بدأ "يحيى أبو شقرة" الكتابة الفعلية والنشر منذ 31 عاماً، واضعاً لغته الجميلة وثقافته العالية في إعادة صياغة الأساطير القديمة، وتقديمها وجبة شهية للشباب السوريين، حيث يقتنص الوقت لكي يبث إبداعه في الرواية والقصة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 23 آب 2018، التقت الكاتب "يحيى أبو شقرة" ليتحدث عن بداياته، فقال: «بدأت الكتابة الفعلية والنشر عام 1987، وكنت أنشر مقالات انطباعية حول الشعر في الصحف السورية والعربية، والتشجيع الذي لقيته كان عاماً ومختلطاً، لكن رأي الشاعر "خالد أبو خالد" كان مهماً جداً في دعمي وتشجيعي.

بدأت الكتابة الفعلية والنشر عام 1987، وكنت أنشر مقالات انطباعية حول الشعر في الصحف السورية والعربية، والتشجيع الذي لقيته كان عاماً ومختلطاً، لكن رأي الشاعر "خالد أبو خالد" كان مهماً جداً في دعمي وتشجيعي. قبل بدايتي مع الأدب لم يكن في عائلتي من لديه موهبة الكتابة، بينما الآن هناك أختي "فاطمة" التي تكتب القصة وبعض البحوث النقدية، وابني "ساجي" الذي يكتب الشعر والقصة

قبل بدايتي مع الأدب لم يكن في عائلتي من لديه موهبة الكتابة، بينما الآن هناك أختي "فاطمة" التي تكتب القصة وبعض البحوث النقدية، وابني "ساجي" الذي يكتب الشعر والقصة».

من أعماله

وعن اختيار العناوين والفكرة يقول: «الفكرة في القصة لا تأتي بقرار مسبق، هي حالة تسيطر على اللا شعور، وتترجم بأسلوب أدبي، هي لمعة فنية تلخص موقفاً جوهرياً في الحياة.

أما في الرواية، فالأمر مختلف، هناك فكرة كبرى تنشأ بدوافع فكرية وجمالية وعاطفية، وتفرض خلالها مجموعة من المواقف الفرعية التي تكون فيما بينها نسيجاً متآلفاً تحكمها لغة وسرد ومشاعر انفعالية تعبر عنها.

البحث في الأسطورة

الروايات الأولى التي عملت عليها كانت للفتيان، واستندت إلى التراث الهائل للأسطورة السورية القديمة وتاريخ "سورية" القديم، فعملت على إعادة صياغة أهم الأساطير السورية، مثل: "أدونيس"، و"عشتار"، و"قدموس"، و"أوربا". وكذلك تناولت قصة "أليسار" الفينيقية التي بنت "قرطاجة"، و"سرجون" الأكادي أول من فصل الدين عن الدولة وأول من وحّد بلاد الشام».

وعن طقوس الكتابة التي يتبعها يقول: «لا توجد طقوس أدبية معينة لديّ، خصوصاً أن عملي في التدريس قد يمنعني من الكتابة وقتاً طويلاً، نحن محكمون بشروط معيشية وظروف خاصة قاسية قد تعطل كثيراً عملية التأليف والكتابة، لكن ربما يمكن استغلال هذه الفترات بالقراءة وإعادة بناء ذهنية لتقنية العمل.

إحدى رواياته

فالأدب وجه حضاري يعبر عن ثقافة الفرد والمجتمع، وهو تعبير عن فائض الروح في تألقها وخيباتها، فالكلمة جزء من الكاتب، والكاتب هو فاعلية الكلمة في تألقها، والأدب قدم لي الكثير في المعرفة والمتعة والبوح الضروري».

وعن روايته الأخيرة "ارتعاشة المطر"، يتابع: «أعدّ هذه الرواية خلاصة تجربة وموقف حياة، رواية تحمل لغة أحب أن أكسر بها القولبة اللغوية الجاهزة، أحببت أن تكون اللغة طاقة انفعالية كبيرة ليس بالشكل فقط، بل بما تقدمه من رؤية حاولت من خلالها الإضاءة على جزء مغفل من التاريخ القريب لكل من "سورية" وجنوبها "فلسطين".

والقارئ بالنسبة لي محور من محاور العمل الأدبي، حتى لو كان النتاج محكوماً برغبة ذاتية من الكاتب للتعبير عن ذاته، إلا أنه في الوقت ذاته يحمل رؤية وأفكاراً يخاطب بها المتلقي.

فالكتابة نتاج قضايا مجتمعية عامة، ونتاج مشاعر ذاتية وليست انعكاساً وتصويراً لمواقف آنية عابرة. الكاتب من يلتقط جوهر الأمور ويعيد تشكيلها بفنية وإبداع، وما زلت أتذكر أجمل كتاب قرأته وأثّر في رؤيتي للأدب وتطورها؛ وهو كتاب "الصراع الفكري في الأدب السوري" لـ"أنطون سعادة"».

ويضيف الشاعر "نائل عرنوس" عن رؤيته لإنتاج الأديب "أبو شقرة": «هو روائي كلاسيكي وجداني حداثي واقعي يعتمد سلاسة في السرد الفني الممنهج والمعزز برؤى وفلسفات طالما أجراها على ألسنة شخوصه الواقعيين المشحونين بأحاسيس وأفكار ومشاعر.

يغامر "أبو شقرة" في تحدي النمطية، فيلجأ أحياناً إلى رواية الليلة الواحدة كما في روايته "ارتعاشة المطر"، وينجح بحرفنة الواثق بامتلاك الأدوات لغة وفنيات فيترك المونولوجات الداخلية لتعزف عذابات النفوس وثمالاتها وفضاءاتها، ويتقن عصر اللغة لتمطر أبهى الجمالات من دون إخلال بفنيات وخصائص وسمات العمل الروائي».

يذكر أن الأديب الفلسطيني السوري "يحيى أبو شقرة" من مواليد "دمشق" عام1960، حاصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة "دمشق"، يعمل في التدريس.