بهدف التعريف بأهمية المخطوطات التاريخية والثقافية، وطرائق حفظها وترميمها، واحتفاءً بيوم الثقافة الذي يقام تحت شعار: "يوم الثقافة للارتقاء بالإنسان"، أقامت مكتبة "الأسد" بالتعاون مع "نادي شام الثقافي" ورشة عمل للتعريف بمفاتيح كنوز الحضارة.

مدونة وطن "eSyria" حضرت الورشة التي أقيمت بتاريخ 29 تشرين الثاني 2018، في مكتبة "الأسد"،

تكمن أهمية الورشة اليوم في أنها تتيح لنا الفرصة للتعرّف إلى المخطوطات التي تمثّل جزءاً من ثقافتنا وحضارتنا، ولا سيما التاريخية منها التي تعود إلى آلاف السنين، وكيفية حفظها؛ وهذا ما تعرّفنا إليه اليوم من خلال هذه الجولة، وأدركنا مدى دقة هذه العملية وصعوبتها، وهذه المرة الأولى التي أرى فيها المخطوطات، وأتعرّف إلى طرائق ترميمها بأسلوب عملي، واكتسبت من خلال الجولة معلومات جديدة، وأغنيت معارفي التاريخية، وهي مهمة جداً بالنسبة لي

والتقت "أحمد الطبل" مدير ومؤسس نادي "شام" الثقافي، الذي يقول: «فعالية اليوم هي أول تعاون رسمي مع مكتبة "الأسد"، وهي ورشة عمل عن المخطوطات وطرائق ترميمها وحفظها، يمكننا من خلالها الاطلاع على الكنوز الموجودة في المكتبة، وتبدأ الورشة مع جولة عملية في قسم المخطوطات والحديث عنها، ثم الانتقال إلى القسم المختص بترميمها والاطلاع على طرائق حفظها وفهرستها، وفي القسم النظري يتحدث خبراء من المكتبة عن كل ما يخص المخطوطات الموجودة فيها، حيث تعدّ من أهم مراكز حفظ المخطوطات على مستوى المنطقة، وتتبعه جلسة حوار نجيب من خلالها عن أسئلة الحضور، وهذا الاهتمام نابع من اهتمامنا بالقراءة، وكل قارىء يحب أن يعرف من أين بدأ الكتاب، والتعرّف إلى المخطوطات التي هي فنّ بحدّ ذاتها».

"أحمد الطبل" مدير نادي شام الثقافي

من الحضور التقينا "داني العيسى" أحد أعضاء نادي "شام" الثقافي، الذي يقول: «تكمن أهمية الورشة اليوم في أنها تتيح لنا الفرصة للتعرّف إلى المخطوطات التي تمثّل جزءاً من ثقافتنا وحضارتنا، ولا سيما التاريخية منها التي تعود إلى آلاف السنين، وكيفية حفظها؛ وهذا ما تعرّفنا إليه اليوم من خلال هذه الجولة، وأدركنا مدى دقة هذه العملية وصعوبتها، وهذه المرة الأولى التي أرى فيها المخطوطات، وأتعرّف إلى طرائق ترميمها بأسلوب عملي، واكتسبت من خلال الجولة معلومات جديدة، وأغنيت معارفي التاريخية، وهي مهمة جداً بالنسبة لي».

من جهتها "أمينة الحسن" رئيسة قسم المخطوطات في المكتبة تقول: «يتركز الحديث اليوم عن نوعي المخطوطات القديمة والحديثة، وأتناول في الندوة أقدم هذه المخطوطات وهي: "مسائل الإمام أحمد بن حنبل"، التي يعود تاريخ سماعها إلى عام 267 للهجرة، ومخطوطة "التربيع والتدوير للجاحظ"، "شرح ديوان الفرزدق"، و"المطر والسحاب لابن دريد"، وغيرها من المخطوطات النفيسة الموجودة في المكتبة، إضافةً إلى تلك التي انتقيناها في المعارض السابقة والمعرض الحالي، ونتناول عدة محاور هي اللوحات الاستهلالية، ففي المكتبة مخطوطات قيمة ونادرة، وفيها لوحات استهلالية تختلف من مخطوط إلى آخر، وهي مكتوبة بالذهب الخالص، والزخارف اللازوردية والقرمزية، والزخارف النباتية والهندسية، والمخطوطات المكتوبة بخط المؤلف، التي لها أهمية تاريخية كبيرة، خاصةً للمحقق، أو الباحث الذي ينتقي دوماً تلك المكتوبة بخط المؤلف، كمخطوطات: "الجماعيلي"، و"الطبلاوي"، و"خليل مردم بيك" مؤلف النشيد الوطني، وأنواع أغلفة متعددة تعود إلى عصور مختلفة، إضافةً إلى نماذج عن خطوط متنوعة، مثل: (الفارسي، المغربي، النستعليق، الكوفي، الرقعي).

