شغفه بالإعلام والإذاعة بوجه خاص جعله من الإعلاميين المتميزين، ليكون معِدّاً ومراسلاً ومذيعاً في الوقت نفسه، فكان على الدوام متابعاً للتطورات الإعلامية حول العالم، وبات التلميذ والمعلم الذي ينهل من هذا البحر في مسيرته التي امتدت ستة عشر عاماً.

مدونة وطن "eSyria" التقت الإعلامي "عصام محمود" ليحدثنا عن بداية حياته في هذا المجال قائلاً: «كان لديّ ولع وشغف بالإلقاء والنشر والخطابة والفصاحة، وكنت رائداً بها في المراحل الدراسية الأولى، إضافة إلى الظهور على المنابر في تقديم الحفلات والاحتفالات سواء بالمدرسة أو المنطقة.

كانت التحية العسكرية هي "اللوغو" الذي تميزتُ به في آخر كل إطلالة في بثٍّ مباشرٍ سواء بالميدان أو في الاستوديو؛ إلى أن علمت لاحقاً أنني كنت أول مذيع أخبار -ربما في العالم- يؤدي التحية العسكرية لجيشه الوطني على الهواء مباشرةً، وهذا الموضوع كُتب عنه في صحيفة "الأهرام" المصرية، وتحدَّثت عنه مواقع عديدة

في عام 2001 سجلتُ في قسم الإعلام بجامعة "دمشق"، وفي السنة الثانية من الدراسة الجامعية بدأت عملي كمحرر ومذيع أخبار في "إذاعة دمشق"، وفيما بعد كمقدم برامج سياسية، حيث كانت الإذاعة مدرستي الأولى بالإعلام، وكيف يتم تقديم الرسالة الإعلامية؛ فهي من أهم الإذاعات في الوطن العربي التي انطلقت مع بداية البث الإذاعي في المنطقة العربية، لذلك كنت أعدّها -وما زلت- مدرسة في عملي».

مدرباً للهواة الشباب

وتابع حديثه عن عمله في مجال الإعلام قائلاً: «استمر العمل في "إذاعة دمشق" حتى نهاية عام 2006 في نقل "حرب تموز"، فيما بعد قمت بإعداد برنامج وثائقي إذاعي عن ذات الحرب، ومعركة دبابات "الميركافا" التي دمرت المقاومة اللبنانية عدداً كبيراً منها، تحت عنوان: "زعيم أوف ميركافا"، أو "نهاية الميركافا"، وقد تُرجم إلى عدد من اللغات، وشارك في عدد من المهرجانات وحصد تقديراً من اللجان المحكّمة. ثم انتقلت للعمل في التلفزيون السوري كمراسل محلي، ومعدّ برامج سياسية واقتصادية، إضافة إلى إعداد الأفلام الوثائقية، عملي كمراسل محلي كان سبباً قوياً في الظهور التلفزيوني ونقل الفعاليات والمؤتمرات التي كان أهمها نقل القمة العربية في "دمشق" عام 2008 بعدها انتقلت إلى مرحلة جديدة من العمل التلفزيوني؛ تقديم الأخبار في التلفزيون السوري الذي يعدّ مدرسة حقيقية لأي شخص يودّ أن يجيد العمل الإعلامي، حيث قدمت نشرات الأخبار، وأعددت عدداً كبيراً جداً من الأفلام الوثائقية».

وأضاف: «من الخطوات المهمة التي تعلمت منها عملي في قسم الاستماع السياسي في إذاعة "دمشق"، فحين أستمع إلى كبرى المحطات والإذاعات كالـ"BBC" و"Monte Carlo"، ثم أكتب رصداً لها كلها فأنا أتابع مدارس في الأخبار والإعلام، وهذا الشيء تعلمت منه الكثير، وكان لي أيضاً محطة بين عامي 2011 و 2012 كمدير لقسم الأخبار في إذاعة "المدينة FM"، كنت حينئذٍ مذيعاً ومقدم برنامج البث المباشر».

