لأن مواكبة التطور التكنولوجي باتت ضرورة ملحة في عصرنا هذا في كافة المجالات ومنها المجال التعليمي، كان لا بدّ من العمل على دمج التكنولوجيا في العملية التربوية والتعليمية.

عن الحاجة التي دعت إلى وجود المشروع وأهميته في التنمية المستدامة، مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 أيلول 2018، "جمانة الدرا" المنسق المركزي لدمج التقانة في التعليم في "دمشق"، حيث قالت: «التطور حاجة في كل المجتمعات وكل ميادين الحياة والعمل، والتطور المتعلق بالتكنولوجيا بالذات بات ضرورةً ملحةً في عصر التكنولوجيا. وبما أن المجال التربوي مرآة تعكس تميز المجتمعات وارتقاء البلاد، كان لا بدّ من العمل بمشروع لتوظيف التكنولوجيا والتقانات المختلفة في مجال التعليم، فكان مشروع الدمج في عام 2004، حيث بدأ باسم مشروع "وورلد لينكس"، واستمر العمل به من قبل جهات داعمة حتى عام 2009، ومنذ ذلك العام وحتى الآن أصبح من أعمال ومهام مديرية المعلوماتية في وزارة التربية.

في البداية ظننت أن الدورة ستكون كغيرها من الدورات التي تتم دعوتنا إليها كمدرّسين، خاصةً أن التقانة هي أحد محاورها الرئيسة، وافتقادي للعديد من المهارات في هذا المجال أقلقني، لكن الجو بوجه عام، وطريقة تعاون المدربين معنا والتحفيز المستمر على ضرورة العمل على اكتساب المهارات التكنولوجية التي باتت ضرورة واحتياج أساسي لنا في عملنا في ظل التطور السريع في مختلف أنواع العلوم، جعلها تجربة مفيدة ومختلفة من حيث المعلومات والخبرات التي اكتسبناها، وسنعمل على تطبيقها داخل الغرف الصفية بمتابعة المدرّب لمدة سنة كاملة؛ وهذا ما سيعطي دورات الدمج قيمة مضافة

وبما أنّ التنمية المستدامة تتعلق بتنمية الجانب الاجتماعي، ومشروع الدمج يتعلق بدمج التقانات والتكنولوجيا في تعليم أبنائنا في المدارس، فهو بالضرورة يساهم في تنمية مهارات المجتمع، الذي تعدّ شريحة المتعلمين فيه هي الأكبر من طلاب أو معلمين ومدرّسين، فهو بذلك يساهم في تنمية واستمرار تطور المجتمع».

التدريب على السبورات التفاعلية

وتتابع: «إن المشروع يحثّ دائماً على توظيف التقانات والوسائل والحواسيب التي تزود بها وزارة التربية مدارس القطر كاملةً، والوزارة تحاول في كل عام أن تزود المدارس بأجهزة حديثة سواء على صعيد المواد العلمية؛ أي أدوات مخابر لمواد العلوم والفيزياء والكيمياء، أو حواسيب لمادة المعلوماتية، أو المواد النظرية كخرائط وأجهزة إلكترونية داعمة للعرض ومجسمات وغيرها، ومن الأجهزة الحديثة كانت السبورات التفاعلية التي تم توزيعها على عدد من مدارس القطر الثانوية بالخصوص، ومدارس المتفوقين ومراكز التدريب، التي تتميز بإمكانية ربطها مع الحواسيب والهواتف المحمولة واستخدام برامج تفاعلية تمكن المدرّس من شرح الدروس بطريقة أفضل وتحقق تحفيزاً لدى الطلاب، لكن دائماً الأجهزة الإلكترونية بحاجة إلى صيانة دائمة وتحديث مستمر للتوافق مع تطور البرامج لتحقيق الهدف منها، وهو مواكبة التطور التكنولوجي، وإلا ستفقد جزءاً من أهميتها في التعلّم».

