صمّم أن يكون نتاج مسيرته العلمية مكللاً بأحد الإنجازات، وسار قُدماً في طريقه إلى النجاح، فتوصل إلى علاج مساعد لليشمانيا الجلدية "الحبة الحلبية" من مواد محلية، وقد حاول الكثيرون قبله لإضافة المراهم إلى بروتوكول "الليشمانيا" الجلدية لسهولة التطبيق، لكن صعوبات عديدة حالت دون استيرادها.

مدونة وطن "eSyria" التقت الدكتور "شادي الخطيب" بتاريخ 10 أيلول 2018، ليحدثنا عن بحثه المهم وسبب اختياره لهذا البحث العلمي، فقال: «هذا البحث المهم هو جزء من رسالة الماجستير في كلية الصيدلة، قسم العقاقير والنباتات الطبية، التي نُوقشت بتاريخ 26 آب 2018، ونلت فيها درجة الامتياز، إذ كان سبب اختيار هذا البحث تفشي إصابات "الليشمانيا" وعدم كفاية العلاج الكيمائي وتركه ندبات مزعجة في كثير من الأحيان، وأيضاً لانتشار الفستق الحلبي وعدم استخدام قشوره أو صمغ شجرته على الرغم من غناها بالمركبات الفينولية المفيدة».

حصلت على براءة اختراع بكريم للمعالجة المساعدة "الليشمانيا" بخلاصة قشور الفستق الحلبي، وسيتم العمل على تصنيعه كمستحضر طبيعي سوري، وهذه البراءة مسجلة في دائرة حماية الملكية الفكرية بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك

يضيف "الخطيب": «هذا البحث عن الاستخدامات العلاجية لنبات الفستق الحلبي تناول بوجه رئيس استخدام أجزاء مهملة من هذا النبات السوري الأصل؛ إذ إن أقدم شجرة منه موجودة في منطقة "القلمون"، كما تناول تحضير مستحضرات صيدلانية جديدة تُستخدم في العلاج، واستطعت استخدام النفايات النباتية المهملة من قشور ثمار الفستق الحلبي وصمغ شجرته لكونها غنية بالمركبات الفينولية في تطوير صيغة كريم جلدي للعلاج المساعد لليشمانيا الجلدية التي تنتشر في أكثر من ثمانين دولة حول العالم، وتُعدّ منطقة حوض "البحر الأبيض المتوسط" من المناطق الموبوءة بهذا الداء، كما تُعدّ محافظة "حلب" تاريخياً موطناً لهذا الوباء؛ لذلك تدعى هذه الإصابة باسم "حبة حلب"، ونظراً لعدم توفر لقاح خاص بالليشمانيا، ولكون العلاج الكيمائي المتوفر يشمل عدة مركبات مضادات الطفيليات، فهناك محدودية بتطبيق هذا العلاج بسبب فعاليته المتفاوتة تبعاً لنوع الطفيلي، وبسبب نشوء مقاومة لها وكذلك سُمّيتها العالية على الكبد والقلب، وطول مدة المعالجة وتكلفتها العالية، واتجهت الأنظار إلى المشاركات الدوائية حتى أصبحت مؤخراً المنتجات الطبيعية تمثّل مصدراً غير محدود لتطوير أدوية مضادة لليشمانيا؛ لكونها أكثر فعالية وأقل سميّة وأكثر أماناً، ومتوفرة بتكلفة زهيدة».

مناقشة رسالة الماجستير

يقول "الخطيب": «حصلت على براءة اختراع بكريم للمعالجة المساعدة "الليشمانيا" بخلاصة قشور الفستق الحلبي، وسيتم العمل على تصنيعه كمستحضر طبيعي سوري، وهذه البراءة مسجلة في دائرة حماية الملكية الفكرية بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك».

أ. د "عبد الحكيم نتوف" الأمين العام للجمعية العلمية لكليات الصيدلة في الوطن العربي، وعميد كلية الصيدلة بجامعة "دمشق"، ومشرف الدراسة السريرية لبحث الدكتور "شادي الخطيب" التي أُجريت في مركز "الليشمانيا" بـ"حلب"، قال: «إن البحث العلمي الصيدلاني هدفه إيجاد الحلول لكل ما يهدد صحة المواطن من منطلق ربط الجامعة بالمجتمع، لذلك تم اختيار هذا الموضوع للبحث عن حل لمشكلة تفشي وانتشار "الليشمانيا" في "سورية" و"حلب" على وجه التحديد، إذ تابع الدكتور "شادي الخطيب" ابن محافظة "حلب" أيضاً ابتكار علاج مساعد من أجزاء نبات الفستق الحلبي، وقُدم هذا البحث العلمي وفقاً لأسس منهجية بحثية أكاديمية متوافقة مع المعطيات العالمية؛ بما فيها الدراسة السريرية المجراة، ففي "حلب" وجد الداء، ومنها تم إيجاد دواء مساعد».

الأستاذ الدكتور "عبد الحكيم نتوف"
براءة الاختراع