض الواقع، جمعتنا محبتنا لـ"سورية" وإيماننا بقيامتها، وأن ما جرى ويجري مؤامرة على هويتنا وحضارتنا، فكرة تأسيس المشروع كانت لـ"رامز حسين"، والهدف أن يكون لنا دور بلملمة أوجاعنا والخروج بشيء جميل وممتع ومفيد، والمساهمة برسم ملامح "سورية" القادمة، نحن نؤمن بأن بلدنا بلد الشمس، وأنه قادر على إفراز آليات تعافي مذهلة؛ لأن "سورية" ابنة التاريخ، ولها جذر قادر على استنهاضها وبعثها، وحتى نبلغ ذروة ما نتمنى كان الشباب هدفنا، نحن نرعى مواهبهم، ونفعل معارفهم، ونؤمن جواً من الألفة والمحبة بعيداً عن كل الانتماءات، لنا عدة فعاليات على الأرض؛ أمسيات شعرية، موسيقية، غنائية أغلبها بالمراكز الثقافية، إلى جانب المعارض الفنية التي ضمت ما يزيد على 50 فناناً سورياً وعربياً تحت شعار: "سورية بتجمعنا"، إلى جانب الجولات السياحية التي يقوم بها مختصون أكاديميون من أجل الإضاءة على المعالم الأثرية والتاريخية في "سورية"، الحقيقة الحديث عن مشروع "مدى" يثير شجون روحي؛ لأنه مرتبط برحمٍ خرجنا منه جميعاً وندين بالولاء له، وعليه أنا ممتنة لهذا المشروع لأنه منحني ثقة أكبر بنفسي وبكينونتي السورية العريقة، والأهم أنه أخرجني من حالة الخواء واللا جدوى التي كانت تشبه الاحتضار إلى حالة من الأمل بأن تكون لي بصمة هنا؛ ولو كانت صغيرة».

خلال إحدى مشاركاتها مع مشروع مدى الثقافي

من بعض القصص القصيرة جداً التي كتبتها: «الحب ينتهي عندما نبدأ بالضحك من الأشياء التي كانت تبكينا، تذكَرَت هذا القول ثم استحضرت ضحكة صفراء، جرّتها بقوة إلى وجهها، كمن يجر محكوماً بالإعدام إلى حبل المشنقة، انفجرت بضحك هستيري، ضجت القبور من حولها صارخة: "أيتها الغريبة اصمتي.. فقد أقلقت سكينتنا».

عنها قال المصمم "سامر صياغة": «"ريم" متميزة برسومها المتنوعة بقلم الرصاص والحبر الصيني والألوان المائية والزيتية؛ وهذا انعكس على عملها الذي تطور من بدايته في تصميم رسوم الألبسة الطباعية بأنواعها والتطريز بأنواعه و"الستراس" والإكسسوار الذي ما تزال إلى الآن متميزة بتصميمه وتنفيذه. مسيرتها في العمل تحمل الكثير من التنوع والخصوبة الدائمة، تدعمه ثقافتها المتنوعة».

المصمم سامر صياغة

وأضاف "رامز حسين" رئيس مجلس إدارة‏ مجلة "مدى" الثقافية: «تمتاز كتابات "ريم" بقدرتها على التوغل في العالم الداخلي للإنسان، متجولة فيه بكل رشاقة، ومعبرة عنه بدقة وشفافية، تميز أسلوبها في السرد، فهي تلتقط الومضة التي ستكون روح القصة. أما من حيث عملها كمديرة لمشروع "مدى" الثقافي في "دمشق"، فلها الفضل الأكبر في تأسيس واستمرارية الفريق، استطاعت بما تملكه من ميزات شخصية، أن تجمع أعضاء الفريق على حب "مدى" وفكرتها ومشروعها، وهذا يحتاج إلى مشقة كبيرة في فهم الآخرين واستيعابهم، وحل ما أمكن من تناقضات تظهر بين العنصر الشخصي والعمل الجماعي، هي صديقة الجميع، والجميع يحبونها ويحترمونها».

يذكر أن "ريم الشعار" من مواليد "دمشق" عام 1972، تحمل إجازة بعلم الاجتماع.