الأشياء التي تتوفر بوجه دائم في حياتنا تصبح ذات قيمة مختلفة ومبتكرة بيد الفنان، فقد قدم الفنان "شاهر شخاشيرو" رؤية غير مألوفة لأشياء اعتدنا وجودها، فالبرغل والقهوة وغيرهما من المواد استخدمها بدلاً من الألوان ليرسم بها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 3 آب 2018، مع الفنان "شاهر شخاشيرو"، الذي قال: «أعمل أساساً بالنجارة والديكور و"الموبيليا" والأساس الثابت، أما الفنون فهي هواية في وقت الفراغ، وأنا لست أكاديمياً، وأعبر عما أشعر به بالرسم، وبسبب الأحداث اتجهت إلى موهبتي أكثر وازداد إنتاجي من اللوحات أكثر، وأمارس هذه الهواية منذ عام 1983، وأصنع اللوحات في وقت فراغي، ولم أبع أياً منها».

أعمل أساساً بالنجارة والديكور و"الموبيليا" والأساس الثابت، أما الفنون فهي هواية في وقت الفراغ، وأنا لست أكاديمياً، وأعبر عما أشعر به بالرسم، وبسبب الأحداث اتجهت إلى موهبتي أكثر وازداد إنتاجي من اللوحات أكثر، وأمارس هذه الهواية منذ عام 1983، وأصنع اللوحات في وقت فراغي، ولم أبع أياً منها

وأضاف: «أهتم بالفكرة ثم أستعين بالأشياء الموجودة في كل بيت من علب المواد الغذائية، أصب فيها المادة التي أريد، كالغراء، أو "الأسميتاج"، أو "الجبصين" والخشب، أو عجينة السيراميك، أو الصلصال، ثم أستخدم السكين والمنشار و"نكاشة" الأسنان والدبوس والملقط لعمل فراغات على شكل رسوم معينة، ثم أملأ الفراغات بالمعجون الذي يستعمله الأطفال أو الخشب وطلاء الأظافر، إضافة إلى بعض المواد الطبيعية والنباتية، كالبقول وبذور الزيتون وحبوب الفاصولياء والبرغل».

لوحة مرسومة بالقهوة

وأضاف: «تنوعت أعمالي من اللوحات التي تتحدث عن الأرض في لوحة "الأم" وحولها أبناؤها وترمز إلى الخير، ولوحة عن المنظر الطبيعي، وأخرى عن الحارة الشعبية التي تجمع الكنيسة والجامع في جو من الألفة، والبيت العربي الشرقي من منظور داخلي، واللوحة المصنوعة بالكامل من (تفل القهوة)، ولوحة السوق التجاري، إضافة إلى بعض المجسمات التي تعرض من كل الجهات، فمثلاً مجسم بوابات "دمشق" السبعة من الجهة الأمامية والجهة الخلفية بذات القطعة الفنية».

وعن الصعوبات قال: «كل قطعة تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، فالصلصال يحتاج إلى وقت طويل حتى يجف لأنني أجففه بواسطة أشعة الشمس من دون فرن، وعظمة البقرة التي كتبت علها آية قرآنية مثلاً، أخذت وقتاً طويلاً لتجف، لأنني أعمل بطريقة بدائية من دون أدوات، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد، ولو استطعت الحصول على المواد الأغلى سعراً لكانت اللوحات أجمل بكثير، واستعملت "الفلومستر" بديل اللون الأسود، و"الكولكتر" بديل اللون الأبيض، واستعملت القهوة للرسم بسبب غلاء المواد، وكل المواد المستعملة منخفضة التكلفة، لذلك معظم أعمالي تهدى ولا تباع».

مجسم لأبواب دمشق السبعة

وأضاف: «قمت بالنحت على الإسفنج واستعملت حبات السبحة بعد تبعثرها وضياع بعض حباتها، وصنعت من كرتون أفلام السينما "مقالم وكلوبات ومطمورة"، وصنعت ذات مرة لوحة على شكل جبل وأضفت الكمون والنعناع والملح وحبات الألماس التي تستعمل كإكسسوار على الملابس، وأخطط لصنع مجسمات من الخشب وأضع فوقها مادة "الإيبوكسي" لتصبح بعد جفافها كالزجاج، ويصبح الخشب داخلها. والصعوبة التي تواجهني في صنع أعمال كهذه هي التكلفة المادية العالية».

الفنان والمصور "عادل عودة" قال: «الاهتمام بالفن في ظروف الحرب أمر أكثر من رائع، وهي رسالة مفادها أننا في "سورية" موجودون ونبدع ونبني على الرغم من كل الظروف، لوحات الفنان "شاهر شخاشيرو" جميلة ومميزة، ولديه لمسة فنية خاصة به، وكل لوحة تختلف كلياً عن اللوحة الأخرى، ومع أنه ليس أكاديمياً، إلا أنه يحس ويرسم ويصنع ويبدع ويضع اللون حسب شعوره، ولكل لوحة قصة حياة، وتعبر عن شيء مختلف عن اللوحة الأخرى، وكل لوحة وقطعة تعبر عن محطة في حياته، فهو تارة يستخدم الخشب بالشكل النافر، وتارة بالشكل الغائر، وتظهر في أعماله الموهبة واضحة جلية، وكذلك يظهر أنه ليس أكاديمياً؛ فموضوع الأبعاد والقرب والبعد ومراعاة الأحجام مثلاً؛ فالقريبة من العين يجب أن تكون كبيرة، بينما الأبعد يجب أن تكون أصغر قليلاً، لكن هذا لا يغير من جمال اللوحات ولا ينقص من قيمتها».

من لوحات الفنان شخاشيرو

يذكر أن "شاهر شخاشسرو" من مواليد "دمشق"، عام 1961.