وعن الاختلاف الذي يميز دورات دمج التقانة عن غيرها من الدورات قالت: «تختلف بأنها تؤكد عدة جوانب معاً من خلال التدريب، كالجانب التقني من خلال تدريبات عملية على البرامج الأساسية التي يحتاج إليها المتدرب في تحضير دروس على الحاسوب أو الجهاز اللوحي، وتجهيز مصادر التعلم حسب الفئة العمرية، كذلك تمكنه من استثمار الكتب الإلكترونية للاستفادة من مضمونها النصي والصوري والروابط التي تغني المضمون، أيضاً من الجانب التربوي الذي يتمحور حول توظيف التقانات المختلفة في كل استراتيجيات التدريس التربوية والتقويم بأشكاله، والاختبارات الورقية والإلكترونية التي يستخدمها المتدرب في دروسه، كذلك من ناحية التنمية البشرية لكونه يهتم بشخصية المدرّس ويمكنه من مهارات تحسّن أداءه وفعاليته خلال العمل ضمن الصف ومع زملائه وفي مجتمعه. والحقيقة إنه خلال العامين الماضيين تميّز عملنا بأنه رصد العمل الجيد وصاحبه أينما كان؛ وذلك من خلال تقييم النتائج والنتاجات ومتابعة الدروس الميدانية والمتابعة الإلكترونية، وعليه منح المتميزون من مدربين ومتدربين وطلاب شهادات تكريم وجوائز مادية وعينية حسب مستوى المخرجات والجهود المبذولة».

من التكريمات

أما منسقة دمج التقانة في التعليم في محافظة "اللاذقية" "رباب الخيّر"، فقالت: «المشروع يكسِب المدرّس مهارات جديدة على صعيد التنمية البشرية ولغة الجسد، ويكسبه قدرات لمعرفة أنماط المتعلمين، ومحاولة توظيف قدرات ومهارات الطالب في مكانها الصحيح. كما يرفع من قدرته على الارتقاء بالمتعلّم من النمط التقليدي إلى الفاعل المتفاعل، ليصبح هذا التلميذ عصب عملية التعلّم، فتغدو هذه العملية راسخةً ومؤثرة وقابلة للتطبيق في حياة المتعلم. وعلى الصعيد التربوي تضع المعلم على الطريق الصحيح لتنفيذ الاستراتيجيات والطرائق ضمن خطوات واضحة منتجة بزمن محدد، حيث تشمل كافة جوانب العملية التربوية التعليمية، كما تكسبه قدرة الإدارة الصفية الناجحة، وعلى الصعيد التقني التكنولوجي تضيف إليه أدوات تكنولوجية جديدة يستطيع توظيفها للتخطيط الجيد لدرسه مرفقاً بعناصر الصوت والصورة والحركة، يقدمها ضمن عروض مميزة، ليصبح الدرس أكثر جذباً وقدرةً على التأثير في ذهن المتعلّم الذي يعمل على نقل هذه الخبرات إلى محيطه والعمل على محاكاتها في حياته العملية، وفي ظل هذا التطور العالمي لمنظومة التعليم، أصبحت مواكبة التطور التكنولوجي الحاصل في العالم حولنا ضرورة ملحة علينا أن نأخذها على محمل الجدّ، ونعمل على اكتساب مهاراتها وإكسابها للمعلمين والمتعلمين على حدّ سواء».

المدرّسة "لبانة حمدان" التي اتبعت دورة دمج التقانة في التعليم هذا العام في "بانياس"، قالت: «في البداية ظننت أن الدورة ستكون كغيرها من الدورات التي تتم دعوتنا إليها كمدرّسين، خاصةً أن التقانة هي أحد محاورها الرئيسة، وافتقادي للعديد من المهارات في هذا المجال أقلقني، لكن الجو بوجه عام، وطريقة تعاون المدربين معنا والتحفيز المستمر على ضرورة العمل على اكتساب المهارات التكنولوجية التي باتت ضرورة واحتياج أساسي لنا في عملنا في ظل التطور السريع في مختلف أنواع العلوم، جعلها تجربة مفيدة ومختلفة من حيث المعلومات والخبرات التي اكتسبناها، وسنعمل على تطبيقها داخل الغرف الصفية بمتابعة المدرّب لمدة سنة كاملة؛ وهذا ما سيعطي دورات الدمج قيمة مضافة».

جمانة الدرا منسقة مشروع دمج التقانة في التعليم