مفهومها في الحياة أن الإعاقة لا تعني اليأس، بل تعدّ تحّدياً وإرادة من أجل النجاح والإبداع، فقد استطاعت أن تروي قصة إرادتها من خلال ما سطّرته من فن حمل اسم بلدها.

"أماني زكّار" منبع العزيمة والإصرار، التي التقتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 كانون الثاني 2019، لتحدثنا عن أهم محطات حياتها، فقالت: «في طفولتي كنت لا أحبّ النظر في المرآة لكوني لا أشبه باقي الإناث في مظهرهن الخارجي، وعندما كبرت أدركت أن المظهر الخارجي لا يعني أي شيء طالما أن الإنسان متفاهم مع شخصه وأناه الداخلي، أنا مصابة بحالة "متلازمة داون"؛ وهي حالة وراثية تصيب الطفل عند الولادة، ويصاحب هذه المتلازمة عادة ضعف في القدرات الذهنية التي لم تصاحب إصابتي، إضافة إلى ضعف في النمو البدني، ومظاهر وجه مميزة. درست الابتدائية والإعدادية بمدارس "دمشق"، ثم انتقلت إلى مدرسة "المحبة" لتعليم المهن في "باب توما"، تعلمت فيها حياكة الصوف على النول، بعدها انتقلت إلى التعليم في مركز "أدهم إسماعيل" لتعلّم الرسم».

"أماني" شخصية مجّدة تتعلّم بسرعة، وتنفذ المطلوب منها بأفضل طريقة؛ لأنها تسعى باستمرار إلى تطوير نفسها ورفع مستوى أدائها، وهي مرحة محبة لأصدقائها وروح العمل الجماعي، تجيد العديد من الهوايات التي تثبت قدراتها وإمكانياتها، وهي صديقتي المفضّلة التي أتعلّم منها الإرادة في كل يوم. بدأت تدريبها عام 2013، بعد أن كانت قد بدأت التدريب قبل عشر سنوات، وشاركت معي في بطولة العالم بالسباحة لذوي الاحتياجات الخاصة عام 2015 في "لوس أنجلوس"، وحصدت المركز الرابع بجدارة، وهي الآن تحضّر للمشاركة في بطولة العالم لعام 2019 في "أبو ظبي"

أضافت: «كنت أهوى الرسم، وأنظر إلى أيّ لوحة بشغف، حتى تحقق هذا الحلم عندي عندما انتسبت إلى مركز "أدهم إسماعيل"، كانت فيه معلمتي "ريم الخطيب" ومديرة المعهد سابقاً، تعلّمت منها الفن والإبداع، وبدأت تدريبي في الرسم على حجر الصوان واللعب بالألوان عليه، حتى تمكنت من احتراف الرسم، واشتركت بعدة معارض بأعمالي على حجر الصوان، وأصبحت أغلبها مقتناة، كما احترفت عمل الصوف على النول في مقرّ جمعية "الرجاء"، وأقوم ببيع أعمالي الصوفيّة ومشاركتها أيضاً في جميع المعارض، وأيضاً أنا من مشتركي فوج الكشّاف الأول في "سورية"، كما أقمت دورة لمدة عام برفقة صديقاتي من ذوي الاحتياجات الخاصة في الغرفة الفتية الدولية "GCI" ومن أهم أهدافها دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع. هذا العام توّج مسيرة حياتي، وجعل منّي إنسانة مؤمنة بضرورة تطوير نفسي، وبعث في عقل "أماني" الإرادة والقوة مجدداً لتصنع مجداً».

مع الأصدقاء في في إحدى فعاليات جمعية الرجاء

وتتابع عن رحلتها مع السباحة: «بدأت تعلّم السباحة وألعاب القوى وأنا في السادسة من العمر، واشتركت بالأولمبياد الذي تنظمه مؤسسة الأولمبياد الخاص السوري بالتعاون مع الاتحاد الرياضي العام، وسافرت إلى أغلب المحافظات السورية، وبعض البلدان كـ"لبنان" و"إيرلندا" و"تونس" كلاعبة لأول مرة، ومتحدثة للمرة الثانية، حيث رُشحت بعدها إلى السفر لـ"اليابان" لأمثّل بلدي في ألعاب القوى، وضمن ألعاب السباحة، كانت آخر مشاركة لي عام 2016 في "أميركا"، وما زلت حتى اليوم أشارك بالأولمبياد في كل عام، وقد نلت العديد من الميداليات وشهادات التكريم، كما تم تكريمي من قبل السيدة الأولى "أسماء الأسد"، وقامت بتأمين عمل لي في جمعية "الرجاء" لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقة بعد أن أقمت فيها دورة حاسوب "ICDL" ودورة "فوتوشوب"».

"دانا ذياب شباط" رئيسة اللجنة بالأولمبياد الخاص السوري، ومنظمة بطولة العالم لذوي الاحتياجات الخاصة لعام 2019، قالت: «"أماني" شخصية مجّدة تتعلّم بسرعة، وتنفذ المطلوب منها بأفضل طريقة؛ لأنها تسعى باستمرار إلى تطوير نفسها ورفع مستوى أدائها، وهي مرحة محبة لأصدقائها وروح العمل الجماعي، تجيد العديد من الهوايات التي تثبت قدراتها وإمكانياتها، وهي صديقتي المفضّلة التي أتعلّم منها الإرادة في كل يوم. بدأت تدريبها عام 2013، بعد أن كانت قد بدأت التدريب قبل عشر سنوات، وشاركت معي في بطولة العالم بالسباحة لذوي الاحتياجات الخاصة عام 2015 في "لوس أنجلوس"، وحصدت المركز الرابع بجدارة، وهي الآن تحضّر للمشاركة في بطولة العالم لعام 2019 في "أبو ظبي"».

أثناء التدريب

الجدير بالذكر، أن "أماني زكّار" من مواليد "دمشق"، 6 آذار 1980.

من مشاركاتها في أحد المعارض