بحضوره المحبّب، وشغفه بعالم الطفولة، استطاع الممثّل والمخرج المسرحي الراحل "هشام النشواتي" أن يدخل الفرح إلى قلوب الأطفال؛ من خلال عروض فرقة "عمّو هشام" المسرحية التي أسّسها بدافع كبير من العطاء والبهجة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "سوسن شيخ البساتنة" صاحبة شركة "نتالي" للإنتاج والتوزيع الفني، بتاريخ 30 تشرين الثاني 2018، لتتحدث عن حياة "النشواتي" الفنية"، فقالت: «بدأ "هشام" حياته الفنية كممثل مع والده في المسرح، والسينما والتلفزيون، فوالده الفنان "عبد الله النشواتي" من مؤسسي الدراما السورية، حيث اشتهر بأداء شخصية "أبو شاكر"، والأدوار الكوميدية مع بداية التلفزيون السوري في الستينات. أحب الفن منذ الصغر، وشارك بأدوار تمثيلية، وتوجه إلى الإخراج المسرحي عام 1999 بعد وفاة ابنه الوحيد، لأنه أراد أن يرسم البسمة على وجوه الأطفال حباً بالطفولة والإنسانية منذ أن فقده. تعرّفت إليه عام 1992 في عمل مسرحي من إخراجه لمصلحة الشبيبة، حيث أخرج وأنتج عدة أعمال مسرحية فنية، وفي عام 2002 أسّس فرقة للأطفال أطلق عليها اسم: "عمّو هشام"، واستمرت عروضها المسرحية منذ ذلك التاريخ حتى وفاته من دون توقف، تألفت من عشرة أفراد. استطاع بمحبته الوصول إلى قلوب العديد من الأطفال، وعرضت أعماله على مسرح معرض "دمشق الدولي" لعدة سنوات، وفي مهرجانات وزارة السياحة. وفي المدة الأخيرة كان يحضّر لعمل تلفزيوني من إنتاجه، وكممثل شارك في التلفزيون بالعديد من الأعمال الدرامية، منها: "عناية مشددة"، "طوق البنات"، "وردة من خريف العمر"، وغيرها الكثير في الدوبلاج والإذاعة».

هو شخص طيب جداً، خلوق، وأحببت العمل معه، استمر التعاون الفني بيننا في الفرقة منذ عام 2003، حتى 2006 في عدة عروض مسرحية، منها: "كوكب الأرض"، "حماة الأرض"، "الغزاة"، وعندما تركت الفرقة استمرت صداقتنا وكنا نتواصل باستمرار

ابنته "سالي النشواتي" تقول: «تميّز والدي بالطيبة والحنان، قدم عدة مسرحيات للجمعيات الخيرية والأطفال المرضى بالسرطان والأيتام، تعامله راقٍ ومحترم مع الصغير والكبير، يتقن الوفاء، فهو شخص اجتماعي، كنت أرافقه وأختي؛ ونشارك بوجه دائم في عروضه المسرحية، التي تميزت بطرح رسائل إيجابية للأطفال، كقيمة الخير وانتصاره على الشر، الاهتمام بالنظافة، عدم هدر المياه والمحافظة عليها، احترام الكبير، العطف على الصغير، والحفاظ على البيئة، بهدف تغيير سلوك الطفل نحو الأفضل، مع إضافة لمسة كوميدية تتميز بالطرافة والبساطة، وتضمن أن يضحك الطفل طوال مدة العرض بأسلوب لا يخلو من التشويق عن طريق المسابقات وتوزيع الهدايا».

مع ابنته "نتالي" في أحد العروض

وتتابع: «قدم العروض في عدة محافظات سورية، على الرغم من إرهاقه بالسفر والتدرب لتقديم العمل بأفضل صورة، حصل على شهادة تكريم من السيدة الأولى "أسماء الأسد" عام 2007، عندما حضرت وأولادها إحدى مسرحياته في محافظة "اللاذقية" بمدينة "القرداحة"، إضافة إلى شهادات تقدير من عدة جمعيات خيرية. كان يفخر بكل ما قدمه من مسرحيات، ومنها: "أفراح العيد" عام 2001، "حماة الأرض" عام 2002، "مغامرة في مدينة المستقبل" عام 2004، "مملكة السلام" عام 2007».

من جهته الفنان "باسل الرفاعي" يقول عنه: «الراحل كان محباً للجميع، وصاحب صاحبه كما يقال، أعرفه شخصياً منذ خمسة عشر عاماً، ولم يسبق لي أن تعاملت معه فنياً، لكن أعرف الكثيرين من الأصدقاء الذين عملوا معه، ولطالما امتدحوه كإنسان، هو فنان تميز بحضوره الجميل والتلقائي والقريب من قلوب الأطفال، وسمى نفسه "عمّو هشام"؛ لأنه يعدّ نفسه عمّ الأطفال، وأباهم جميعاً. تميّز كمخرج مسرحي للأطفال بخبرته وبساطة أسلوبه، وإلمامه بما يحبون ويفضلون، بقي حتى وفاته يكافح ويناضل لإسعاد قلوبهم في عروضه المسرحية، وعندما أسّس الفرقة كان معه الفنانون: "عصام المسكي"، "وسيم قشلان"، "ناديا بدران"، "محمد أيتوني"، وأظنّ أنه لم ينصف فنياً لا في حياته، ولا بعد مماته، ومن أعماله: "أفراح العيد"، "الملك فانوس"، "مغامرة في مدينة المستقبل"، "الأشقياء الثلاثة"، وغيرها».

من أحد العروض

بدورها الفنانة "ناديا بدران" تقول: «هو شخص طيب جداً، خلوق، وأحببت العمل معه، استمر التعاون الفني بيننا في الفرقة منذ عام 2003، حتى 2006 في عدة عروض مسرحية، منها: "كوكب الأرض"، "حماة الأرض"، "الغزاة"، وعندما تركت الفرقة استمرت صداقتنا وكنا نتواصل باستمرار».

يذكر، أن الفنان "هشام النشواتي" من مواليد "دمشق" عام 1963، خريج معهد متوسط زراعي، توفى بتاريخ 14 تشرين الثاني 2018؛ إثر أزمة قلبية بعد إجراء عمل جراحي في شرايين القلب.