مقدماً لنشرة الأخبار في التلفزيون السوري

وأضاف عن عمله في مجال الإعلام الحربي قائلاً: «كنت من أوائل المراسلين الذين قاموا بنقل الأحداث، إلى أن بدأت مرحلة جديدة من العمل في الإعلام الحربي، إضافة إلى التقديم التلفزيوني والنشرات الاخبارية والبرامج السياسية، كنت من الجيل الأول الذي عمل في الإعلام الحربي، كنا حينئذٍ خمسة أو ستة مراسلين، وبهذه المرحلة قمت بنقل عدد كبير من المعارك على امتداد الجغرافية السورية، واكتسبنا خبرة كبيرة في هذا المجال. وبالترافق مع عملي في الميدان كان لديّ شغف في تقديم الأخبار، وكان لي الشرف في تقديم النشرة الأولى بالمركز الإخباري بحلته الجديدة. فيما بعد قدمت عدداً من البرامج الدورية منها: "سورية تستحق"، و"في الميدان"، إضافة إلى برامج "شقائق النعمان"، و"حراس الأمل"، و"عالمكشوف" بإذاعة "سوريانا" في بداية عام 2015 وإعداد وتقديم عدد من البرامج الخاصة والتقارير والبث المباشر، والحوارات التي كان أهمها مع الرئيس اللبناني "ميشيل عون"، وعدد كبير من الشخصيات الأخرى، هذا العمل المتزايد والضغوط الكثيرة في البث المباشر حقاً أكسبني خبرة كبيرة».

وأضاف عن رأيه بين الإعلام الحكومي والخاص: «الإعلام الحكومي بكل الدول لا يقارن بالإعلام الخاص من حيث الإمكانات والتقنيات والمردود المادي للإعلامي، فالمبدع في الإعلام الحكومي أو من يعمل به يمكن أن يبدع أكثر في الإعلام الخاص، المجال الإعلامي مفتوح للتعلم والخبرات، وعلى الرغم من أننا نفتقد إلى الإمكانات المادية والتقنية، لكن كإعلاميين سوريين استطعنا اليوم أن تكون لنا بصمة في السنوات الأخيرة نعيد هذا المشاهد السوري إلى الشاشة السورية والإعلام السوري بوجه عام».

وتابع حديثه عن الدورات التدريبية التي درّبها قائلاً: «كان لي عدد من الدورات التي درّبت بها في مسيرتي الإعلامية لمدة ست عشرة سنة، أولها مع اتحاد شبيبة الثورة، حيث قمنا بتدريب عدد من الإعلامين الشباب الذين أفتخر عندما أراهم اليوم متصدرين الشاشات الوطنية، وخارج "سورية" أيضاً. ثم انتقلت إلى عدد من المراكز الأخرى.

نصيحتي لكل شخص يعمل في مجال الإعلام الحربي والإعلام بوجه عام أيضاً: التدريب ثم التدريب ثم التدريب والقراءات الكثيرة، إضافة إلى متابعة القنوات جميعها سواء الصديقة أو المعادية؛ فاليوم لدينا قاعدتان في الإعلام: الأولى اعرف جمهورك الموجه الرسالة إليه، والثانية اعرف عدوّك. فالمتابعات الكثيفة للقنوات الأخرى تصقل أداء الإعلامي».

وعن حديثه عن التحية العسكرية التي ميزته عن الإعلاميين الآخرين في العالم، حدثنا قائلاً: «كانت التحية العسكرية هي "اللوغو" الذي تميزتُ به في آخر كل إطلالة في بثٍّ مباشرٍ سواء بالميدان أو في الاستوديو؛ إلى أن علمت لاحقاً أنني كنت أول مذيع أخبار -ربما في العالم- يؤدي التحية العسكرية لجيشه الوطني على الهواء مباشرةً، وهذا الموضوع كُتب عنه في صحيفة "الأهرام" المصرية، وتحدَّثت عنه مواقع عديدة».

"طارق علي" الإعلامي في قناة "العالم"، قال: «"عصام محمود" إعلامي طموح وعصامي، أظن أنه نحت بالصخر حتى وصل إلى ما هو عليه الآن. ولا شك أنه من الجيل الذي أسس لمدرسة الإعلام الحربي، وكان صاحب دور بارز إلى جانب الكثيرين من الزملاء في هذا المجال الذي يتطلب الكثير من الجرأة والحنكة.

يملك تأثيراً كبيراً بمحيطه، ويستفيد من حضوره اللافت وسعة ثقافته الكثيرون من الراغبين بدخول الوسط الإعلامي الواسع، فأغلب الأحيان يكون المحور في معظم الجلسات، وهي ميزة الإعلامي الناجح».

يذكر، أن الإعلامي "عصام محمود" من مواليد "طرطوس"، عام 1983.