"أمينة الحسن" رئيسة قسم المخطوطات

تكمن أهمية الورشة اليوم في تشجيع الشباب على القراءة والبحث، فهم الغد المشرق لنا، وهم أهل لذلك، ليحققوا هذه المخطوطات وينشروها إلى النور».

بدورها "هبة المالح" نائبة رئيسة قسم المخطوطات، تقول عن مداخلتها في الندوة: «أشرح من خلال الندوة فهرسة المخطوطات وطرائق تصنيفها، وكيفية العمل بقراءتها، لأنها ذات قراءة عسيرة على القراء، نود أن نقدم خدمة للباحثين والقراء توفر لهم الجهود الكثيرة، وتحقق الفائدة بأسلوب ممتع، هذه الفهارس تعد مفاتيح كنوز لهذا الإرث الحضاري الجميل، وأتناول أنواع الفهارس التي نطبعها، وتصنيف المخطوطات، وأشير إلى أهمية بعضها، من خلال الأخطاء التي وقع بها القارىء أحياناً عند قراءة هذه المخطوطات، لأنها غير منقطة، فقد يقرؤها قراءة غير صحيحة، وحاولت أن أبين الأخطاء التي تمثّل أحياناً عائقاً أمام المحقق غير المتمكن الذي قد يقرأ الكلام بغير ما أراد مؤلفه، وهذا ما نسميه في علم المخطوطات التصحيف والتحريف، من خلال أمثلة ليكون المحقق واعياً للقراءة، وإننا من خلال هذه الورشة نحفّز الأجيال والقراء الجدد على القراءة المتأنية، وتحقيق المخطوطات، لإخراجها إلى النور وجعلها متاحةً من خلال الكتب المطبوعة. يزيد عدد المخطوطات في المكتبة على تسعة عشر ألف مخطوط، ولدينا صور مخطوطات ورقية، ومصغرات فيلمية، ويستطيع أن يقرأ المهتم من الصور، وليس من المخطوط ذاته لأنه بحاجة إلى رعاية وحفظ في مستودعات خاصة».

مخطوط من قسم الترميم

بدوره "عصام عيساني" مدير النشاط الثقافي في مكتبة "الأسد" يقول: «تعرف المخطوطات على أنها جميع الكتب التي كتبت بخط اليد، خاصةً تلك المكتوبة بخط مؤلفها القديم، يتعرف أعضاء نادي "شام" الثقافي اليوم إلى كيفية ترميم هذه المخطوطات في حال كانت معرضة للحشرات والفطريات، أو ممزقة، لأنها تعود إلى ألف سنة أو أكثر، كيف يعالجها المرممون، ويعيدونها إلى وضعها الأصلي من دون أن يضيفوا أي كلمة أو حرف، فهي مجرد معالجة للورق والغلاف، ثم يتعرفوا إلى المخطوطات الأصلية، وطريقة حفظها بشروط معينة من درجة الحرارة والرطوبة، وأبواب الحماية الإلكترونية لها، ومن خلال الندوة النظرية يتعرّفون إلى كيفية قراءة المخطوط الأصلي، لأنه صعب القراءة، هناك أحرف غير منقوطة، وعندما يقوم المحقق بتحقيق المخطوط يفسر الكلمات، ويقدم معانيها للقراء العاديين، وفي هذه الندوة يمكنهم الاطلاع على كيفية قراءة المخطوط الأصلي كما هو، وهذه الفعالية الأولى من نوعها، وتختلف عن الفعاليات الثقافية الأخرى التي يقوم بها النادي في المكتبة عادةً».

يذكر، أن نادي "شام" الثقافي هو تجمع ثقافي شبابي سوري مرخص من وزارة الثقافة، أُسّس عام 2014، وهو حالياً أكبر تجمع ثقافي أهلي تطوعي موجود في "سورية".