التصوير ليس مجرد هواية عنده، بل جعل من كاميرته منبراً لنقل الحقيقة وتصوير الجوانب الإيجابية في معشوقته "دمشق"، وجعل الصور تنطق بالجمال وتتحدث عن قصتها. لم يكتف بنقل الأحداث، إنما جسدها بطريقة تشد الناظر إليها لاكتشاف التفاصيل المختبئة بالصورة.

مدونة وطن "esyria" تواصلت مع المصور الفوتوغراقي "محمد دامور" بتاريخ 15 تشرين الثاني 2018 ليحدثنا عن بداياته، فقال: «منذ طفولتي كنت أحلم بتصوير المسجد "الأقصى" في "فلسطين"، وكنت شغوفاً بالقضية الفلسطينية وشرساً في أي نقاش حولها. أساتذتي في مدرسة "بسام العمر" لاحظوا شغفي بالتصوير، فخصصوا لي زاوية أضع فيها الصور التي كنت ألتقطها بجهاز محمول قديم في "حلب"».

على كل هاوي تصوير أن يحاول نقل شعوره عبر الصورة، ويبتعد عن محاولات الشهرة السريعة، ويتبنى قضية يكافح لأجلها

يتابع: «كنت أسعى دوماً لنقل الصورة الجميلة عن بلدي وتصوير الجوانب الإيجابية فيه، ولم أفوت فرصة حضور أغلب المعارض الثقافية والندوات والعروض الموسيقية التي تقام بعدة أماكن في "دمشق وحلب" أيضاً، إلا أن لـ"دمشق" النصيب الأكبر من التصوير، فأنا أنظر إلى التصوير على أنه لغة العالم كما الموسيقا، وهكذا نظهر جمال بلدنا "سورية". أحب الرسم، لكنني لم أستطع تعلمه لأنه يحتاج إلى الصبر، وأنا عجول، وهذا ما دفعني إلى الاستيعاض عنه بحمل الكاميرا».

مسجد

مع اندلاع الحرب في "سورية"، وعلى الرغم من التحاقه بخدمة العلم وبعده عن الحياة الجامعية، لم يتوقف عن الدفاع عن "دمشق" تارة بسلاحه، وتارة أخرى بكاميرته، وكان مراسلاً من الميدان، ينقل الصورة الحقيقية لما يجري، ويقول: «لم أبتعد عن جامعتي بإرادتي، وعندما سنحت لي الفرصة دخلت كلية الإعلام التي اخترتها لأنني مدافع شرس عن القضايا التي أتبناها. توجهت إلى موقع "دمشق الآن" الذي كان يديره جندي مثلي، وفضّلت أن أكون معاونه في نقل الخبر، ونجحنا لعدة أسباب، أهمها أننا كنا في خضم الحدث.

تكمن صعوبة مهنة التصوير بضرورة الحفاظ على الهدوء والابتعاد عن الغضب، فالتصوير يحتاج إلى إبداع، والإبداع لا يرافق الغاضبين، كثيراً ما كنت أحاول التحلي بالهدوء، وعملت كل ما بوسعي لأقدم سوريتي بأجمل حلة».

طفل

وختم "دامور": «على كل هاوي تصوير أن يحاول نقل شعوره عبر الصورة، ويبتعد عن محاولات الشهرة السريعة، ويتبنى قضية يكافح لأجلها».

المصور "وسام قاسم" قال عن "دامور": «"محمد دامور" فنان محترف، وخصوصاً في اللقطات التي يأخذها لـ"دمشق"، يتفنن بالصور ويرسم "دمشق" بها، وكأنها معشوقته الأجمل، بحزنها وفرحها، ولكل صورة من صوره قصة يقصها على جميع متابعيه».

دمشق

أما المصور "محي الدين البوشي"، فقال: «"دامور" مصور محترف، لصوره طابع خاص، وبمجرد رؤيتها ستعرف مباشرة أنها من تصويره؛ فطابعه خاص، ولا يستطيع كل مصور الإحساس بالكاميرا مثله».

الجدير بالذكر، أن "محمد الدامور" من مواليد "إدلب"، عام 1991، يعيش في "دمشق".