أن تشعر بالفخر لإنجاز عملٍ لم تشارك فيه وكأنه عملك أنت، وأن يمتلئ قلبك بالسعادة بعد نتيجة نجاحٍ لم تكن أنت فيها سوى شاهداً وكأن هذا النجاح لك، وأن تستنفر جميع حواسك لإتمام مهمة بالأسلوب الصحيح وأنت لا تعرف الكثير عن تفاصيلها السابقة؛ وكأنك أنجزتها كلها بمفردك.. يكون ذلك محققاً عندما يكون الإنجاز والنجاح بأيدٍ سورية؛ أيادي أطفال ويافعين وشباب لم يتجاوز أكبرهم الـ25 عاماً، قدموا إبداعاً تبرق له الأعين ويخفق له الفؤاد.

أن تبتسم بحب لطفلٍ لم يتجاوز السابعة من عمره وهو يتحدث بلغة معلوماتية تخصصية يصعب على من هم خارج هذا المجال فهمها، وأن تستمع بشغف إلى يافعٍ ينقل لك ما توصل إليه من حلول تقنية بعد جولات من التفكير والبحث والمتابعة، وأن تحاور بكل جدية شاباً يتحدث عن مشروع على (ماكيت) سيحوله مستقبلاً إلى واقع محققاً أحلامه.. يحدث ذلك عندما تكون أمام إنجاز سوري في مجال حديث العهد ضمن مجتمعنا السوري.

المجال الذي برع فيه أطفالنا وشبابنا وحققوا مساهمات وطنية وعربية وعالمية متقدمة، هو مجال علوم الروبوتيك، تلك العلوم التي مازالت أبجديتها قيد النشر بين الوسط غير المختص، وأكثر ما يلفت الانتباه أنها وصلت إلى فئة عمرية صغيرة (5 سنوات)، فتمكنت تلك الفئة من مسك مفاتيحها الأولى والسير في مضمارها إلى مراكز متقدمة.

المسابقة الخامسة الوطنية لأولمبياد الروبوت العالمي التي أقفلت أبوابها قبل أيام، ما هي إلا دليل على الاهتمام بهذا المجال وتقديم كل الدعم اللازم لشبابنا ويافعينا وأطفالنا للاستمرار وتطوير قدراتهم "الروبوتيكية"، حيث أخذت الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" على عاتقها رعاية هذا المجال بالتعاون مع العديد من الجهات التعليمية، وإنشاء جيل قادر على التفكير وإيجاد الحلول التقنية لمشكلات مجتمعية باستخدام آليات الروبوت والعمل على تطبيق ذلك على أرض الواقع مستقبلاً. تلك المسابقة التي فتحت أبواباً جديدة للسوريين للوصول إلى العالم أجمع من خلال المشاركة بالمسابقة العالمية، كما حصل في السنوات السابقة حيث رفع العلم السوري مرات عدة معلناً تفوق السوريين على غيرهم في مجال الروبوتيك كما غيره من المجالات التي تحظى فيها "سورية" دائماً بموقع التميز والمراكز الأولى.