تسليط الضوء على الحرف التراثية الدمشقية والتعريف بها وتقديم الدعم للعاملين بها كي يستمروا بالإنتاج والعطاء والإبداع مع المحافظة على أصالة الحرفة الموروثة من الأجداد، من أهم أهداف المعرض التخصصي الأول لشيوخ الكار في "دمشق".

مدونة وطن "eSyria" حضرت بتاريخ 7 تموز 2018، افتتاح المعرض التخصصي الأول لشيوخ كار الحرف الدمشقية المقام في المركز الثقافي بـ"أبو رمانة"، والتقت الحرفي "فراس السلكا" شيخ كار حرفة صناعة الآلات الموسيقية وتشكيل المعادن، الذي قال: «المعرض عموماً وسيلة دعم بعد الظروف القاسية التي مررنا بها عقب خسارتنا لورشاتنا خلال الحرب، فهو وسيلة تجمعنا وتعطينا الدعم المعنوي على الأقل، وفرصة جميلة لكل حرفي للمشاركة وتقديم الأجمل من أعماله، وبالنسبة لي شاركت بعدد من الآلات من الأعواد والطبلات وآلات القانون والبزق، وهي عبارة عن مشاركة متواضعة لعرض أعمالنا من الفن الدمشقي القديم أمام الحضور، وهدفنا تسليط الضوء على هذه الحرف من أجل الاهتمام بها، ولأن كل فن ينقرض لا يمكن أن يعود إلى الحياة، وعلى سبيل المثال "الخنجر الدمشقي" القديم مات سرّ صناعته مع وفاة صاحبه، وأكبر الجامعات تدرس كيفية تصنيع هذا الخنجر الدمشقي لمعرفة سرّه، وكل محاولات تحليله لم تنجح».

هناك إقبال جماهيري كبير جداً على المعرض؛ لكونه فريداً من نوعه وعلى مستوى عالٍ من الجودة والدقة والحرفية، وهدفنا عرض منتجاتنا لكل الجمهور لمعرفة رأيهم والإجابة عن أسئلتهم

وتابع: «يوجد اهتمام كبير بهذه الحرف والمهن التراثية لأنها تدعم الاقتصاد الوطني، ويوجد فرق كبير بين التكنولوجيا التي تستحضر الشكل فقط، وبين المضمون، وهو روح الصناعة المتوارثة منذ آلاف السنين، وهو ما لا يمكن تقليده».

الحرفي فراس سلكا وآلاته الموسيقية

الحرفي "سمير العليان" العامل في حرفة تطعيم الخشب بالصدف، قال: «يعدّ المعرض فرصة لعرض منتجاتنا والتعريف بها، لكونها حرفاً تراثية قديمة تكاد تندثر لأن الناس أصبحوا يرغبون بالكلاسيك والحديث مع أن الحرف الدمشقية ذات قيمة عالية يجهلها بعضهم، فنحن ننتج ونعرض أفخم المنتجات والأقمشة والديكورات على مستوى العالم، ومعظم القصور للملوك والرؤساء تفرش وتزين بالمنتجات والحرف السورية، ومصمّمو الديكورات من الخيط العربي والعجمي والصدف كلهم سوريون، والمعرض للتعريف بالتراث ودعوة للعودة إليه كي يصبح الطلب على الحرفة من الداخل وليس للتصدير دائماً، والجيل الجديد لا يحب تعلّم الحرف التي تحتاج إلى وقت طويل، بل يرغبون بتعلّم سريع خلال شهر أو شهرين، مع أن الحرفة تحتاج من ثلاث إلى أربع سنوات لتعلّمها».

والتقينا الحرفي "فؤاد عربش" شيخ شيوخ الكار ورئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية، فقال: «هو المعرض الأول الذي يقيمه مجلس شيوخ الكار في "دمشق" ليعرض أعمال شيوخ الكار الفنية، وعرضنا أجمل المنتجات التي تتنوع بين المنتجات الخشبية والصدفية والفخارية والمنتجات النحاسية، وهو يظهر روعة وإبداع الحرفيين الدمشقيين، ونأمل أن تصبح معارض كهذه في كل المحافظات السورية لعرض المنتجات الحرفية والتعريف بها».

تطعيم الخشب بالصدف للحرفي سمير العليان

الحرفي "عدنان تنبكجي" شيخ كار حرفة الفنون اليدوية والتراثية والمدير الثقافي والإعلامي لمجلس شيوخ الكار المركزي، قال: «المعرض التخصصي الأول لشيوخ الكار في مدينة "دمشق" سبقه المهرجان الأول الذي كان على مستوى "سورية"، وجرى في منطقة "الحجاز" بـ"دمشق"، وكان تحت رعاية الاتحاد العام للحرفيين ومجلس شيوخ الكار، وبرعاية وزير السياحة، وهذا المهرجان الأول لشيوخ الكار والحرفيين المبدعين بالنسبة لـ"دمشق"، والثاني على مستوى "سورية"، والمعرض عبارة عن عرض لمنجزات الحرفيين وإشهار الحرف اليدوية التراثية، التي تعدّ التاريخ الذي ورثناه من الآباء والأجداد؛ فهو تاريخنا وحضارتنا، وسيكون هناك معرض دوري لـ"دمشق" وربما معرضان في العام، وكل حرفي اشترك بعمل أو عملين كي نعطي فرصة لجميع الحرفيين لعرض الإبداع في حرفهم التي ورثوها من آبائهم، وعرض بصماتهم الإبداعية في الحرفة مع المحافظة على أصالة الماضي».

وتابع: «هناك إقبال جماهيري كبير جداً على المعرض؛ لكونه فريداً من نوعه وعلى مستوى عالٍ من الجودة والدقة والحرفية، وهدفنا عرض منتجاتنا لكل الجمهور لمعرفة رأيهم والإجابة عن أسئلتهم».

شيخ شيوخ الكار الحرفي فؤاد عربش وصحبه في حفل الافتتاح

وأضاف: «الحرب التي استهدفت "سورية" عموماً استهدفت تراثها خصوصاً، والتراث بخير؛ لأن الحرفيين بخير، ولأنهم دائمو الإبداع ويثبتون وجودهم في كل الظروف، والحرف اليدوية بخير؛ لأن كل حرفي لديه كمّ كبير ومخزون متوارث ليطوره مع المحافظة على الماضي العريق للحرفة الذي نفخر به».

يذكر أن المعرض افتتح يوم السبت 7 تموز، ويستمر حتى الخميس 12 تموز 2018.